يُملي علينا استحقاق تصفيات بطولة كأس العالم روسيا 2018 أن لا ننغلق بأفكارنا ونُسلم الأمر الى النظام البالي لاتحاد اللعبة في إدارته الفاشلة كل مرة للمنتخب طوال مدة التصفيات التي تستمر عاماً كاملاً وما أفرزته التصفيات السابقة لبطولات المانيا 2006 وجنوب أفريقيا 2010 والبرازيل 2014 من فوضى عارمة واستبدالات في الملاكات التدريبية وحملات التشكيك والتخوين بالمدربين الوطنيين أثناء قيادتهم المنتخب وغيرها من الصور القاتمة التي كان الاتحاد يؤطّر بها ذكرياته مع الأسود في الخواتيم.
وبعد حسم تسمية المدرب راضي شنيشل على رأس الملاك التدريبي وتقديمه لوسائل الإعلام اليوم الأربعاء والمؤمل أن يقدم برنامجه الخاص بالتصفيات للفترة من أيلول 2016 الى أيلول 2017، وفي خضم الأزمة المالية المستمرة التي تعاني منها المؤسسات الرياضية وفي مقدمتها اللجنة الأولمبية الوطنية بسبب سياسة التقشّف التي انتهجتها الحكومة لتأمين الحاجات الرئيسة للشعب، نقترح أن تدخل اللجنة الأولمبية الوطنية في موضوعة تحضير المنتخب الوطني للتصفيات المونديالية فوراً ويُسارع رئيس اللجنة رعد حمودي للاجتماع مع رئيس اتحاد الكرة عبدالخالق مسعود وتحديد مسؤوليات جديدة تُخرج مجلس اتحاد اللعبة من مستلزمات الإعداد ليتفرّغ الى واجباته في تمشية المسابقات وتطوير القاعدة وتنفيذ التزاماته الخارجية ، ويُسلّم مصير المنتخب الوطني وملاكه التدريبي الى تشكيل مُستقل لا ينتمي أعضاؤه الى مجلس إدارة الاتحاد بمسمى ( لجنة المونديال ) يرأسها مُشرف عام على المنتخب تخصص له ميزانية مناسبة ذات صلاحيات كاملة ، ومسؤول علاقات عامة ، وإداري لحجز الفنادق وتأمين المعسكرات وكل ما يتصل بتهيئة أفضل الأجواء لإنجاح مشاركة المنتخب مع تنسيقية إعلامية تضم ثلاثة إعلاميين مهنيين ومتمرّسين يضطلعون بالمهمة على أفضل وجه.
بتشكيل لجنة المونديال يكون اتحاد الكرة داعم لوجستي لها ولا يسمح بتدخل أي عضو في الاتحاد بعمل اللجنة وتبقى متابعة اللجنة محصورة برئيس اللجنة الأولمبية ورئيس اتحاد الكرة اللذين يتفقان على آلية خاصة بعملها ويسعيان الى توفير ميزانية (مستقلة عن مالية الاتحاد) بأسرع وقت للمباشرة يوم 15حزيران برحلة الاستعداد للتصفيات وبذلك سنُبعد المنتخب الوطني عن أية مشاكل شخصية أو معوقات العمل التي أخفق اتحاد الكرة في التصدّي لها سابقاً وخلّفت اضراراً في مسيرة المنتخب.
تشكيل اللجنة هذه إذا ما أخذ طريقه للتنفيذ ضمن رؤية اللجنة الأولمبية الوطنية التي ترعى المنتخب الأولمبي حالياً بملاكات إدارية محسوبة عليها برغم عائديته الفنية ضمن منظومة الاتحاد، لا نريده تشكيلاً فضفاضاً أو مُبرراً لتسلّط الأولمبية أو مجازاً لتدخلها في شؤون اتحاد الكرة، بل لمنحه الأهمية اللازمة لانجاح مهمته وسط اهتمام رئيس الأولمبية مباشرة بصفته راعياً للرياضيين وداعماً لآمالهم في رحلة المونديال التي يترقبها جميع العراقيين ويخشون أن تزعزع مشاكل الاتحاد وتداخل مسابقة الدوري وتعدد رؤساء البعثات معه لأغراض ترفيهية، وإهمال مراقبة مستويات المحترفين الحاليين والجُدد، والمعاقبة والعفو حسب المزاج ، واقحام شخصيات لا تنتمي للوسط الكروي لترتيب المعسكرات الخارجية بعيداً عن المداولة مع المدرب والمشرف على المنتخب، والمشاكسات الإعلامية في البرامج التلفازية من خلال تصريحات متناقضة لعدد من أعضاء الاتحاد وعدم استحصال موافقة الأخير في تضييف لاعبين يكشفون عن أسرار المنتخب والصراعات الخفيّة داخل المعسكرات أمام الجمهور الأمر الذي تنعكس كل هذه السلبيات على علاقتهم في ما بينهم وتؤجّج الكراهية وتنمي الانانية والحقد أثناء المباريات ولن يتحقق الاستقرار والنجاح مهما اجتهد المدرب في برنامجه.
ربما الحديث يطول عن موجبات تشكيل هذه اللجنة في حال تفهّم اتحاد الكرة ودعم اللجنة الأولمبية لها، لضمان تهيئة ظروف نفسية جيدة للاعبين بعد انتهاء بطولة النخبة، لكن لابد من مناقشة القضايا ذات العلاقة بالكرة العراقية بعيداً عن المنتخب لكي لا يتأثر بها، وهنا نلفت انتباه وزارة الشباب والرياضة بغلق موضوع الحظر الدولي للفترة المقبلة بعدما فشلت في مساعيها حتى الآن لعدم نضوج المقترحات المُدعمة بملف متكامل.
كان تعامل الوزارة مع ملف الحظر دعائياً أكثر منه عملياً بدليل ان الاتحاد الدولي لكرة القدم يصرّ على أن حسم هذا الملف من صلاحية مكتبه التنفيذي الجديد وبذلك لن تقام أية مباراة رسمية كانت أم ودية للمنتخب الوطني مع بقية المنتخبات على ارضه ، ولنا في العقوبة التي أصدرها (فيفا) بحق اتحادنا وناديي الزمالك المصري والعهد اللبناني لمشاركتهما في بطولة رباعية بملعب (جذع النخلة) في البصرة خير دليل على ضرورة عدم إحراج الوزارة للاتحادات العربية والصديقة بالمبادرة على رفع الحظر حتى يصبح واقعاً ورسمياً.
تشكيل لجنة المونديال
[post-views]
نشر في: 19 إبريل, 2016: 04:35 م