TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > أزمات..أزمات

أزمات..أزمات

نشر في: 18 إبريل, 2016: 09:01 م

تقترن لديَّ أحداث العراق دائما بحكاية تلك المرأة التي كانت تخون زوجها في منزلها .. وعندما عاد زوجها ذات يوم الى المنزل فجأة خلال وجود عشيقها افتعلت حريقاً في المطبخ لتحوّل انظار زوجها عن حجرة نومها فخرج عشيقها من دون أن يشعر به الزوج ، وهكذا تمكنت من اخفاء خطيئتها بإشعال حريق أجهز على المطبخ وامتد تأثيره الى جميع حجرات المنزل ..
ربما فعل العبادي الشيء نفسه حين أراد ان يعالج ازمة الاعتصام الصدري بتحويل انظار المعتصمين الى تغيير الكابينة الوزارية لكنه اشعل حريقا سياسيا امتدَّ تأثيره الى جميع المكونات فانقسمت بين مؤيد ومعارض وتفاقم خطر الحريق حين رفضت اغلب الكتل ترشيحاته الوزارية واعادت صياغة مشروعه باسلوب المحاصصة الذي أثار أزمة جديدة أدت الى انقسام البرلمان هذه المرة الى نواب معتصمين يرفضون المحاصصة وآخرين يرفضون الاعتصام الى درجة فصل اعضائهم المشاركين فيه ..
كان الأحرى بالعبادي ان يتجنب العبث بمصائرالكتل المتشبثة بمكاسبها بطريقته (الديمقراطية) وان يبدأ بالتخلي عن انتمائه لكتلته وولائه لها ليثبت نيته الصادقة في الإصلاح والتغيير وأن تليها خطوة محاسبة المتهمين بالفساد في حكومته وتقديمهم للمحاكمة مع سُراق المال العام وأصحاب قضايا الفساد الكبيرة والمعروفة لدى القاصي والداني ، ثم يقدم تشكيلة جديدة يتم اختيارها على اساس ( التكنوقراط) و(النزاهة) والإصرار على تمريرها بتأييد من الشارع وبعض الاصوات السياسية التي تؤيد الاصلاح والتغيير بعيدا عن المحاصصة والتحزب لكتلة ما ، لكنه اشعل الحريق ولم يعد قادراً على إخماده خاصة بعد ان عاد الصدريون الى الاعتصام وطالب قائدهم السيد مقتدى الصدر بحلول سريعة وحاسمة متكئا على تأييد الشارع له ولموقفه من العملية السياسية التي تُشرف على الانهيار ..
يؤلمني ان أرى بلدي وقد تحوّل الى ثوبٍ بالٍ كلما يحاول البعض رتق فتق فيه يظهر لنا فتقٌ آخر..انه يضيق علينا ونعجز عن التحرك فيه بحرية بعد ان كثرت محاولات اصلاحه فأدت الى تشويهه ..لم تنجح الاعتصامات في الضغط  الحقيقي على الحكومة لتحقق اصلاحا حقيقيا ولم تنجح الحكومة في التخلص من أنانية الولاء للكتل والأحزاب ولم ينجح النواب المعتصمون في كسب ثقة الشارع او مواجهة تهديدات رؤساء كتلهم ..وهكذا يقوم الجميع بسحب أطراف الثوب البالي ليستروا به عوراتهم وأخطاءهم فيزداد تمزقا وتشويها ..قلبي عليك ياوطني.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram