اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > تتسبب بأمراض معدية..جثث وحيوانات نافقة تهدد بتلوث بيئي سام

تتسبب بأمراض معدية..جثث وحيوانات نافقة تهدد بتلوث بيئي سام

نشر في: 13 إبريل, 2016: 12:01 ص

 
منظر الجثة المرمية على اكوام النفايات قرب الساحة المحاذية لجامع محمد رسول الله الواقع في منطقة حي الجهاد، تجمع الذباب والحشرات واختفاء اجزاء من الجسد الذي اختفت معالم وجهه وعلى مايبدو كانت لطفل صغير وهذا ماكان واضحا من احد اصابع اليد اليمنى ا

 

منظر الجثة المرمية على اكوام النفايات قرب الساحة المحاذية لجامع محمد رسول الله الواقع في منطقة حي الجهاد، تجمع الذباب والحشرات واختفاء اجزاء من الجسد الذي اختفت معالم وجهه وعلى مايبدو كانت لطفل صغير وهذا ماكان واضحا من احد اصابع اليد اليمنى الباقية فقد نهشت الكلاب السائبة اجزاء من جسده، كان مؤلما جدا وجرس انذار للكثير من الامور التي خطرت على البال خلال تلك الدقائق التي كنت ابحث فيها وأتساءل لمن هذه الجثة؟ الاجابة كانت من رجل امن كان يقلب بها يمياً ويساراً وكأنه يتلاعب بجسد لعبة مقطعة رميت بعد الاكتفاء من اللهو فيها. ظهر انها تعود لطفل يبلغ من العمر 12 عاما اختطف وقتل بعد ان استلم الخاطفون مبلغ الفدية. وحسب اهل المنطقة ان بعض الكلاب التي نهشت بجثة الطفل وجثث اخرى كانت ترمى على مقربة تحولت الى كلاب مفترسة.

العنف الطائفي
لايمكن ان ننسى منظر الجثث المرمية في الساحات واماكن رمي النفايات ايام الجرب الطائفية الملازم محمد حمزة قاطع الرصافة تحدث عن تلك الايام السوداء قال لـ(المدى) في عام 2007 وعند اشتداد العنف الطائفي كانت الجثث ترمى في ساحات فارغة تستخدم من السكان لرمي النفايات. مبينا: ان بعض الحيونات وخصوصا الكلاب اخذت تعتاش على لحوم البشر، حتى اننا كنا نضطر الى اطلاق العيارات النارية على الكلاب حين يصلنا بلاغ بوجود جثة مرمية في اطراف بغداد خصوصا.
واسترسل حمزة: كانت اياماً صعبة وموجعة خاصة اللحظة التي نعثر بها على جثة مرمية نهشت الحيوانات اجزء منه. ذاكرا في احدى المرات هجمت علينا الكلاب وحاولت عض احد الزملاء وهو يسحب الجثة، لكن يقظت احد المنتسبن انقذته حين سارع وقتل كلبين. متابعا: لكن بعد فترة استطاع كلب من عض احد الزملاء وغرس اسنانه بقدمه الامر الذي تطلب علاجه امتد لعدة اشهر.

جثث عصابات داعش
الدكتور عبد الله مهاوس طبيب جراح في مستشفى الانبار وعبر حديث هاتفي قال لـ(المدى) ان العمليات العسكرية في الانبار خلفت العشرات من جثث عصابات داعش الارهابية المتناثرة الاجزاء. مبينا: ان اغلب الجثث لازالت في الصحراء تعتاش عليها الحيوانات. لافتا: الى حجم التلوث الكبير الذي يصيب البيئة والانسان نتيجة تفسخ الجثث وعبر الحشرات التي تتجمع عليها وتنتقل من مكان الى اخر.
واضاف مهاوس: قبل ايام هجمت الكلاب على مجموعة من المواطنين العائدين الى ديارهم (وعضه) احد الرجال ولولا اطلاق النار عليها من قبل افراد الجيش العراقي لاكلتهم وهم احياء. مشيرا: الى رمي عشرات الجثث نهر الفرات الذي يمر بالعديد من المدن حتى مصبه في شط العرب. مشددا: ان كارثة بيئة ستحل اذ ما تم التخلاص من هذه الجثث عبر اليات علمية وطبية مع اهمية مكافحة الكلاب وبقية الحيوانات في تلك المنطقة، خاصة في ظل غياب العلاج اللازم لمعالجة  اي حالة طارئة.

مرض الطاعون وتلوث المدينة
عضو المجلس المحلي لقضاء الرمادي ابراهيم العوسج ذكر ان الدمار الذي لحق بمدينة الرمادي جراء سيطرة تنظيم داعش عليها وانعدام الخدمات وانتشار جثث عناصر تنظيم سببت تلوثا كبيرا في بيئة المدينة وخاصة في القاطع الجنوبي منها. متابعا: ان نسبة التلوث في مناطق الحوز وحي البكر وأجزاء من حي الضباط تصل إلى الأربعين بالمائية.
وأكد العوسج: أن هناك تخوفاً من انتشار مرض الطاعون في المدينة والأمراض والأوبئة الأخرى حيث تشير المعلومات إلى انتشار الأمراض والروائح الكريهة الناتجة عن الجثث خاصة في منطقة الحوز لافتاً: إلى أن الحكومة المحلية شرعت بتشكيل لجان مختصة من الدوائر الصحية والبيئية لتحديد نسبة الدمار ومناطق التلوث لمعالجتها بشكل عاجل قبل عودة النازحين إلى مناطقهم.

توقف المشاريع الصحية
منظمة الأمم المتحدة أعلنت عن توقف برامجها الصحية في العراق، بسبب نقص الأموال وانعدام الدعم، مبينة أن (184) خدمة صحية تم تعليقها بسبب نقص الأموال المخصصة للأنشطة الإنسانية. مشددة: أن أكثر من ثمانين في المئة من البرامج الصحية التي يدعمها شركاء إنسانيون تم تعليقها حالياً، ما يطال مليون شخص مباشرة، ما يعني عدم تمتع نصف مليون طفل بالحماية وينذر بخطر انتشار وباء الحصبة وعودة شلل الأطفال.
اكد رجل الامن احمد ياسين فوج الطوارى الاول والذي التقيته صدفة  في كراج العلاوي عند ما كان يروم الالتحاق بوحدته في قاطع منطقة النخيب: ان الصحراء الغربية كبيرة وتنتشر فيها انواع كثيرة من الحيوانات المفترسة والتي زادت افتراسا وهجوما على البشر بعد انطلاق العمليات العسكرية التي خلفت عشرات الجثث للدواعش. منوه: ان هناك انواع من الحيوانات لم نراها سابقا وشكلها مخيف جدا ولايوقفها غير الرصاص.

حبة بغداد او الليشمانيا
الدكتور محمد عبد الرضا طبيب اختصاص امراض جلدية قال: ان سبب انتشار الامراض الجلدية وان كانت اعرضها اقل من مرض (الجرب) مثل حبة بغداد او مايسمى طبيا (الليشمانيا) والذي يترك اثرا جلديا ظاهرا للمصاب بثقب المنطقة المصابة. مبينا: ان العوامل التي تساعد على انتشارها بقاء الجثث التي تتغذى عليها الحشرات اللاسعة.
واضاف عبد الرضا: ان هذا المرض الذي ينتقل إلى الإنسان عبر لسعة بعوضة، أصبح مستوطناً في المنطقة، مؤكدا: ان انتشار النفايات والابنية المهدمة من العوامل التي تساعد على انتشاره. لافتا: الى ان انتشار امراض الجدري المائي والكوليرا وحمى التايفوئيد والاسهال الجرثومي في اوساط النازحين مطالباً  اياهم التأكد من نظافة المياه والاغذية.
مكافحة واطمئنان
وزارة الصحة سبق وان  كافحت بعض الامراض الانتقالية والمعدية بين اوساط النازحين مثل امراض حبة بغداد والجرب المتحدث الرسمي لوزارة الصحة احمد الرديني قال ان الوزارة تستبعد انتشار الامراض المعدية والأوبئة بين النازحين في الفترة الحالية بسبب الاجراءات التي اعتمدتها الوزارة لمنع حصول مثل هذا الامر. مؤكداً: ان انتشار هذه الامراض يستغرق وقتاً طويلاً ولا تحدث بشكل مباشر بعد عملية النزوح.
وأضاف الرديني أن الوزارة قدمت منذ بدء وصول النازحين من مدينة الرمادي الى بغداد وبابل وكربلاء وبقية المحافظات، الخدمات الطبية والصحية لهم عن طريق المراكز الصحية المنتشرة في مختلف المناطق وسيارات الاسعاف المنتشرة على طول الطريق الذي يقطعونه للوصول الى تلك المناطق.
لجنة الصحة والبيئة في البرلمان كشفت عن انتشار أمراض انتقالية بين المواطنين. وقال عضو اللجنة حسن خلاطي إن عدداً من الأطباء المتواجدين في الموصل، أكدوا اكتشاف حالات مرضية بالسل وشلل الأطفال، وإن المدينة تمر بكارثة صحية. داعيا: الجهات الصحية في العراق الى اجراء فحوصات طبية للنازحين فور وصولهم للتأكد من خلوهم من الامراض المعدية. محذراً: من تلوث مصادر المياه والاغذية لأنها ستسبب الكثير من الامراض بين النازحين.
المدير العام لدائرة الصحة العامة في وزارة الصحة محمد جبر ذكر أن المدن التي يسيطر عليها مسلحو تنظيم "داعش" تمر بظروف صحية خطيرة، لافتاً: إلى عدم امتلاك وزارة الصحة لأرقام دقيقة أو إحصائيات عن أعداد المصابين بتلك الأمراض.

طرق دفن صحية
التلوث البيئي والصحي لايتقصر على جثث الانسان او الحشرات التي تعتاش عليها. الحيوانات النافقة له تاثير كبير ايضا في التلوث وانتقال الامراض وهذا ما اكد عليه الطبيب البيطري مناف عبد الحمزة:  خطورة جثث الحيوانات النافقة على التجمعات الحيوانية والبشرية، والبيئة والمياه. معتبرا الموضوع تحدياً كبيراً أمام المسؤولين والمهتمين بصحة الإنسان والحفاظ على البيئة.
واوضح عبد الحمزة: ان جثث الحيوانات النافقة تشكل خطراً كبيرا على صحة وحياة الانسان والبيئة، داعيا: الى ضرورة التخلص منها بطرق تجنب حدوث التلوث والحد من خطر انتشار الامراض الجليدة المعدية. منوه: الى قيام العديد من اصحاب الحيوانات النافقة رميها على الطرقات العامة او في المجاري المائية، أو بالقرب من مصادر المياه مثل الآبار والانهار والبحيرات.
واضاف الطبيب البيطري: نتيجة تفسخ وتعفن وتحلل تلك الجثث ستشكل خطرا على البيئة. مشيرا: الى خطر انتقال الحشرات والحيونات وانتقالها الذي يساعد في انتشار المسببات المرضية الميكروبية وبالتالي انتشار الأوبئة بين البشر. داعيا: الى ضرورة اتباع الطرق العلمية الصحيحة للتخلص من الحيوانات النافقة، عن طريق الدفن في حفرة عميقة في منطقة بعيدة عن الانهار والارضي الزراعية حتى لا تنبشها الكلاب والحيوانات المفترسة.

حرق الحيوانات
تُعتبر الحيوانات النافقة من أهم مسببات الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان والتي منها أمراض الكلوستريديوم والحمى النزفية وحمى المالطا وداء الكلب والجمرة الخبيثة وغيرها الكثير من الأمراض الخطرة على صحة الإنسان لذا لابد من التخلص منها ومن ظاهرة حرقها التي يمارسها البعض بالقرب من المدن والاحياء السكنية.
اما الطبيبة البيطرية منتهى محمد جامعه بغداد فقد قالت ان انتشار الاوبئه بين الانسان والحيوان سببه اولا التلوث وثانيا التلامس. مبينة:  ان غذء بعض الحيوانات على جثث الموتئ ونهشها هو  كارثه بيئية مهددة الانسان والزرع والحيوان. مشددة: ان الحيوانات التي اكلت من جثث الموتى لايمكن الخلاص منها ومن اضرارها الا بقتلها.
واشارات البيطرية: الى خطورة الحيوانات النافقة المرمية في الطرق العامة، والتي تساعد في اتنشار كل انواع الاوبئة. داعية : الى ضرورة التخلص منها عبر حرقها في محرقة مخصصة لهذا الشان من اجل المحافظات على صحة وسلامة الانسان.

بكتيريا معدية
الاختصاصي البيئي عبد الجبار هاشم بين لـ(المدى): ان خطورة الحيوانات النافقة لاتقف عند حد فقد تكون نفقت بسبب إصابتها بأمراض معدية، بالتالي ان البكتريا تعيش في لحومها وأصوافها وتستطيع الصمود في ظروف البيئة الخارجية القاسية لسنوات عدة، كما يمكن أن تنتشر هذه الميكروبات والبكتيريا بواسطة الهواء مما يزيد من رقعة التلوث. مبينا: أن الحيوانات الأخرى التي تموت بشكل طبيعي تشكل كذلك مصدرا لانتشار البكتيريا بأنواعها في البيئة المحيطة، مردفا: أن توافر الظروف المناسبة لهذه البكتيريا يجعل طريقها سهلا في انتقال الأمراض للحيوانات أخرى، وبالتالي تسبب الكثير من الخسائر المادية لأصحاب الماشية.

 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram