عن اهمية الإعلام الفضائي والقنوات الفضائية ودورها في الحث على الاصلاح السياسي والمشاركة به كل حسب قدراته ، وضمن فعاليات معرض اربيل الدولي للكتاب في دورته الحادية عشرة، عقدت ندوة ادارها د. محمد احسان بمشاركة كل من الإعلامية رولا فاضل مديرة البرامج في
عن اهمية الإعلام الفضائي والقنوات الفضائية ودورها في الحث على الاصلاح السياسي والمشاركة به كل حسب قدراته ، وضمن فعاليات معرض اربيل الدولي للكتاب في دورته الحادية عشرة، عقدت ندوة ادارها د. محمد احسان بمشاركة كل من الإعلامية رولا فاضل مديرة البرامج في فضائية المدى، الاعلامية والنائبة : سروة عبدالواحد، الاعلامي : فرهاد عوني، الاعلامي حسين عمر ممثل فضائية روداو، الاعلامي نور الدين ويس ممثل فضائية كردستان 24.
فساد إعلامي
ابتدأ مدير الجلسة حديثه عن السلطة الرابعة وتاريخ اطلاق لقب السلطة الرابعة على الصحافة في العام 1979 لكننا في العراق لحد الان لا نحمل من تلك السلطة سوى اللقب كما يرى ، موجها عددا من الاسئلة الى الضيوف. كان اولها الى مديرة برامج فضائية المدى: ماهو دور الاعلام في الاصلاح؟ حيث اجابت: ان الاعلام احد وسائل الضغط في الاصلاح السياسي لذلك يجب ان يكون هذا الاعلام نقيا ونزيها كي يكون له دور مهم في الاصلاح. مستدركة: لكننا نجد العكس في اغلب المؤسسات الاعلامية والقنوات الفضائية العربية فهي فاسدة في الاصل..
واضافت فاضل: رغم ذلك هنالك نقطة ضوء في هذا المجال تتعلق بتحرك وسائل اعلام عديدة من اجل نقل ما يسمى بثورات الربيع العربي ادى ذلك الى تخفيف القمع على تلك الثورات. منوهة: ان للإعلام دورا كبيرا في اخراج القوات السورية من لبنان.
وعن وجود فساد في الفضائيات العراقية مشابه للفساد الموجود في الإعلام العربي قالت: لا شك ان الاعلام العراقي المتمثل بالفضائيات مهيمن عليه من قبل عدد من الاحزاب السياسية الامر الذي افقد المؤسسات الاعلامية مهنيتها مانعة ان يكون هنالك اعلام حر في البلد.
فساد الإعلام الحكومي
عضو لجنة الثقافة والاعلام البرلمانية سروة عبدالواحد اشارت في حديثها الى الاعلام الحكومي وكيف تحول الى اداة بيد الدولة على الرغم من الدعم الكبير الذي تقدمه الدولة العراقية للمؤسسات الاعلامية الحكومية المتمثلة بشبكة الاعلام العراقي لكنها رغم ذلك لم تقدم نموذجا شاملا للاعلام. مشددة: فقد اصبحت تلك المؤسسات اداة بيد الحكومة للقضاء على من يخالفه الرأي. موضحة: ان شبكة الاعلام تنتهج نهجا منحازا سياسيا وطائفيا. مستدركة: لكن لجنة الثقافة والاعلام في البرلمان العراقي قامت بتشريع قانون جديد لشبكة الاعلام العراقي.
مدير الجلسة توجه بالسؤال للنائبة والإعلامية: كيف يكون الاعلام اكثر فاعلية في التأثير بالاصلاح ، واذا كان الاعلام فاسدا فكيف سيكون فاعلا في عملية الاصلاح ؟ هل تعتقدين ان التشريعات والقوانين سبب في وجود الفساد في المؤسسات الاعلامية؟
سروة: الحل ليس في القوانين بل في تطبيقها, فمعظم المؤسسات الفاسدة تعمد الى تسويف تطبيق تلك القوانين مع ابسط العاملين فيها فكيف سيتم تطبيقه مع قضايا اخرى اكثر اهمية.
