أبحث عن المعاني العميقة  الكامنة وراء  الأمثال والأقوال المأثورة  في القاموس الوسيط ، لعلي أجد بغيتي في المثل المتداول هذه الأيام على نطاق واسع ، وبين مختلف شرائح المجتمع العراقي  : المتعلمون منهم والمثقفون وانصاف المثقفين . الأغنياء منهم والفقراء ، الجهلة وآهل المعرفة ، الشباب والشيوخ ، النساء  والرجال .
………….
ثار حابلهم على نابلهم ،او( إختلط حابلهم بنابلهم  ) أي  اوقدوا نيران الشر فيما بينهم .
فالحابل هو الذي يهيئ وينصب الحبال لإيقاع الخصم ( العدو) في شراكها حيث لا مفر .
والنابل هو الرامي عبر قوسه بالنبل . فلا يدري — او لا يريد ان يدري — من يصيب  بجرح او بمقتل .
ومقولة  (إختلاط  الحابل بالنابل) تضرب عند تشوش الأمر وإرتباك الرؤية ، حيث يستحيل التفريق بين  المذنب والبريء . بين المجرم العتيد  والمتهم  بالشبهة.
يقال : دار حابله  على نابله ، آي إختلط اوله  بأخره، وجعل عاليه سافله
……….
+ نسمع عن بيع مناصب — ابتداءً من منصب وزير او مدير او حتى توظيف فرّاش  —،وحين  يعن لك السؤال : كيف ؟؟ ، يجيئك الجواب صريحا : لا تسل ، فنحن في دولة إختلط فيها الحابل بالنابل … + سمعنا  عن بيع و شراء ذمم ، نقدا او بالآقساط او بوعود ملزمة + سمعنا عن رشى  يطلبها الضابط لمنح إجازة  مستحقة لجندي في سريته ، وحين تهم بالسؤال ، لا تحظى إلا بجواب جاهز :: لست وحدي ، اما سمعت بالمثل الساري : الحابل مختلط بالنابل  ؟؟.
+رهط نساء  وأطفال وصبية ، يملأون خوابيهم التنك  من ترع  اختلطت فيها النفايات ببقايا مياه الصرف الصحي ، والمتنعمون يستقون شرابهم من مياه معلبة ، بعضها مستورد خصيصا ، لا تسل كيف ولماذا وحتى متى ؟؟ فأنت أدري بمعنى : إختلاط الحابل  بالنابل.
+الإعلان عن سفر مسؤول  مطلوب للقضاء ، قيل إنه موضوع على لائحة الممنوعين من السفر،  لم العجب ؟؟ السنا في دولة إختلاط الحابل بالنابل .على مرأى ومسمع من اولي الأمر ، وربما ، بعلمهم  ومباركتهم ايضا .؟؟