TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > إعلان عشائري

إعلان عشائري

نشر في: 16 إبريل, 2016: 06:41 م

خاض  البرلمان العراقي خلال الأيام الماضية سلسلة من المعارك العبثية بينه وبين نفسه ، احتلت عالية نصيف منصّة الرئاسة ، فيما تولّت حنان الفتلاوي مهمة البحث عن بديل لحيدر العبادي ، أمّا المعتصمون  فإنهم أخذوا يصفّقون بالإجماع  لخطابات مشعان الجبوري ، الجميع يستعدّ لطرد رئيس برلمان جبوري ، واستقبال رئيس برلمان آخر من الجبور حصراً ، حيث تحوّلت المحاصصة من المكوّن إلى القبيلة ، ودخل علينا النائب محمد الصيهود بمصطلح سياسي جديد  خلاصته " أن تقاسم المناصب حسب المكونات لايعتبر ترسيخا للطائفية "   
أرجو ألّا يظنّ أحد أنني أحاول أن أسخر من إجراءات النواب المعتصمين ،  لكنني أحاول القول ، أن لا شيء يحمي البلدان من السقوط في نفق الفوضى سوى  ساسة ومسؤولين أكفاء يتحملّون مسؤولية قراراتهم  ،  وقبل أن يحوّل  البعض حديثي إلى انتصار لثقافة الهزيمة والتراجع  ، يجب أن ندرك أننا بحاجة الى نواب  ينتصرون لثقافة المواطنة ، لا لشريعة القبيلة .
 قبل أيام نشرتُ في هذا المكان بيان قبيلة بني تميم  الذي حذّرتُ فيه  مجلس محافظة ديالى من استجواب  المحافظ ، واليوم نقرأ في الصحف ان  قبيلة الجبور، هددت بأنها ستتّخذ "موقف حاسم" من النواب الذين صوّتوا على إقالة ابنهم سليم الحبوري  ، هل يمكن  أن نتخيل لو أنّ عشيرة حاكم ولاية مشيغان ريك سنايدر الذي تمّتْ إقالته بسبب فشله  في الخدمات ، أصدروا بياناً يهددون فيه عشيرة أوباما بأنهم سيلقننونه درساً لن ينساه ! ماذا سيحصل وكيف ستتناول وسائل الإعلام هذه الفضيحة؟
منذ أسابيع ومحطات التلفزة البرازيلية تقدّم نشراتها تحت عنوان واحد استقالة الرئيسة ديليما روسيف  ، العنوان في قناة العراقية واحد لايتغير :" فليحيا المسؤول أيّاً كان اسمه "
واسمحوا لي ان أعود معكم الى قصة الرئيسة البرازيلية " ديليما روسيف " التي نقرأ في سيرة حياتها انها كانت تحلم في بداية حياتها بأن تصبح ربة بيت ، وكان الحلم آنذاك مستحيلا على ابنة مهاجر بلغاري التحقت بصفوف اليسار. وعندما قررتْ ان تترك العمل العسكري، حلمت بان تجلس على مقاعد السياسيين ، ولم تكن تعرف ان الطريق الى رئاسة الجمهورية اصبح سالكا وأنها ستصبح في يوم من الأيام اول رئيسة جمهورية في تاريخ بلاد السامبا ، تقول لمنتقديها : إنها لن ترمي أخطاء حكومتها على أحد ، ولن تتهرّب من الاعتراف بالمسؤولية.
وقبل ان اختم هذه السطور ، دعوني أسال ترى ماذا لو رجع بنا الزمن الى الوراء ، وكان قرار إقالة سليم الجبوري اتخذ في زمن " القائد الضرورة " ما هو شكل ولون الاعلان الذي ستنشرة قبليته .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: سياسيو الغرف المغلقة

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

السردية النيوليبرالية للحكم في العراق

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

لماذا نحتاج الى معارض الكتاب في زمن الذكاء الاصطناعي؟

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

 علي حسين كان العراقي عصمت كتاني وهو يقف وسط قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة، يشعرك بأنك ترى شيئا من تاريخ وخصائص العراق.. كان رجل الآفاق في الدبلوماسية وفي السياسة، حارساً لمصالح البلاد، وحين...
علي حسين

قناديل: يكتب كي لا يموت العالَم

 لطفية الدليمي في حياة كلّ كاتب صامت، لا يجيدُ أفانين الضجيج الصاخب، ثمّة تلك اللحظة المتفجّرة والمصطخبة بالأفكار التي يسعى لتدوينها. الكتابة مقاومة للعدم، وهي نوع من العصيان الهادئ على قسوة العالم، وعلى...
لطفية الدليمي

قناطر: بغداد؛ اشراقةُ كلِّ دجلةٍ وشمس

طالب عبد العزيز ما الذي نريده في بغداد؟ وما الذي نكرهه فيها؟ نحن القادمين اليها من الجنوب، لا نشبه أهلها إنما نشبه العرب المغرمين بها، لأنَّ بغداد لا تُكره، إذْ كلُّ ما فيها جميل...
طالب عبد العزيز

صوت العراق الخافت… أزمة دبلوماسية أم أزمة دولة؟

حسن الجنابي حصل انحسار وضعف في مؤسسات الدولة العراقية منذ التسعينات. وانكمشت مكانة العراق الدولية وتراجعت قدراته الاقتصادية والسياسية والعسكرية، وانتهى الأمر بالاحتلال العسكري. اندفعت دول الإقليم لملء الفراغ في كواليس السياسة الدولية في...
حسن الجنابي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram