يحيلنا الناقد والفنان صلاح عباس في اشتغالاته الدقيقة في الفن التشكيلي الى منطقة في غاية الأهمية ، تلك التي تكشف عن تجارب بعض الفنانين الكبار في الوسط التشكيلي العراقي او العربي ، ولا غرابة في ذلك ، لأنه ومنذ عقود قدم الكثير من القراءات المهمة في الجا
يحيلنا الناقد والفنان صلاح عباس في اشتغالاته الدقيقة في الفن التشكيلي الى منطقة في غاية الأهمية ، تلك التي تكشف عن تجارب بعض الفنانين الكبار في الوسط التشكيلي العراقي او العربي ، ولا غرابة في ذلك ، لأنه ومنذ عقود قدم الكثير من القراءات المهمة في الجانب البحثي والمعرفي ، كان آخرها ما قدمه في الفترة الأخيرة هو كتاب فني / تشكيلي جاء بعنوان (رافع الناصري.. العشق وأنا)، قام بإعداده وتقديمه مع الفنانة مي المظفر . ولعل الدافع الكبير الذي يجعل من هكذا مطبوع بأناقته وطريقة اخراجه هو أهمية الفنان الراحل رافع الناصري في الساحة التشكيلية العراقية والعربية وحتى العالمية ، والفنان الناصري برغم اطلاعه على العديد من التجارب والثقافات العالمية المتعددة في بلدان آسيا وأوروبا ، الاّ ان خالص فنه تكرس منذ جذوره الأولى في الطفولة ، وتلك اللحظة التي جمعته مع النهر في سنواته البكر ، وتحديدا في السنة الرابعة ، لتتشكل رؤيته الجمالية، او كما يقول في مذكراته ( ربما كنت في الرابعة من عمري عندما رماني شقيقي الكبير سامي في النهر بين صيحات وضحكات الإخوة والأصدقاء ، وعندما اخرجني بعد دقائق الى الشاطئ ، جردني من ملابسي المبتلة ووضعها على الرمل الحار لتجفيفها ، امسك بكاميرته البوكس ليلتقط لي وأنا عار تماما.)ص11.
هذا التشكل الأول للفنان ، هو البذرة التي جعلت منه مشروعا كبيرا امتد لعقود من السنوات ، بل رفد الأجيال التي لحقته فناً اسس لقاعدة رصينة ، بخاصة عندما تناولته اقلام كبار النقاد داخل وخارج البلد ، والناقد صلاح عباس مع الفنانة المبدعة مي المظفر قدما هذا الجهد ليكون البرهان الابداعي على ذلك ..
الكتاب جاء بمشاركة وافية من قبل بعض الاسماء المهمة في التشكيل العراقي ، منها ماكتبه فاروق يوسف (يقع تحت السماء )، وما كتبه الناقد الكبير عادل كامل (المعلم) والفنان عاصم عبد الأمير (قطاف النزع الأخير) وابراهيم رشيد (فنان الواقعية الشعرية) ، بالاضافة الى الشهادات التي جاءت باقلام (عمار داود ومظهر احمد وسامر أسامة وهناء مال الله)، ثم تلت الأوراق والشهادات مرفقات لأعمال الفنان..
وبعد هذا الكم الكبير الذي قدمه الناصري من منجز فني/ تشكيلي ، وبعد العمر الذي قضاه بين عالم الألوان ، فقد ترك لنا إرثا فنيا نفتخر به ويفتخر به البلد ، والخطوة التي قام بها الناقد صلاح عباس مع الفنانة المظفر تعد واحدة من اهم خطواته الابداعية في المعبرة عن هوية مبدع عراقي كبير.
جميع التعليقات 2
May Muzaffar
تحية طيبة جزيل الشكر للكاتب الكريم على نشره خبرا مفصلا عن كتاب رافع الناصري عنوان الكتاب النهر وأنا، عشق على مرّ السنين اسمي مي مظفر (بدون ال التعريف) وللعلم أنا لست فنانة
May Muzaffar
تحية طيبة جزيل الشكر للكاتب الكريم على نشره خبرا مفصلا عن كتاب رافع الناصري عنوان الكتاب النهر وأنا، عشق على مرّ السنين اسمي مي مظفر (بدون ال التعريف) وللعلم أنا لست فنانة