اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > قضية الاسبوع: هرمونات قاتلة في الاسواق ... من القاعة الرياضية الى غرفة الانعاش

قضية الاسبوع: هرمونات قاتلة في الاسواق ... من القاعة الرياضية الى غرفة الانعاش

نشر في: 18 إبريل, 2016: 12:01 ص

ظاهرةٌ اجتاحت المجتمع العراقي في السنوات الأخيرة وخصوصا بعد الاحتلال ، ولا تزال تتفاعل تحت ما يسمّى "بناء العضلات الوهميّة ". لكن  إذا كانت شريحةٌ واسعة من الشباب في العراق  اليوم  تبتلع الحبوب كي تبني العضلات تخال نفسها نسخةً عن "سوبر

ظاهرةٌ اجتاحت المجتمع العراقي في السنوات الأخيرة وخصوصا بعد الاحتلال ، ولا تزال تتفاعل تحت ما يسمّى "بناء العضلات الوهميّة ". لكن  إذا كانت شريحةٌ واسعة من الشباب في العراق  اليوم  تبتلع الحبوب كي تبني العضلات تخال نفسها نسخةً عن "سوبرمان"  فإنّها في الواقع لا تمثّل أكثـر من بالون هواء ينتفخ ويتقلّص في ثانية. من المستغرب كيف يتقبّل هؤلاء تعريض أنفسهم للخطر، وحقن جسمهم بالبروتينات والهرمونات، مقابل الحصول على هيئة بطلٍ مزيّف لا يقوى على تحقيق البطولات.
لعلّهم يبحثون عن مجرّد نظرةٍ ترضي عيونهم أمام المرآة أو يستخدمون جسدهم لأغراضٍ الاستعراض والحصول على مهنة ( البدي كارد ) لكنّهم  ويا للأسف، لا يقوون على حمل بضعة كيلوغراماتٍ من الأثقال.الهدف  إذاً  لم يكن يوماً رياضيّاً بل التحق بموضة "القشرة الخارجيّة" التي تسيطر على العقول وتعمي القلوب، أو ربّما تقتل نبضها في حال تعرّض الشاب لذبحة قلبيّة وهو يبتلع حبّة. وإذا كان الفرد هو المسؤول الأوّل عن قرار الابتلاع ، فإن بعض اصحاب القاعات الرياضية لبناء الاجسام وتخفيف الوزن  وتجار الادوية الوهمية المنتشرين في شارع الرشيد استغلّت سذاجة هؤلاء  وبنت عرش تجارتها الرياضيّة على حساب صحّتهم . أمّا الضريبة الحتميّة لهذه الأفعال فتراوح بين الجلطات والفشل الكلويّ والسرطان وضعف القدرة الجنسيّة ، إضافةً الى اختفاء العضلات المزيّفة .
 من القاعة الرياضية الى غرفة الانعاش !
لعلها واقعة متكرّرة شهدها عدد كبير من متناولي الهرمونات في العراق  كان آخرها صبيٌّ قاصر وقع ضحيّة تجارة القاعات الرياضيّة وتجار الحبوب  والحقن من جهة ، وتهوّره وطيشه من جهةٍ ثانية . يسرد الطبيب المسؤول في احدى المستشفيات لي هذه الواقعة قائلا : تجربة ذلك المراهق الذي يسكن بغداد الذي لم يتجاوز عامه السابع عشر، والذي أدّى به تناول الهرمونات بهدف تكبير العضلات الى نتائج كارثيّة لا تحمد عقباها: "بدأت القصّة حين شعر بخللٍ يطاول الوظائف الجنسيّة لديه، بعدما تلاشت الرغبة الحميمة لديه وبدأ يعاني اضطراباتٍ في عمليّة الانتصاب. استمرّت الحالة على هذا المنوال أكثر من 5 أشهر، حيث قرّر اللجوء الى الطبيب المختصّ وتبيّن أن الهرمونات الذكوريّة التي يبتعلها على شاكلة حبوب هي السبب ، وكان قد حصل عليها من صاحب القاعة الذي يتردّد اليه بهدف تكبير العضلات". ويشير الى أن "المشكلة تطوّرت بعدما أبلغ الطبيب المختصّ الذي عالج الصبيّ الشرطة بالواقعة ، التي بادرت الى اقفال القاعة الذي توعّد  صاحبها بالانتقام من الطبيب الذي تقدم بالشكوى وتهديده المستمر له . واكد لي  بعدم وجود رقابة على توزيع مثل هذه الهرمونات  حيث تباع في الصيدليّات والمحلات الخاصّة والعامة من دون تدارك الوضع الصحي للشاري والأعراض الجانبيّة للمنتوج".

