TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > صورة من قصر السلام

صورة من قصر السلام

نشر في: 11 إبريل, 2016: 06:21 م

عصر أمس شاهدنا صوراً لاجتماع الرئاسات الثلاث مع قادة الكتل  السياسية ، ، من أجل مشروع الاصلاح  ، اوما سمِّي بحكومة التكنوقراط " الحزبية "  ، من يشاهد الصورة ستثار في ذهنه عدد من الاسئلة  ابرزها جدار الفصل الطائفي بين المجتمعين  – كما في الصورة التي نشرها موقع رئاسة الجمهورية -   حيث يشاهد المواطن  النهج الذي يمارسه  الساسة  في مسالة التوازن  الطائفي ، الشيعة  مقابل السنة ، كل جماعة طائفية تؤيِّد شركاءها في الطائفة ،  ولهذا يجب ان يجلس اعضائها متراصون الواحد جنب الاخر ، الاصلاح مع التوازن ، والمحاصصة السياسية مع المنفعة الشخصية .
في المقابل هناك صوراً كثيرة لاحداث مرت خلال الاشهر الماضية ، تظاهرات الشباب في ساحات الوطن ، الاعتصام امام المنطقة الخضراء ، قرار العبادي بالتغيير الحكومي ، موافقة جميع الكتل على وثيقة الاصلاح ، كل هذه الصور كانت امام السادة المجتمعين في قصر السلام ، لكنهم قرروا ان لابديل عن المحاصصة ، وان حكومة التكنوقراط يجب ان تخرج من معطف المحاصصة ، الذي له تاثير السحر ، وهو بالتاكيد لايشبه معطف الكاتب الروسي غوغول الذي يقال ان معظم الادب الروسي خرج منه ، معطفنا غير  ، فنحن نحتفظ به للمهمات العسيرة ، نضعه في الدواليب ايام الانتخابات ، ونخرجه في ساحات الوغى للدفاع عن الكراسي
من قرا قصة غوغول الشهيرة ،  يتذكر ان احداثها تدور عن موظف فقير اهترأ معطفه القديم  ، وكان يسعى للحصول على  معطف جديد  ، قيه اعاصير الشتاء ، ويوم يحصل عليه بعد معاناة وكد ،  يرتديه  ليسير في الشوارع  متبخترا سعيدا ، لكن ما هي الا لحظات حتى يجد نفسه وجها لوجه امام قطاع الطرق الذين يسرقون منه معطفه ويتركونه عاريا ، مثلما يصر اصحاب معطف المحاصصة  ، على سرقة حلم الامان والاستقرار من ملايين العراقيين  
فيما كنت اشاهد الصور ، كنت أعود، لا إرادياً، إلى مناخ الاحتجاجات   حين علَت انذاك جميع الأصوات  تندد بالمحاصصة ،  ليس فقط في البرلمان الذي يواصل الاخفاق كل يوم ، وكل ساعة ، وكل ثانية  . الآن تبخر كل شيء  ، نحن مع صورة تخلوا من الذين خرجوا ينددون بالمحاصصة ، والذريعة  واحدة لم تتغيّر ، الحفاظ على العملية السياسية من المخربين والمتامرين.
ايها السادة المجتمعون ، الشعب الذي خرج من اجل طلب الاصلاح ، في حاجة إلى مسؤول عراقي ، لا سني  ولا شيعي ، مسؤول يلمّ شمل الناس الخائفين على امنهم ومستقبل ابنائهم  ، مسؤول يعيد إليهم ثقتهم في الألفة الوطنية ،الصورة المنشورة هي احتقار لتضحيات العراقيين وازدراء لمطاليبهم ، لا نريد للمأسي ان تتكرر على نحو هزلي كان يقول  ماركس الذي غاب احفاده من الصورة .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. kadhim mostafa

    ليس احفاد ماركس تغيبوا عن الصوره العار بل حتى احفاد علي والحسين وعمر بن الخطاب وعمر بن عبد العزيز . الصوره ليست اجتماع للاصلاح بل الذئاب لتقاسم الفريسه العراقيه .

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: سياسيو الغرف المغلقة

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

السردية النيوليبرالية للحكم في العراق

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

لماذا نحتاج الى معارض الكتاب في زمن الذكاء الاصطناعي؟

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

 علي حسين كان العراقي عصمت كتاني وهو يقف وسط قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة، يشعرك بأنك ترى شيئا من تاريخ وخصائص العراق.. كان رجل الآفاق في الدبلوماسية وفي السياسة، حارساً لمصالح البلاد، وحين...
علي حسين

قناديل: يكتب كي لا يموت العالَم

 لطفية الدليمي في حياة كلّ كاتب صامت، لا يجيدُ أفانين الضجيج الصاخب، ثمّة تلك اللحظة المتفجّرة والمصطخبة بالأفكار التي يسعى لتدوينها. الكتابة مقاومة للعدم، وهي نوع من العصيان الهادئ على قسوة العالم، وعلى...
لطفية الدليمي

قناطر: بغداد؛ اشراقةُ كلِّ دجلةٍ وشمس

طالب عبد العزيز ما الذي نريده في بغداد؟ وما الذي نكرهه فيها؟ نحن القادمين اليها من الجنوب، لا نشبه أهلها إنما نشبه العرب المغرمين بها، لأنَّ بغداد لا تُكره، إذْ كلُّ ما فيها جميل...
طالب عبد العزيز

صوت العراق الخافت… أزمة دبلوماسية أم أزمة دولة؟

حسن الجنابي حصل انحسار وضعف في مؤسسات الدولة العراقية منذ التسعينات. وانكمشت مكانة العراق الدولية وتراجعت قدراته الاقتصادية والسياسية والعسكرية، وانتهى الأمر بالاحتلال العسكري. اندفعت دول الإقليم لملء الفراغ في كواليس السياسة الدولية في...
حسن الجنابي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram