TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > مشانق في قلب العراق

مشانق في قلب العراق

نشر في: 17 إبريل, 2016: 07:01 م

إذا كُنتَ لا تزال لديك هواية مشاهدة الفضائيات مثل جنابي  ، سوف تلاحظ أنّ حلم النواب المعتصمين قد تحقق  : المحاصصة  قد زالت والرفاهية  قد حلت ، والأمان تأمّن. أخبرنا النائب قتيبة الجبوري ، رفيق درب مشعان الجبوري والمقرب من النائب أحمد الجبوري، والمتضامن مع النائب هيثم الجبوري:" أنّ الموت أهون علينا من التراجع عن إقالة سليم الجبوري  والعراق اليوم على المحك ، إذا لم يصبح أحمد الجبوري رئيسا للبرلمان "
وأذا واصلتَ التسمّر أمام  الشاشة العجيبة ،  سوف تلاحظ  شيئاً آخر في مشاهد نشرة قناة العراقية : أن هؤلاء النواب الثائرين على المحاصصة  والطائفية ، يصرفون كل يوم آلاف الكلمات على ترسيخ الطائفية والمحسوبية ، خطباً وأفعالاً ،  وسوف تنتبه إلى أن جميع الجبهات المعتصمة  تبدو قلقة على الراتب  خصوصا ونحن في نهاية الشهر ، ولهذا طالب هيثم الجبوري بمحاسبة سليم الجبوري  ،لأنه  أصدرأمراً بقطع  رواتب النواب المعتصمين   .
وأتمنى أن تسمحوا لي  ، فهذه ليست المرة الاولى التي أعود فيها الى حديث الكتب  ، وأعتذر لأنني في وسط خطبة النائب إسكندر وتوت عن ضرورة قيام الدولة المدنية ،  نسيت ان الرجل أصرّ على إلغاء فقرة دولة مدنيّة ، من بيان أصدره عددٌ من النواب قبل أشهر معتبرا الحديث عن المدنية إخلالاً بالقيم العشائرية .
هناك قصة جميلة للأرجنتيني بورخيس عنوانها يانصيب بابل ترجمها الى العربية المصري  خليل كلفت ، خلاصتها أن وزيراً في بابل  اخترع يانصيباً دائماً ، ماهي الجوائز؟ واحد يصبح وزيرا ، وآخر غنياً، وثالث جائزته الكبرى موت خصمه ، وآخر يحترق منزله . . الى نهاية القصة التي يخبرنا بطلها ، ان بابل ليست شيئا آخر سوى لعبة لا نهائية للمصادفة.
المصادفة ثم الضياع ، كل شيء يؤدي الى العبث ، وقمة العبث ان لايعود لدينا  من ناطق سوى  ستار الغانم  ، الذي خرج علينا يوم الخميس يتمشى مزهواً وسط الامطار ليُعلن : " غيّرنا سليم والدور على العبادي " ولكن ما ان جلس السفير الايراني يتسامر مع أسامة النجيفي  ، حتى وجدنا ستار الغانم نفسه ، يقف وسط البرلمان خطيبا ، ليعلن ان الحلول المتطرفة تفرّق الشعب ، ويطالب بالهدوء ومراعاة الوضع الدستوري .
عندما كتب أمين الريحاني كتابه عن رحلته إلى بغداد اختار عنواناً له " " قلب العراق " اليوم البعض يريد لقلب العراق  ، أن يتحول الى مجموعة مشانق تنصب في ساحة التحرير .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: سياسيو الغرف المغلقة

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

السردية النيوليبرالية للحكم في العراق

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

لماذا نحتاج الى معارض الكتاب في زمن الذكاء الاصطناعي؟

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

 علي حسين كان العراقي عصمت كتاني وهو يقف وسط قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة، يشعرك بأنك ترى شيئا من تاريخ وخصائص العراق.. كان رجل الآفاق في الدبلوماسية وفي السياسة، حارساً لمصالح البلاد، وحين...
علي حسين

قناديل: يكتب كي لا يموت العالَم

 لطفية الدليمي في حياة كلّ كاتب صامت، لا يجيدُ أفانين الضجيج الصاخب، ثمّة تلك اللحظة المتفجّرة والمصطخبة بالأفكار التي يسعى لتدوينها. الكتابة مقاومة للعدم، وهي نوع من العصيان الهادئ على قسوة العالم، وعلى...
لطفية الدليمي

قناطر: بغداد؛ اشراقةُ كلِّ دجلةٍ وشمس

طالب عبد العزيز ما الذي نريده في بغداد؟ وما الذي نكرهه فيها؟ نحن القادمين اليها من الجنوب، لا نشبه أهلها إنما نشبه العرب المغرمين بها، لأنَّ بغداد لا تُكره، إذْ كلُّ ما فيها جميل...
طالب عبد العزيز

صوت العراق الخافت… أزمة دبلوماسية أم أزمة دولة؟

حسن الجنابي حصل انحسار وضعف في مؤسسات الدولة العراقية منذ التسعينات. وانكمشت مكانة العراق الدولية وتراجعت قدراته الاقتصادية والسياسية والعسكرية، وانتهى الأمر بالاحتلال العسكري. اندفعت دول الإقليم لملء الفراغ في كواليس السياسة الدولية في...
حسن الجنابي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram