كيف يمكنك الاحتفال بمناسبة مهمة لشخصية اشبه بأيقونه (شكسبير) بالنسبة للادب البريطاني؟ وبعيداً عن الدراما التلفزيونية او الافلام الوثائقية، او البرامج الاذاعية، والمسرحيات، ومجموعة من الكتب عن حياتها، والمعارض؟هل اننا نتحدث عن الذكرى الـ 400 على وفاة

كيف يمكنك الاحتفال بمناسبة مهمة لشخصية اشبه بأيقونه (شكسبير) بالنسبة للادب البريطاني؟ وبعيداً عن الدراما التلفزيونية او الافلام الوثائقية، او البرامج الاذاعية، والمسرحيات، ومجموعة من الكتب عن حياتها، والمعارض؟
هل اننا نتحدث عن الذكرى الـ 400 على وفاة ويليم شكسبير في 23 نيسان؟ او ربما ميلاد الملكة الـ 90 سنة في 21 نيسان؟ الموعد صحيح، فان الملكة تشارك تأريخ ميلادها مع واحدة من المواطنات وهي المؤلفة شارلوت برونتي، إذ انها الذكرى 200 في 21/ نيسان.
وفي الاشهر الـ 18 كنت اعمل مع القيم على متحف اسرة برونتي في هاورث ، للاحتفال بمولد شارلوت وتجاهل مناسبات اخرى.
كات شارلوت معروفة بحيائها وتحاول بجهد لتجاهل المناسبات قدر إمكانها، لعدم رغبتها الاشتراك بها. وفي حفل غاء اقامه ثاكري لها، وكانت لا تقدر على الكلام وتخجل من الاشتراك فيها، ماعدا من المحافظ اي نوع من الاحتفال يتلاءم مع شهرتها؟
لقد جذبتني شارلوت برونتي طويلا وخاصة الى بطلتها الشهيرة جداً: "الفقيرة، الغريبة البسيطة والصغيرة". انها المربية جين اير. ولأنني كاتب – امر غير طبيعي آنذاك – وجين إير تجذبني اليها وتبقيني معها، بطريقة لا تشبه كلا من ديفيد كوبرفيلد وشخصية بيب في الآمال الكبيرة، على الرغم من انهما يسردان قصتهما ايضاً، تمتلك نفسها وتكون قوية عندما تحتاج اليها، وتتحدث بصوت عالٍ احيانا ومع ذلك ممتلكة كرامتها وتحس بالانتصار.
وشخصية جين، تشبه تقريبا شخصية "غريت" بطلة رواية "الحلق اللؤلؤ"، وهي ايضاً تأتي من اللاشيء، ولكنها تقف في موقفها . ومثل هذه الشخصية تبدو مألوفة في الكتابة اليوم، ولكنها كانت تبدو قوية جداً في النماذج السابقة . عندما تم طبع رواية "جين إير" حققت نجاحاً كبيراً، وكان ذلك في عام 1847.
وانا افكر احيانا في الاخوات برونتي: (شارلوت، إيميلي وآن) وكيف حققن الشهرة والمحبة في إنكلترا . لقد نشأت في الولايات المتحدة، دون ان اقرأ (جين إير) حتى وصلت الى الجامعة، وعند وصولي الى هنا وعشت عدة اعوام، بدأت افهم ان عائلة برونتي – في الروايتين: "جين اير، ومرتفعات ويذرينغ – هما جزء من اثاث المنزل في بريطانيا. وقد نعجب بشكسبير او الملكة، ولكننا وانا اشك ان معظمنا يحس اكثر بشخصية شارلوت. وتصور ان ابنتين من عائلة واحدة، بامكانهما، كتابة روايتين في عام واحد، وهما وبعد 150 سنة ما تزالان شهيرتين. وليس ذلك فقط، بل انهما امرأتان في زمن لم تكن المرأة تجد من يشجعها على الكتابة، والاشد طبع اعمالهن ! وشارلوت لم تخبر والدها بطبع رواية جين إير الا بعد مرور ستة اسابيع بعد ذلك.
وقد صورت مجلة "فانيتي فير" صوراً فوتوغرافية لكافة الممثلين، وعلى الاخص شخصية جين إير.
وقد اقيم معرضان لشارلوت في يورك شاير ويضمان اشياء صغيرة في متحف "بارسونيج" واستمر مفتوحاً عاماً كاملاً وضم: "رسائل حب – تتناقض مع شخصيتها".
وفي متحف بانك فيلد في هاليفاكس معرض (من 16 نيسان الى 11 من حزيران، بعنوان "خرق من الحرير والساتان" وهي مجموعة من (اللحافات) الصغيرة، اضافة الى "لحاف" مؤلف من قطع ملونة.
ومع احتفالات شهر نيسان، مع ذكرى ميلاد الملكة، والاديب الكبير شكسبير علينا إبداء اعجابنا بشكسبير ونحترم الملكة، ولكني أشك ان معظمنا يهتمون ويفهمون، شارلوت، الطموح.
 عن: الغارديان