• ضعفٌ جنسيّ وفشلٌ كلويّ
وفي رأي اخر حول تدارك هذه الامور من قبل الاجهزة المعنية في الرقابة الصحية قال لي أحد الاطباء : أن " الهرمونات التي تعطى في القاعات الرياضيّة هي عبارة عن حبوب وحقن تحتوي على الستيروييد الذي يعتبر من مشتقات الكولستيرول وهو يتضارب مع الهرمونات الطبيعيّة الموجودة في الجسم ويشكّل خطراً عليها". وتتوضح عمليّة التأثير الجانبيّة من خلال مثالٍ حيّ: "لنفترض أن جسمنا يحتوي على 5 هرمونات وأضفنا اليها 5 هرمونات أخرى، فنحن بالتالي نسمّم جسمنا كمرحلة أولى ونساهم في تدمير هرموناتنا الطبيعيّة كمرحلة ثانية. ويفنّد العوارض الجانبية التي ترمي بانعكاساتها على جسم الإنسان بالمضاعفات الجنسيّة التي تختصر باضطراب في الدورة الشهرية وتؤثّر في المبيض لدى المرأة وعلى الخصية لدى الرجل. وعن التأثير السلبي على الكبد، يقول: "تؤدّي الهورمونات عادةً في حال تناولها بكثرة، الى أكياس الدم في الكبد إضافةً الى الكتل الغدديّة التي تنتج كسلاً في الكبد وتخفّف من فاعليّته كخطوةٍ أولى، قبل أن تؤدّي الى تعطيل عمله على المدى الطويل".

• دور التوعية المفقود
هنالك رغبة لدى الشباب بتقليد الرياضيين العالميين حيث  ارتبطت رغبة الشباب في المجتمع العراقي باستمالة المعجبين من خلال اللجوء الى تكبير العضلات وتعديل الشكل الخارجي مهما كان الثمن . وفي هذا السياق، تعتبر الباحثة النفسية الدكتورة ابتسام السعدون  المحاضرة في الجامعة المستنصرية  أن "هذه المعضلة تتفشّى في مجتمعنا بشكلٍ جنونيّ، لأن الناس تتأثّر ( بالمودة ) بشكلٍ كبير والغالبيّة في إطارٍ مشابه، حتّى وإن كان بعضهم لا يرغبون في ممارسة النشاطات الرياضيّة أو دخول القاعات  ما يضطرهم الى اللجوء إلى هذه الحبوب والحقن لتحقيق ذاتهم". "كيف يمكنهم الوصول الى قلوب المعجبين من دون اللجوء الى هذه الستراتيجيّة؟"، تجيب: "أساس الحبّ هو التضحيّة وليس الشكل الخارجي، وتالياً فإن الفتاة تبحث عن رجلٍ مستعدٍّ لتحمّل المسؤوليّة والتضحية في سبيلها، وليس عن العضلات، على الرغم من أن الشكل الخارجي هو عاملٌ يبني علاقاتٍ عاطفيّة اليوم في العراق  لكنها مجرّد علاقاتٍ فارغة لا زبد فيها ولا استمراريّة". وتشير الى أن "الشباب لا يستطيعون فعل شيء للخروج من هذه المعمعة  لأنّ عقلهم غير مهيّأ لاستيعاب فكرة أن الشكل الخارجي ليس أساساً في العلاقة، فيما المسؤوليّة تقع على عاتق وزارة الصحة ومراقبة النوادي والقاعات والمدارس والكليات  التي لا تدرّب التلاميذ حياتيّاً ولا تغذّي في لا وعيهم الحقائق العلميّة التي تضعهم على البوصلة الصحيحة ".
نحن نعتقد  أن الأسباب الدافعة لهذه الخطوة مرتبطة بعدم استقرارٍ نفسيٍّ يعانيه الشاب، أو لعلّها قلّة ثقةٍ بالنفس تتعزّز ببلع الحبوب. وإذا كان الشباب يعلمون أن حقن الجسد بالهرمونات آخره هلاك و"يفعلونها"... فما رأيهم يا ترى بحقن الجسد بالمخدّرات ؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

نادٍ كويتي يتعرض لاحتيال كروي في مصر

العثور على 3 جثث لإرهابيين بموقع الضربة الجوية في جبال حمرين

اعتقال أب عنّف ابنته حتى الموت في بغداد

زلزال بقوة 7.4 درجة يضرب تشيلي

حارس إسبانيا يغيب لنهاية 2024

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram