اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > ما هكذا تُشكَّلُ الحكومات!

ما هكذا تُشكَّلُ الحكومات!

نشر في: 12 إبريل, 2016: 06:00 م

لا أظن أن هذه هي الطريقة الصحيحة لتشكيل حكومة جديدة، بوصفها خطوة أولى على طريق التغيير أو الإصلاح السياسي الذي يطالب به الرأي العام العراقي، فنحن لسنا بإزاء تشكيل فريق كشافة أو جمعية تعاونية أو منظمة خيرية، كيما يعرض رئيس الوزراء تشكيلة وزارية بعد أخرى ويطلب من مجلس النواب القبول بها كلاً أو جزءاً، أو رفضها كلاً أو جزءاً، أو تعديلها بحسب ما يرغب به النواب ويشتهونه.
الطريقة التي اعتمدها السيد العبادي مثيرة للفُرقة ومحفّزة على الشقاق، عدا عن أنّها غير لائقة في حقّ المرشحين الذين تقدّم بهم في قائمة داخل مظروف لم يكن مُغلقاً كما أُعلن، فقد تعرّض البعض منهم إلى حملة تشهير شنيعة، مع أنهم لم يسعوا إلى المناصب التي رُشّحوا إليها، إذ كان من أول واجبات رئيس الوزراء حيال الذين يرشحهم للعمل معه أن يحفظ كرامتهم. وهذا كان أيضاً من أول واجبات رئيس مجلس النواب، فلم يكن من المناسب أبداً أن يذيع رئيس المجلس علناً رأي اللجان البرلمانية في كل مرشح على حدة، إلّا إذا كان رئيس الوزراء ومعه رئيس البرلمان قد دبّرا الأمر بليل لـ "شرشحة" المرشحين التكنوقراط، وبالتالي "شرشحة" فكرة حكومة التكنوقراط، والعودة إلى نظام المحاصصة اللئيم والفاسد في اختيار الوزراء وسائر شاغلي المناصب العليا في الدولة.
ما كان يتعيّن على رئيس الوزراء أن يفعله هو أن يتقدم بتشكيلة متكاملة مُصمّمة على وفق المواصفات المحددة المُعلن عنها، وأن يدافع عنها أمام مجلس النواب ساعياً لأن يقبلها ويمرّرها بالكامل أو بمعظم مرشحيها في الأقل. وكان يتعيّن عليه أيضاً أن يرفق بتشكيلته الوزارية المقترحة البرنامج الواضح والمحدّد الذي ستتعهده الحكومة العتيدة، فما هو أهم من التشكيلة الحكومية نفسها برنامجها الذي يتوجّب أن يُلبّي متطلبات المرحلة الحرجة التي نعيشها الآن، من إصلاح النظام السياسي ومكافحة الفساد الإداري والمالي إلى إعادة الحياة في الاقتصاد الوطني وتحسين نظام الخدمات العامة، وسوى ذلك مما وعدت به الحزم الإصلاحية للحكومة والبرلمان.
ومثل رئيس الوزراء، كان على رئيس مجلس النواب أن يتيقّن من أنّ التشكيلة الحكومية المقدّمة إلى المجلس متكاملة ولدى رئيس الوزراء القناعة بها، ولديها برنامج واضح ومحدّد، حتى لا يضيع وقت المجلس وأعضائه بنقاشات ومناكفات ومزايدات واستعراضات فوضوية، كما حصل في جلسة أمس.  

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

التجنيس الأدبي والاكتفاء الذاتي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

 علي حسين في ملحمته الإلياذة يروي لنا الشاعر الاغريقي هوميروس كيف أن أسوار مدينة طروادة كانت عصيّة على الجيوش الغازية . فما كان من هؤلاء إلا أن لجأوا إلى الحيلة فقرروا أن يبنوا...
علي حسين

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

 لطفية الدليمي غريبٌ هذا الهجومُ الذي يطالُ الراحل (علي الوردي) بعد قرابة الثلاثة عقود على رحيله.يبدو أنّ بعضنا لا يريد للراحلين أن ينعموا بهدوء الرقود الابدي بعد أن عكّر حياتهم وجعلها جحيماً وهُمْ...
لطفية الدليمي

قناطر: من وصايا أبي المحن البصري

طالب عبد العزيز هذا ما كتبه ابو المحن المحسود البصريّ لاِبنهِ ذي الهمّة، الذي واصل الليل بالنهار، متصفحاً خرائط المدن والاسفار، عاقداً وشيعة الامل بالانتظار، شاخصاً بعينه الكليلة النظيفة، متطلعاً الى من يأخذ بيده...
طالب عبد العزيز

ريادة الأعمال.. نحو حاضنة شفافة

ثامر الهيمص مخرجات الشفافية, تمتاز عن غيرها, بأن ردود الفعل تأتي انية في النظر او العمل, مما يجعلها تمضي بوضوحها مستفيدة من هنات وليس عثرات تراكمت اسبابها مسبقا في عالم الا شفافية, اللهم الا...
ثامر الهيمص
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram