اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الحكومة البديلة

الحكومة البديلة

نشر في: 6 إبريل, 2016: 05:32 م

سواء قبلت الكتل البرلمانية بتشكيلة "حكومة التكنوقراط" التي اقترحها حيدر العبادي، أم لم تقبل، وقد رفضتها كلّها بالفعل بما فيها كتلة العبادي نفسه، "دولة القانون"، فإن  الضرورة تقتضي إطاحة الحكومة الحالية وتشكيل حكومة جديدة.
ليس حُكماً أن تأتي الإطاحة بالقوة - انقلاب عسكري أو قرار من مجلس النواب بسحب الثقة - فالإطاحة يمكن أن تكون ودّية، بأن يتفاهم السيد العبادي مع الكتل البرلمانية لتقديم استقالته وإعادة تكليفه بتشكيل حكومة جديدة، مادام متمسّكاً برئاسة الحكومة.
بعيداً عن الحركة الاحتجاجية ومطالبها التي بسببها ذهب السيد العبادي إلى خيار تشكيل حكومة التكنوقراط المستقلّين، فإن إطاحة الحكومة الحالية صارت مستحقة ،لأنها أخفقت تماماً في تطبيق حزمة الإصلاحات التي تعهدتها قبل ثمانية أشهر. وما لم تستطع حكومة النهوض به في ثمانية أشهر، لن يمكنها القيام به بعد ثمانية أشهر أخرى.
لنراجع أهمّ ما تضمّنته حزمة الإصلاح التي أقرّتها وأعلنتها حكومة العبادي في التاسع من آب 2015:
محور الإصلاح الإداري
 - إبعاد جميع المناصب العليا من هيئات مستقلة ووكلاء وزارات ومستشارين ومدراء عامين عن المحاصصة السياسية والطائفية، وتتولى لجنة مهنية يعيّنها رئيس مجلس الوزراء اختيار المرشحين في ضوء معايير الكفاءة والنزاهة (...) وإعفاء مَن لا تتوفر فيه الشروط المطلوبة.
- إخضاع الوزارات والجهات الأخرى غير المرتبطة بوزارة إلى المساءلة والمحاسبة من خلال برامج تقويم مُعدّة لهذا الغرض وتتولى لجنة لتقويم الأداء تقديم تقارير دورية إلى رئيس مجلس الوزراء.
- تخويل رئيس مجلس الوزراء صلاحية إقالة المحافظين أو رؤساء المجالس المحلية وأعضائها في حال حصول خلل في الأداء إو انتهاك للقوانين النافذة أو حالات الفساد.
محور الإصلاح المالي
-  معالجة التهرّب الضريبي.
-  تطبيق التعرفة الكمركية بصورة عادلة على جميع المنافذ الحدودية.
محور الإصلاح الاقتصادي
-  تفعيل القروض لتنشيط حركة الاقتصاد وتشغيل العاطلين عن العمل.
- العمل  على تفعيل قرار مجلس الوزراء وخليّة الأزمة بدفع المستحقات واجبة الدفع إلى شركات القطاع الخاص.
- تفعيل ستراتيجيات العمل الرصينة التي أعدّتها مؤسسات الدولة.
محور الخدمات
- حزمة إجراءات لحسم مشاكل الكهرباء في مجالات الإنتاج والنقل والتوزيع والجباية، على أن يُنجز ذلك خلال أسبوعين.
- تبنّي برنامج رقابة مجتمعية فعّال لكشف التراجع أو الفشل في تقديم الخدمات بغية محاسبة المقصّرين.
محور مكافحة الفساد
- تفعيل دور مجلس مكافحة الفساد ... وإطلاق حملة (من أين لك هذا؟)... بالتعاون مع القضاء.
- تنشيط دور المؤسسات الرقابية والكشف عن المفسدين ووضع معايير لتقييم أداء المؤسسات الرقابية، ويقتضي ذلك تفعيل دور هيئة النزاهة الوطنية وإعادة النظر في مكاتب المفتشين العموميين والتركيز على المهام الأساسية لها.
-  فتح ملفّات الفساد السابقة والحالية تحت إشراف لجنة عليا لمكافحة الفساد، تتشكّل من المتخصصين وتعمل بمبدأ (من أين لك هذا؟).
هذه هي أهم بنود الحزمة الإصلاحية. وباستثناء البند الأخير، حيث بدأت هيئة النزاهة ولجنة النزاهة البرلمانية، بفتح بعض ملفات الفساد، فإن البقية نُفّذت بنسب ضئيلة، وبعضها بلا أيّ نسبة تنفيذ كالبند الخاص بالهيئات المستقلة ووكلاء الوزارات والمستشارين والمدراء العامين، لجهة إبعاد مناصبهم عن المحاصصة السياسية والطائفية.
الحكومة الحالية واجبة الانصراف، لكنَّ بديلها لا يكون حكومة ملفّقة على عجل، كـ "حكومة التكنوقراط" ولا هي إعادة إنتاج لحكومات المحاصصة التي لم تزل الكتل السياسية المتنفّذة تتمسّك بها.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. ييلماز جاويد

    مقترحكم ، يا سيد عدنان ، بالإتفاق مع الكتل النيابية غير عملي ، لأن من المستحيل أن يتم هكذا إتفاق ، ضد مصلحة جميع الكتل . سبق إقترحنا أن يتم الإتفاق بين الرؤوس الثلاثة على حل البرلمان ، وتشكيل حكومة إنقاذ وطني تجري إحصاء للنفوس وقانون إنتخابات يجعل العراق

  2. ابراهيم الشمري

    بسم الله الرحمن الرحيم الاستاذ الفاضل.. هل ترى بحيدر العبادي الكفائة والقدرة على قيادة حكومة تحقق ما يريده الشعب؟ ان من أول مطالبنا هو محاسبة المفسدين والخونة...فهل تظن ان حيدر العبادي قادر على محاسبتهم ؟؟؟ لا أظن ذلك..فهو من قادة الدعوة و

يحدث الآن

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

التجنيس الأدبي والاكتفاء الذاتي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

 علي حسين في ملحمته الإلياذة يروي لنا الشاعر الاغريقي هوميروس كيف أن أسوار مدينة طروادة كانت عصيّة على الجيوش الغازية . فما كان من هؤلاء إلا أن لجأوا إلى الحيلة فقرروا أن يبنوا...
علي حسين

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

 لطفية الدليمي غريبٌ هذا الهجومُ الذي يطالُ الراحل (علي الوردي) بعد قرابة الثلاثة عقود على رحيله.يبدو أنّ بعضنا لا يريد للراحلين أن ينعموا بهدوء الرقود الابدي بعد أن عكّر حياتهم وجعلها جحيماً وهُمْ...
لطفية الدليمي

قناطر: من وصايا أبي المحن البصري

طالب عبد العزيز هذا ما كتبه ابو المحن المحسود البصريّ لاِبنهِ ذي الهمّة، الذي واصل الليل بالنهار، متصفحاً خرائط المدن والاسفار، عاقداً وشيعة الامل بالانتظار، شاخصاً بعينه الكليلة النظيفة، متطلعاً الى من يأخذ بيده...
طالب عبد العزيز

ريادة الأعمال.. نحو حاضنة شفافة

ثامر الهيمص مخرجات الشفافية, تمتاز عن غيرها, بأن ردود الفعل تأتي انية في النظر او العمل, مما يجعلها تمضي بوضوحها مستفيدة من هنات وليس عثرات تراكمت اسبابها مسبقا في عالم الا شفافية, اللهم الا...
ثامر الهيمص
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram