اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > ريبورتاج: حق العيش الكريم ... كفله الدستور وأهدره المسؤول

ريبورتاج: حق العيش الكريم ... كفله الدستور وأهدره المسؤول

نشر في: 21 إبريل, 2016: 12:01 ص

على جدران بيته الصغير تتوزع صور العائلة ، منهم من رحل ومنهم من بقيّ يصارع مصاعب الحياة، ملامحه تشير الى العوز وهي ترسل برقيات سريعة ، لم نعد نقوى على تحمل الحال، في الشتاء نغرق بمياه الامطار، وفي الصيف نذوق الأمرين من الحر والرطوبة، وسط حديثه كانت مل

على جدران بيته الصغير تتوزع صور العائلة ، منهم من رحل ومنهم من بقيّ يصارع مصاعب الحياة، ملامحه تشير الى العوز وهي ترسل برقيات سريعة ، لم نعد نقوى على تحمل الحال، في الشتاء نغرق بمياه الامطار، وفي الصيف نذوق الأمرين من الحر والرطوبة، وسط حديثه كانت ملامح مرسومة على قسمات وجهه تكوّن متاهة من الاسئلة الباحثة عن اجوبة في صناديق الساسة والمسؤولين لكن دون فائدة، هكذا ختم ابو سيروان حديثه وهو يجلس في اقصى الغرفة المطلة على الدربونة المؤدية لشارع الصدرية الذي نهش به الخراب والدمار.

في أحد أكثر البلدان ثراءً بالنفط والموارد الطبيعية  يعيش حوالي ثلث السكان تحت مستوى خط الفقر حيث بلغت نسبة الفقراء في العراق 23 بالمائة، وفقا للإحصائيات الرسمية الصادرة من وزارة التخطيط الامر الذي دفع الناس الخروج إلى الشوارع للتظاهر بسبب الوضع الاقتصادي المتدهور والناجم عن هدر الأموال والفساد المستشري في شتى مفاصل البلاد. احصائيات اخرى تشير الى وجود قرابة 1650عشوائية في عموم البلد يسكنها قرابة مليونين و800 الف مواطن عراقي يشكّلون 9 بالمئة من السكان، كفل الدستور حقهم في العيش الكريم لكن لم يحدث ذلك.
صور الأحياء الفقيرة ، لسان حال، ينطق بحجم المأساة والمعاناة اليومية، وهو يكفي كسبب كامل الأهلية، له كل الحق، لدفع الناس للاحتجاج والتظاهر ضد الحاكمين، فجولة واحدة في منطقة المربعة، والصدرية وحافظ القاضي والسنك والرصافي والبتاويين، وهي أحياء وسط العاصمة بغداد، كافية لتظهر حجم الخراب، الذي يعشش ، ويدفع الناس نحو التظاهر والتذمر من طبقة سياسية لم تنصف احداً إلا من تبعها وطبّل لها. ابو حسام بائع سكائر في شارع الكفاح قرب ساحة الصدرية أشار بيده الى أكوام النفايات المرمية أمام سينما الفردوس وبقايا السكراب مستذكرا المكان قبل عشرين عاما وكيف كان مرتبا وانيقا، متأسفا على ما آل اليه الحال الآن وكيف ان الفساد عشش في كل مفاصل الدولة و ترك اثره على الفقراء اصحاب الدخل المحدود ومناطقهم المنكوبة بنقص الخدمات.
بالقرب من ابو حسام تجلس ام وداد بائعة الخبز وهي تندب حظها على الحال الذي وصلت اليه وهي تجلس في الشارع لبيع الخبز الذي تعود ببعض ارغفته الى البيت، ام وداد تشير الى زقاق بيتهم وكيف يتجرعون المر ايام الشتاء، وتعاود الاشارة الى جهة اخرى حيث بناية امانة بغداد قائلة: احنا جيران الامانة وهذا حالنا كيف بالبعيد او الجار السابع. ألاحياء الفقيرة، تعاني الأمرين، نقص الخدمات، وحال يفتقر لأبسط مقومات العيش الآدمي الكريم، كما ترون في هذه الصور، وهي بالتأكيد غير خافية على أحد من مسؤولي الدولة، المتصارعين على السطوة والسيطرة على وزارات ومؤسسات وأهملوا (حق المواطن في العيش بكرامة).

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram