من أطرف التصريحات التي أطلقها الأمين العام لحزب الدعوة نوري المالكي أخيراً هي قوله :" إذا أعطيت المسؤولية للمستقلين وليس للإسلاميين فإن المؤامرة ستدمر البلاد " !
عندما يسمع غالبية العراقيين هذا الخطاب الناري سيضحكون كثيرا، وسيقولون للسيد المالكي : لقد عشنا معكم أحزاب الاسلام السياسي " سنة وشيعة " في ظل دولة لها أكثر من قانون يشجع على جرائم النصب والاحتيال واستغلال المنصب وترهيب الناس وقتلهم على الهوية.
الناس تصوروا أن الاحزاب الدينية ستقدم إليهم ساسة يسعون إلى بناء مؤسسات حديثة، وسيبدعون في الإعمار وإدارة شؤون البلاد أكثر من إبداعهم في فنون اللعب على الحبال، واعتقدوا ان الذين جاءوا باسم المحرومين والمظلومين لن يتحولوا في ليلة وضحاها إلى أغنى طبقات المجتمع، وأنهم سيصدعون رؤوسنا بخطب عن دولة القانون فيما هم ينتهكون القانون في وضح النهار..
سيقول البعض ولماذا أكتب هذه الكلمات هنا عن المالكي ؟ ما يدفعني للكتابة عن خطابه الاخير ، هو هذا التعالي من الامين العام لحزب الدعوة على القوى السياسية الاخرى واعتبارها متآمرة وتريد دمار البلاد والعباد .
أفهم وأتفهم قيام مسؤول لحزب ديني بانتقاد الاحزاب السياسية الاخرى ،لكن كيف ينتقد المالكي قوى سياسية مدنية لم تشارك في الحكم ولم تتسلم مسؤولية دائرة طابو على الاقل؟!
تحدث المالكي بصورة مستفزة ووعّظ في مسألة التكنوقراط والمستقلين ، وأخبرنا ان حزبه والاحزاب الحاكمة الاخرى تملك من التكنوقراط اضعاف ما يملكه المستقلون ، لكنه نسي أو ربما تناسى ان تكنوقراطهم نهب البلاد منذ ان سقط تمثال صدام في ساحة الفردوس عام 2003 ولحين كتابة هذه السطور ، وان احزابهم احتضنت الفاسدين والطائفيين ، واتمنى ان لايعتقد البعض انني اتحدث عن الاحزاب الشيعية ، وانما الاحزاب السنية أيديها ليست بيضاء ايضا .
يخطئ المالكي حين يصور الخلاف السياسي في البلاد على طريقة " فيلم الرسالة " معركة بين معسكر المسلمين ومعسكر الكفار ، محاولاً إيهام البسطاء من الناس انه يدافع عن الاسلام وقيمه بوجه فئة باغية تريد النيل من الدين ، متناسياً ان المعركة اليوم في العراق بين قوى تتّخذ من الدين الإسلامي الحنيف غطاء لإعلاء قيم الانتهازية السياسية واحتكار القرار ، وسرقة المال العام والرشوة والمحسوبية وقتل النفس البريئة ، وهي قيم يرفضها الإسلام جملة وتفصيلا ،لانه دين يبشّر بالعدالة والمساواة ، ولهذا اتمنى ان يتمعّن المالكي جيدا في جواب الإمام علي بن أبي طالب للخوارج، عندما رفعوا شعار: " لا حكم إلّا لله" ، فقال لهم : كلمة حقّ أُريد بها باطل،
تمنّى العراقيون بعد 2003 حياةً أفضل. لكنّ كيانات الأحزاب الحاكمة خطّطت ودبّرت وقاومت من أجل إعادة العراق إلى مربّع الذلّ والخوف واليأس والفشل.
وأين الحديث عن سرقة البلاد ؟
[post-views]
نشر في: 9 إبريل, 2016: 06:52 م
جميع التعليقات 4
د عادل على
ان العراق مدمر وليس هناك شيئا سالما فيه حتى يدمره المالكى الدى هو واحد من المدمرين الدى دمر فى سبيل المقام والسفر الى امريكا------المالكى ليس بالمدمر الاول بل البعث وعساكره وصدامه وحروبه دمروا تدميرا ثم جاء التدمير الامريكى بالقصف الشديد ثم جاءت القاعدة ل
مجيب حسم محمد
استفزني هذا الخطاب وبشدة ، وكنت ولا زلت اتأمل ان اقف امام المالكي وجها لوجه ، كي انظر في كينونة هذا الرجل ، ومن اي طينة فاسدة خلق ،واقول له ما قاله نابليون ((اني محاط بطبقة من الكهنة يرددون ان الدنيا ليست مبلغ همهم ، غير انهم لا يتركون شيئا تصل ايديهم الي
الشمري فاروق
سؤال بسيط وبسيط جدا ... أتحدى المالكبي ان يجيبني عليه..كم كنت تملك يوم قدمت الى العراق من سوربا التي كنت لاحئا فيها...وكم تملك انت والمدلل ابنك واقربائك الان...وهل سمعت بحزب السراق(حزب الدعوه) الذي مسختم كل تأريخة هل سمعت عن التيجر وايفان ومستر ايم و
ابراهيم الشمري
بسم الله الرحمن الرحيم أستاذ علي المحترم..من هذا المتكلم ..من هذا الخطيب؟؟؟ أليس هو أكبر مجهز سلاح لداعش ٢٣٠٠ همر..وغيرها بكلفة إجمالية 27 مليار دولار...من سرق أموال العراق..نوري ما تقول لرب العالمين يوم القيامة..ما هو الذي قدمه حزب الدعوة ل