غاب عنا جميعاً،أو ربما تعمدنا أن نغيّبه في حمّى خطب النواب المعتصمين وثورتهم على المحاصصة - ان معارك الانبار اليوم اكبر واعنف مواجهة مع الارهابيين ؟ أما قضية الإفلاس والخزينة الخاوية فربما الأمر يجري ببلد آخر ! فالحمد لله لايمكن لبلد يُعلن إفلاسه ، وفيه برلمان يعتصم .
لذلك كنت قد طرحت في هذه الزاوية سؤالا ، هل إلغاء المحاصصة ممكن ؟ وقد أجابني مشكوراً النائب حاكم الزاملي بالصوت والصورة ، ومن على شاشة قناة العراقية : إنه وزملاءه يرفضون بقاء المناصب تحت مظلة المرجعية السياسية والحزبية ذاتها بعيداً من مصلحة الفرد والبلاد!
لقد كان التلاعب بمصائر الناس هذه المرة أكبر من أيّ توقّع ، وإلا ما معنى أن نثور على المحاصصة لنستبدل سليم الجبوري بقتيبة الجبوري ؟! ولهذا أدعوكم أن تشاركوني رحلة على متن آلة الزمن لنعود الى الوراء ، نتصفح عناوين الصحف ونشاهد معاً ، نشرات الأخبار يوم 16/7/2014 وبعد ساعات قليلة من انتخاب سليم الجبوري لرئاسة البرلمان بالإجماع، ظهرت النائبة عالية نصيف لتقول:" ، إن انتخاب هيئة الرئاسة لمجلس النواب سيعزز من مواقف الكتل السياسية تجاه الأزمات التي يمر بها العراق ، وأكدت " حفظها الله " لنا ، أنّ " جميع الكتل السياسية تؤيد رئيس البرلمان ونائبيه "
قبل أشهر صدرت الترجمة العربية لكتاب "نظرة نحو المستقبل" وهو أشبه بسيرة سياسية ذاتية كتبها جاك أتالي، مستشار الرئيس الفرنسي الراحل فرنسوا ميتيران، يحاول فيه الإجابة على سؤال عن دور النخبة في بناء المجتمعات ، يروي أتالي ان الرئيس طلب منه ذات يوم ان يلتقي بعدد من مثقفي البلد ، فأجابه المستشار بانه ربما يجد له أكاديميين ، أو باحثين ، أما المثقفون ، فالأمر مستحيل ! فمن هذا الذي يقبل ان يجلس ليستمع الى خطب سياسي ؟! ويضيف مستشار ميتيران ، ان المثقف الفرنسي حصل على اعتراف المواطنين ،لأنه وضع ثقافتة وشهرته في خدمة أصحاب القضايا الملحّة .
أجابة أتالي ربما تطرح سؤلاً مهماً : ما الفائدة التي يفترض ان تُجنى من هذه المكانة الرفيعة وما الدور الذي يفترض ان يلعبه المثقف ؟ ويخبرنا صاحب المذكرات ان خيانة المثقف تكون بالصمت وعدم الالتزام او الاكتراث بقضايا المجتمع وبالحياة الحقيقية .
ربما يهزّ البعض يده وهو يقرأ هذا المقال ويقول ماذا تريد أيها الكاتب الكثير الشكوى ؟ لقد ابتدأتَ الحديث عن سليم الجبوري ، وسخرتَ من " ثورة " عالية نصيف ، لتذهب بنا إلى عاصمة سارتر وديغول ، اعذروني هذه المرة فأنا لا أستطيع تحمل مثقف ينتقل بارادته الى الصفوف الخلفية . مثلما لا استطيع الا ان اضحك ، وانا اشاهد مشعان الجبوري يلتقط سيلفي مع عالية نصيف.
سيلفي مشعان وعالية
[post-views]
نشر في: 22 إبريل, 2016: 06:43 م
جميع التعليقات 3
خليلو...
سؤال يحتاج جوابا بنعم آو لا: أي هؤلاء جميعا دون إستثناء ، كان يحلم حتى في يقظته إلى ما هوعليه اليوم لولا المحاصصة ؟ الجواب : ولا واحد منهم ولولا الحديد الامريكي المتحرك وملحقاته الأخرى كلها لكان خيرهم يظل خائسا في المكان الذي يختفي فيه كفاكم ثرثرة
خليلو...
الأستاذ علي حسين: إن قانون غرامشي أختار ، في العراق، أن يشتغل في ساحة الثقافة فالمثقفون الحقيقيون غادروا الميدان وخلفوا الساحة لقرقوزات زمن المسخرة
أبو أثير
سيدي الكريم .... الغريب ليس في صورة السيلفي بين النصيف ومشعان .... الغريب والمحير في نفس الوقت في السيلفي السينمائي الكبير للوحة النواب المعتصمين من حاكم الزاملي قبل أنسحابهم بمرسوم صدري .. الى الجبوريين هيثم وقتيبة و مشعان وياسر المالكي ووتوت وحسن السني