"طريق الشعب" و"التآخي"
الاعلامي فرهاد عوني عمد الى عمل مقارنة بين الاعلام الحالي والسابق واوجه الاختلاف بين كل واحد منها مستشهدا بما حصل في العام 1970 حين شهدت الساحة الصحفية سجالا حادا بين مختلف المؤسسات الصحفية التي تعود للاحزاب الكبيرة (البعث, الشيوعي, الديمقراطي الكردستاني). لافتا: في احدى الايام زارني الاستاذ عبدالمجيد لطفي وابدى اسفه على هذه المساجلات التي تؤثر سلبا على العلاقة بين الاحزاب المكافحة (الشيوعي , الديمقراطي الكردستاني) حيث قال : عندما اريد ان انام واضعا راسي على الوسادة. اتذكر ما منشور في صباح ذلك اليوم في صحيفتي طريق الشعب والتآخي فأصاب بالارق.
قنوات المحاباة
وراى عوني ان الجدل العبثي الحالي بين القنوات الفضائية والصراع بين القوى المالكة والممولة له ادخل الفساد السياسي الى تلك القنوات وجعلها تنقسم الى ثلاثة اقسام. الاولى قنوات تجميلية تعمل على تجميل صورة الجهة الراعية له. الثانية قنوات المعارضة والتي تحاول الصيد بالمياه العكر حيث تعكف على ابراز سلبيات جهات معينة. الثالثة : قنوات المحاباة والتي تعمد الى ان تكون وسطية في طرحها من اجل ان تبقى على خطوة واحدة من جميع الاطراف.وبشان سوال مدير الجلسة حول التعتيم الاعلامي على بعض القضايا التي يشوبها الفساد قال عوني: الاعلام العراقي يتبع الحزب والطائفة والمذهب فهو لا يستطيع التطرق لاي امر يتعلق بهذه المسميات مهما كانت خطورة هذا الامر على البلد والمصلحة العامة ، وبالتالي تحول الامر الى اصطفافات وتخندقات تبحث عن المصلحة الشخصية والحزبية والانتماءات الاخرى.
شرف المهنة
اما ممثل قناة كردستان 24 الاعلامي نور الدين ويس فقد ذكر : لا يوجد اعلام حر في جميع الفضائيات العراقية والتي تمول من قبل احزاب سياسية الامر الذي جعلها تفقد شرف المهنة. مبينا: ان الصحفيين في الشرق الاوسط يعانون الأمرّين من جراء السلطات القمعية كما ان الصحفيين في العراق يبحثون عن السلطة اضافة الى انهم يعملون على تجميل صورة المسؤول من اجل الحصول على المنفعة الشخصية.
واشار ويس الى : ان المال السياسي الذي دخل الاعلام خاصة الفاسد منه حوله الى دكاكين تعتاش على فتات ما يقدم من تلك الجهات. موضحا: ان الاعلام العراقي يعاني من تدخل السلطة في عمله مثلما يعاني من سلطات اخرى حزبية ودينية. لافتا الى: ضرورة تشريع قوانين تخدم الاعلام وتمنح حرية اوسع للصحفي الحقيقي الذي للاسف اخذ دوره يتراجع امام دخول الطارئين الى العمل الصحفي.
باقة نقل مشتركة
حسين عمر ، ممثل فضائية روداو ، بيّن ان روداو مؤسسة عالمية لديها مكاتب في اغلب العواصم العالمية اضافة الى مكاتب في اكثر الاماكن خطورة بالعالم العربي فلسطين واليمن. مضيفا: انها تعنى بالشأن الكردستاني خارج الاتجاهات الاربعة العراق ايران سوريا تركيا اضافة الى وجودنا ضمن باقة نقل مشتركة من (46) مؤسسة اعلامية عالمية يجعل من هويتها كردستانية عالمية.
وبشأن دورها في مكافحة الفساد داخل كردستان وهل هم راضون عن عملهم المتعلق بتلك القضية قال عمر: ان عملية مكافحة الفساد تحتاج الى تضافر جهود مختلف المؤسسات التي تعمل على مكافحة هذه الآفة خصوصا الوعي المجتمعي اضافة الى المؤسسات الاخرى. اما بالنسبة لنا فلدينا دور كبير في ذلك. وبشأن تقيم معرض اربيل الدولي والفرق مابين دورة العام الماضي والدورة الحالية باعتبارهم جهة راعية اضافة الى تغطية فعاليات الدورتين ذكر عمر:
لا شك ان المعرض يزدهر سنة بعد اخرى ويصبح اكثر تطورا بسبب الخبرة التي تكتسبها الادارة عام بعد اخر, لكن الاحداث التي تعصف بالبلد اثرت بشكل بسيط على هذه الدورة الا انها لا تزال دورة مميزة وناجحة لكني ارى ان ادارة المعرض تطمح للمزيد وهذا ما يحتاج الى مزيد من الصبر.