TOP

جريدة المدى > عام > سعد محمد رحيم : عشرة كتب أثّرت على رؤايَ الفكرية وأسلوبي الأدبي

سعد محمد رحيم : عشرة كتب أثّرت على رؤايَ الفكرية وأسلوبي الأدبي

نشر في: 7 إبريل, 2016: 12:01 ص

للكتاب انعكاساته على القارئ  ، وأياً كان هذا القارئ ، فنانا أو مفكرا أو مبدعا أو مثقفا في مجال ما ، أو مُتلقيا بسيطا ، إلا أن للكلمات المرصوصة في الكتب كقطع الجواهر التي ترصع الذهب تأثيرها الخاص والعميق على من ترقص عيونه فوق الحروف .هنالك كتب تف

للكتاب انعكاساته على القارئ  ، وأياً كان هذا القارئ ، فنانا أو مفكرا أو مبدعا أو مثقفا في مجال ما ، أو مُتلقيا بسيطا ، إلا أن للكلمات المرصوصة في الكتب كقطع الجواهر التي ترصع الذهب تأثيرها الخاص والعميق على من ترقص عيونه فوق الحروف .
هنالك كتب تفتقر للنهايات إلا أنها تتوج القارئ بطلاً لها ، هذا ما حدّثنا عنه الروائي سعد محمد رحيم من خلال عرضهِ لأهم عشرة كتب أثرت على رؤاه الفكرية وأسلوبه الأدبي ، حيث يختار رحيم رواية  "لو أن مسافراً في ليلة شتاء" للروائي كالفينو من بين عشرة كتب هي " ثلاثية نجيب محفوظ ،  الصخب والعنف لفوكنر ،  الاستشراق لإدوارد سعيد ، موقع الثقافة لهومي بابا ،  رسائل من بيت الموتى لديستويفسكي ، القصر لكافكا ،  18 برومير لويس بونابرت لماركس ، لو أن مسافراً في ليلة شتاء لإيتالو كالفينو ،  ذئب البوادي لهيرمان هيسه ، اسمي أحمر لأورهان باموق  . "
ويذكر سعد محمد رحيم أن الرواية هي مجموعة حكايات متداخلة ومتوازية، مكتوبة بأسلوب الميتا فيكشن ( ما بعد الرواية ) ، وهي نموذج صافٍ لهذا النمط من الكتابة.. نجد المؤلف في كتابه، كما نجد القارئ والدارس والناشر، وثمة نقاشات حول كتابة الرواية وبناء الشخصيات والأحداث، ومشكلات النشر ، تُقطع الحكاية الأولى لنبدأ مع حكاية ثانية تُقطع لندخل بين تلافيف حكاية ثالثة وهكذا ،  ليست ثمة نهاية لأية حكاية ، ويبقى البطل الرئيس في الرواية هو القارئ الذي يبحث عن تتمات الحكايات ، ويناقش اللغة والأسلوب والتقنيات مع قراء آخرين ، ويعيش تلك الدوامة من الانفعالات والأفكار والعلاقات ، ويحكي لنا عن متعته في دنيا القراءة ، وحيرته ، كما لو أنه يحاول الإمساك بالمغزى العميق لعالم سمته الفوضى والغموض .
  ويلعب كالفينو هنا ، بحذاقة  ودراية ، بتقنية ( الطباق/ التضاد ) خالقاً تناغماً داخلياً لنصِّهِ ، ومجترحاً مسارات لرؤى حول الثقافة والأدب والسياسة والحب والجنس والموت والخيبة والأمل ، ليبدع في النهاية رواية طافحة بالإثارة والجمال.
البعض يهتم بالكتاب لغرض المتعة ، إلا أن المُتعة تكمن عند البعض بدراسة أدبيات ونُسق الكتاب وثيمته ومعلوماته ، وهذا ما جسّدهُ لنا توصيف الروائي سعد محمد رحيم حين تحدث لنا عن أفضل كتبه ، فكان تركيزه الأكبر على اللغة والتوصيف والقواعد الأدبية في الرواية ، مُبيناً مدى تأثيرها عليه أولاً ومدى أهمية هذا النوع من الروايات في الأدب العالمي .
الكتاب حياة ، أبطالهُ هم صور من أيامنا ، قواعدهُ إلهية ، فكما يخلق الله البشر يخلق الكاتب أبطاله ، وينفخ فيهم من روحه ، ويهديهم مشاعره المتضادة والمتناظرة ليكون الكاتب هنا إلهاً ثانويّا استطاع خلق الحياة من رحم الحياة .

 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

موسيقى الاحد: "معركة" المغنيات

"مُخْتَارَات": <العِمَارَةُ عند "الآخر": تَصْمِيماً وتَعبِيرًاً> "كِينْزُو تَانْغَا"

الذكاء الاصطناعي والتدمير الإبداعي

فيلم "الحائط الرابع": القوة السامية للفن في زمن الحرب

"الشارقة للفنون" تعلن الفائزين بمنحة إنتاج الأفلام القصيرة

مقالات ذات صلة

الصدفة والحظ.. الحظ الوجودي والحظ التكويني في حياتنا
عام

الصدفة والحظ.. الحظ الوجودي والحظ التكويني في حياتنا

ديفيد سبيغنهولتر*ترجمة: لطفية الدليميقريباً من منتصف نهار التاسع عشر من آب (أغسطس) عام 1949، وفي محيط من الضباب الكثيف، عندما كانت طائرة من طراز DC-3 العائدة لشركة الخطوط الجوية البريطانية في طريقها من بلفاست...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram