خاض البرلمان العراقي خلال الأيام الماضية سلسلة من المعارك العبثية بينه وبين نفسه ، احتلت عالية نصيف منصّة الرئاسة ، فيما تولّت حنان الفتلاوي مهمة البحث عن بديل لحيدر العبادي ، أمّا المعتصمون فإنهم أخذوا يصفّقون بالإجماع لخطابات مشعان الجبوري ، الجميع يستعدّ لطرد رئيس برلمان جبوري ، واستقبال رئيس برلمان آخر من الجبور حصراً ، حيث تحوّلت المحاصصة من المكوّن إلى القبيلة ، ودخل علينا النائب محمد الصيهود بمصطلح سياسي جديد خلاصته " أن تقاسم المناصب حسب المكونات لايعتبر ترسيخا للطائفية "
أرجو ألّا يظنّ أحد أنني أحاول أن أسخر من إجراءات النواب المعتصمين ، لكنني أحاول القول ، أن لا شيء يحمي البلدان من السقوط في نفق الفوضى سوى ساسة ومسؤولين أكفاء يتحملّون مسؤولية قراراتهم ، وقبل أن يحوّل البعض حديثي إلى انتصار لثقافة الهزيمة والتراجع ، يجب أن ندرك أننا بحاجة الى نواب ينتصرون لثقافة المواطنة ، لا لشريعة القبيلة .
قبل أيام نشرتُ في هذا المكان بيان قبيلة بني تميم الذي حذّرتُ فيه مجلس محافظة ديالى من استجواب المحافظ ، واليوم نقرأ في الصحف ان قبيلة الجبور، هددت بأنها ستتّخذ "موقف حاسم" من النواب الذين صوّتوا على إقالة ابنهم سليم الحبوري ، هل يمكن أن نتخيل لو أنّ عشيرة حاكم ولاية مشيغان ريك سنايدر الذي تمّتْ إقالته بسبب فشله في الخدمات ، أصدروا بياناً يهددون فيه عشيرة أوباما بأنهم سيلقننونه درساً لن ينساه ! ماذا سيحصل وكيف ستتناول وسائل الإعلام هذه الفضيحة؟
منذ أسابيع ومحطات التلفزة البرازيلية تقدّم نشراتها تحت عنوان واحد استقالة الرئيسة ديليما روسيف ، العنوان في قناة العراقية واحد لايتغير :" فليحيا المسؤول أيّاً كان اسمه "
واسمحوا لي ان أعود معكم الى قصة الرئيسة البرازيلية " ديليما روسيف " التي نقرأ في سيرة حياتها انها كانت تحلم في بداية حياتها بأن تصبح ربة بيت ، وكان الحلم آنذاك مستحيلا على ابنة مهاجر بلغاري التحقت بصفوف اليسار. وعندما قررتْ ان تترك العمل العسكري، حلمت بان تجلس على مقاعد السياسيين ، ولم تكن تعرف ان الطريق الى رئاسة الجمهورية اصبح سالكا وأنها ستصبح في يوم من الأيام اول رئيسة جمهورية في تاريخ بلاد السامبا ، تقول لمنتقديها : إنها لن ترمي أخطاء حكومتها على أحد ، ولن تتهرّب من الاعتراف بالمسؤولية.
وقبل ان اختم هذه السطور ، دعوني أسال ترى ماذا لو رجع بنا الزمن الى الوراء ، وكان قرار إقالة سليم الجبوري اتخذ في زمن " القائد الضرورة " ما هو شكل ولون الاعلان الذي ستنشرة قبليته .
إعلان عشائري
[post-views]
نشر في: 16 إبريل, 2016: 06:41 م