اندفعت مقدِّمة برامج الصغار التلفزيونية البريطانية السابقة جانيت أليس Janet Ellis نحو المشهد الأدبي بقوة من خلال رواية مثيرة يمكن أن يكون هناك أذى لمشاهديها الصغار إذا ما انهم توصلوا إلى نسخة منها. و العنوان، " كلّاب القصاب The Butcher’s
اندفعت مقدِّمة برامج الصغار التلفزيونية البريطانية السابقة جانيت أليس Janet Ellis نحو المشهد الأدبي بقوة من خلال رواية مثيرة يمكن أن يكون هناك أذى لمشاهديها الصغار إذا ما انهم توصلوا إلى نسخة منها. و العنوان، " كلّاب القصاب The Butcher’s Hook "، ذاته يفضح اللعبة بالأحرى. وستعرفون بطريقةٍ ما أن هذه الرواية لن تكون قراءة مريحة. فالكلّاب موضوع القصة يعود للقصاب الشاب فريدريك " فَب وُرنر" وتراه آن Anne جاكوب، راوية القصة وبطلتها المرعبة، في مشهد ذي معنى، كما جاء في عرض فانيسا بيريج للكتاب.
والكلّاب حاد في طرفيه وهو، كما يقول فَب، " تصميم رائع. فبأية طريقة تستخدمه، يكون جاهزاً على الدوام ". ونجد أن الفتاة آن البالغة من العمر 19 عاماً مكلَّبة حقاً وبشكل تام بعواقب دراماتيكية على نحو قاسٍ. وتكتب أليس، في ملاحظاتها عنها، قائلةً إنها كانت تريد أن تستكشف كيف تقوم فتاة لامعة لكن غير متعلمة ومن الطبقة المتوسطة بجعل عالمها واضحاً مفهوماً.
إنه العام 1763 وآن، وهي نتاج زواج غير سعيد، تمتلك خبرة قليلة فيما وراء جدران بيتها الأربعة. ولم تكن قد حصلت على تعليم رسمي، عدا دروساً من صديق لأبيها متعلم لكنه يتّسم بالتعسف. وكانت أمها، وقد أهلكتها حالات حمل عديدة فاشلة، قد أنجبت طفلة للتو لكن آن تستاء من أختها الجديدة، وقد آذى مشاعرها موت أخيها الأصغر التي كانت تكرس كل اهتمامها له. وكان أبوها يرغب آنذاك في تزويجها من المُداهن سيمون أونيانز لحل مشاكله المالية. وعلى كل حال، فإن آن نفسها هي التي تأخذ المبادرة، وقد جعلتها حرمانات بيتها انفعاليةً لا يعوقها عائق. وحين ترى فرصتها في السعادة تضيع منها، يصبح سلوكها خطراً بشكل متصاعد وتكون مستعدة لتدمير كل من يقف في طريقها.
وتتّسم الرواية بروح " توم جونز " لهنري فيلدنغ و" تريستام شاندي " للورانس ستيرن، مع عهر وعنف قائمين تحت قشرة المجتمع الجورجي * المهذب مباشرةً. كما أنه عالم مستشفى اللقطاء الذي تزوره آن مع سيمون أونيانز. والأيتام هناك مكررون ألف مرة عبر شوارع لندن، وهم يتجسسون على آن وهي تمضي في طريقها من بيتها إلى دكان قصّاب عشيقها. وتتحرى أليس هنا مشاهد لندن الجورجية وأصواتها وروائحها وتصوغ عبارة قوية تحيط بإيقاع القرن الثامن عشر.
ويمكن القول إن وقوع البطلة القوية هنا في حب رجل من وضع اجتماعي أدنى هو أمر متكرر الصيغة في الأدب، وبالرغم من أن المؤلفة تجعل آن أكثر عناداً من معظم أمثالها، فإن القصة تظل من النوع الذي أشعر أني قرأته من قبل.
عن/ Express
* أي المجتمع البريطاني في عهد الملوك الأربعة الذين كان كل واحد منهم يدعى جورج ( 1714 ــ 1830 ).