TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > نحن شركاء في توقيع وثيقة " الشرف "

نحن شركاء في توقيع وثيقة " الشرف "

نشر في: 12 إبريل, 2016: 06:06 م

اسمح لي عزيزي القارئ ، أن أقول لك بكلّ صراحة ،  من دون أيّ لفّ أو دوران ، إننا ، أنا وأنت  والملايين مثلنا جميعاً شركاء في توقيع  وثيقة الشرف التي أُطلِقَ عليها  " وثيقة الإصلاح السياسي "  وهي وثيقة تذكرنا بنظرية  حنان الفتلاوي الشهيرة  " 7×7 "  ،  الكلّ ساهم في الوثيقة حتى وإن كان الموقّعون أحد عشر سياسياً فقط ! .
منذ سنوات وهذا الشعب  يمارس لعبة "لا أرى لا أسمع لا أتكلم" مع سياسيينا ومسؤولينا ، ويرفض أن يصدّق أنه  يعيش عصر المهزلة السياسية بامتياز ، استمر الخراب 13 عاما وقتلت الناس على هوياتها، من غير اي ذنب ، وشُرّد الملايين  ،  ونهبت المليارات ،  لكننا ظللنا نخرج كل اربع سنوات لننتخب " جماعتنا " ووصل بنا الامر ان نسكت حين خرج علينا شيخ معمم ليقول بلا حياء :" خلي يبوكون ، خلي البلاد تخرب ، مادام ساستنا يحافظون على المذهب " وحين قال محمود المشهداني بالحرف الواحد : " لقد سحقنا التيار المدني  وسيظل تابعا للتيار الديني إلى أمد بعيد " ، لم يخرج عليه احد ويطالبه بأن يعود ثانية الى عيادة الطبيب النفسي . الذين أحكموا الخراب على العراق  وأقاموا  دولة الفساد وسدوا كل الأبواب والنوافذ امام المستقبل ، والذين طاردوا المتظاهرين الشباب  في الشوارع  والساحات ، والذين قالوا ان هذا الشعب مجموعة رعاع ومكانهم القبر ، والذين هرّبوا المليارات ، والذين رفعوا في الساحات صور قادة دول الجوار ، والذين لايتخذون قرارا دون الاتصال بأردوغان او سليماني او تميم او سلمان ، هؤلاء الذين تظاهروا من اجل النمر ونساء البحرين وشباب الحوثيين وضحايا أنقرة ، تصدّروا المشهد السياسي بفضل اصواتنا جميعا ، نحن الذين جعلنا منهم  اثرى اثرياء الكرة الارضية ، وجعلوا منا اقواما كسيحة وفقيرة وعاجزة  ، تتلفت حولها ، تتوجس من جارها ،  وتخشى مصافحة الآخرين لأنهم لا ينتمون إلى نفس الطائفة .  
القوى السياسية  التي لاتريد ان تغادر مكاسبها ومناصبها ، وتنشغل بتأمين مقاعد الوزارات لسياسيين أكل الدهر عليهم وشرب ، هؤلاء ونحن معهم متورطون حتى النخاع في تدمير العراق وتمزيقه  وإلغائه من الوجود ،  
الفضائيات التي تتغنّى بحذاء عالية نصيف ، وقبلها صفقت لحذاء منتظر الزيدي ، أالقلام  والمايكروفونات  التي هتفت ولا زالت تهتف : بالروح بالدم .
كلّنا مشاركون.. كلّنا متّهمون .. كلّنا وقّعنا على وثيقة خراب العراق  .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. رمزي الحيدر

    المرحوم محمد حسنين هيكل قال الحقيقة ، مجموعة لصوص وسيطروا على بنك !. كيف تطلب منهم مغادرة البنك!.أرجو أن تكون واقعي في تصوراتك !.

  2. سعد محمد

    السيد علي حسين: لقد اهدرت حبرك في هذا المقال!! نحن شعب لن يتمكن ابدا من الرؤية والسمع والتكلم. دعنا منهمكين بالتكفير عما اقترفه اجدادنا قبل 1400 سنة ولن نرى ونسمع ونتكلم الا من الكهنةالذين يمتلكون كل مفاتيح الجنة التي نبغاها. فليس لناولا لاطفالنا حاجة بمس

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: سياسيو الغرف المغلقة

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

السردية النيوليبرالية للحكم في العراق

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

لماذا نحتاج الى معارض الكتاب في زمن الذكاء الاصطناعي؟

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

 علي حسين كان العراقي عصمت كتاني وهو يقف وسط قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة، يشعرك بأنك ترى شيئا من تاريخ وخصائص العراق.. كان رجل الآفاق في الدبلوماسية وفي السياسة، حارساً لمصالح البلاد، وحين...
علي حسين

قناديل: يكتب كي لا يموت العالَم

 لطفية الدليمي في حياة كلّ كاتب صامت، لا يجيدُ أفانين الضجيج الصاخب، ثمّة تلك اللحظة المتفجّرة والمصطخبة بالأفكار التي يسعى لتدوينها. الكتابة مقاومة للعدم، وهي نوع من العصيان الهادئ على قسوة العالم، وعلى...
لطفية الدليمي

قناطر: بغداد؛ اشراقةُ كلِّ دجلةٍ وشمس

طالب عبد العزيز ما الذي نريده في بغداد؟ وما الذي نكرهه فيها؟ نحن القادمين اليها من الجنوب، لا نشبه أهلها إنما نشبه العرب المغرمين بها، لأنَّ بغداد لا تُكره، إذْ كلُّ ما فيها جميل...
طالب عبد العزيز

صوت العراق الخافت… أزمة دبلوماسية أم أزمة دولة؟

حسن الجنابي حصل انحسار وضعف في مؤسسات الدولة العراقية منذ التسعينات. وانكمشت مكانة العراق الدولية وتراجعت قدراته الاقتصادية والسياسية والعسكرية، وانتهى الأمر بالاحتلال العسكري. اندفعت دول الإقليم لملء الفراغ في كواليس السياسة الدولية في...
حسن الجنابي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram