على هامش فعاليات معرض اربيل الدولي للكتاب عقدت ندوة حملت عنوان ( الاصلاح من وجهة نظر نسوية) ضيفت كلاً من الناشطة بخشان زنكنة والإعلامية سعاد الجزائري . أدار الندوة الصحفي حسين رشيد الذي تحدث عن دور المرأة في عملية الاصلاح والتحديات التي تواجهها
على هامش فعاليات معرض اربيل الدولي للكتاب عقدت ندوة حملت عنوان ( الاصلاح من وجهة نظر نسوية) ضيفت كلاً من الناشطة بخشان زنكنة والإعلامية سعاد الجزائري . أدار الندوة الصحفي حسين رشيد الذي تحدث عن دور المرأة في عملية الاصلاح والتحديات التي تواجهها في العراق خصوصا في ظل هيمنة التيارات الاسلامية المتشددة التي جعلت دور المرأة هامشيا ، كون تلك التيارات لا تؤمن بإعطاء المرأة دورا محوريا الامر الذي ينعكس سلبا على مواقعها في شتى المجالات. متسائلا عن ماهية الاصلاح المطلوب وكيف يمكن ان تاخذ النساء دورهن في هذا الاصلاح.
الناشطة السياسية بخشان زنكنة اعترضت في مستهل كلامها على عنوان الندوة الذي وصفته بالضيّق مطالبة بضرورة التعرف على موقع المرأة في جميع المواقع المتعلقة بالإصلاح في مجتمع ذكوري لا تحتل المرأة سوى مساحة هامشية فيه، في حين نجدها تحتل مساحات كبيرة في جميع الكوارث التي عصفت بالبلد على مر العصور والأزمنة. لذلك يجب ان تؤخذ قضية الصراع الحاصل بين الرجل والمرأة على محمل الجد كما ترى. مضيفة: ان عملية بناء الدولة بعد العام 2003 تمت وفق اسس خاطئة اضرت كثيرا بواقع المرأة, كما ان عملية التنوع الحاصل في مكونات البلد يجب ان تكون مصدر قوة له لكنها كانت على العكس تماما بسبب التكوين الاستبدادي لبناء الدولة منذ تأسيسها. كما تطرقت بخشان الى تاريخ تأسيس الدولة ودور النظام السابق في الدمار الذي حل بالمجمتع العراقي.
فيما ترى الاعلامية سعاد الجزائري ان عملية الاصلاح بمفهومها الشامل لا تتم من خلال رؤية فردية ، نسوية كانت ام ذكورية ، الامر الذي سيجعل منها عملية ناقصة. كون مفردة الاصلاح اشمل من رؤية جنس بشري بحد ذاته. لذلك يجب التحدث عن دور كل منا في صيرورة هذه العملية بغض النظر عن دينه, عمره, مكانته ...الخ . مبينة : انها لم تعد تميل لهذا التقسيم انثوي - ذكوري ،الذي يدعو الى التعصب والتطرف مثلما يحصل الان بين الاديان والقوميات المختلفة. لذلك يجب تقويم دور المراة والحركات النسائية في عملية الاصلاح. مبدية قلقها من النسبة النسبية (الكوتا) التي منحت للنساء كونها ساهمت في وصول نساء غير جديرات الى مراكز صنع القرار وهذا ما ساهم في تثبيط دور الحركة النسوية في الحصول على حجمهن الحقيقي.اضافة الى الاختلاف الحاصل بين النساء حول تفسير مصطلح الاصلاح فما يراه البعض اصلاحا يراه الاخر انحلالا وهذا احد اسباب تراجع دور المرأة في تلك العملية.
وفيما يتعلق بكيفية تمكين المرأة من للمشاركة بعملية الاصلاح في سؤال وجهه مدير الندوة الى الست بخشان والتي رأت ان من الضرورة الشروع بتطبيقات عملية تعمد الى اشراك المرأة بصورة فعلية في عملية الاصلاح لضمان ان يكون دورها فاعلا في صناعة واتخاذ القرارات التي تتعلق بالإصلاح. لكن سعاد الجزائري ترى ان العجز الحاصل في دور المرأة والرجل على حد سواء في ما يتعلق بالإصلاح ساهم في جعل المرأة تعجز عن صناعة قرار خاص بها.
وعن سبب التشاؤم الكبير في مجمل حديث الناشطة بخشان زنكنة حيث عزت ذلك الى الوضع الحالي للبلد الذي يقترب من الهاوية بسبب البناء الخاطئ للدولة بعد 2003 والذ تم وفق معطيات غير صحيحة. اضافة الى انعدام الثقة بين الاطراف السياسية ما يدفع الكثير للتشاؤم. مشددة: ان غياب الرؤى الواضحة للكثير من الاطراف السياسية وانعدام المصلحة الوطنية في طريقة تفكير البعض منه جعل الامور تصل الى هذه النقطة او المرحلة التي عدتها عصية بسبب حجم التحديات والمخاطر الذي تحيط بالبلد خاصة الاقتصادية منها.
وبشأن الكيفية التي يمكن ان يتم فيها الاصلاح ودور المرأة في ذلك اوضحت الجزائري ان الاصلاح لا يزال هامشيا وخير دليل على ذلك حجم الجرائم التي ترتكب بحق المراة في مجتمعاتنا اهمها القتل من اجل غسل العار وزواج القاصرات وعمليات الزواج غير القانونية المتمثلة بزواج المتعة والمسيار التي انتشرت مؤخرا بشكل اكثر من السنوات الماضية الامر الذي جعل من المرأة سلعة لتحقيق مآرب ذكورية. داعية الى ضرورة اشراك المرأة في صناعة القرارات السياسية لضمان حصولها على حقوها الكاملة التي ستمكنها من الاشتراك الفعلي في عملية الاصلاح.
اما زنكنة فقد بينت ان عملية الاصلاح عميقة وكبيرة وتحتاج الى جهود اكبر لكن في البدء علينا اصلاح الوضع الاشكالي خاصة فيما يتعلق بحقوق المراة وتفعيل القوانين التي تخص ذلك. مشيرة الى تراجع المناصب الوزارية في الحكومة الاتحادية التي اخذت تتآكل حتى وصل الامر لوزارة واحدة بعد ان كانت ست وزارة في الحكومة الاولى بعد 2003.
في الختام شدد مقدم الجلسة على دور المراة في عملية الاصلاح المرتقبة. مشيرا الى دورها في التظاهرات الاسبوعية في بغداد والمحافظات الاخرى.