التقيت بها في إحدى المحاكم في بغداد وقالت لي في نبرة واهنة.. تفانيت في إطاعة زوجي وإسعاده على مدى ثلاث سنوات وسارت بنا الحياة هادئة ومستقرة.. لم يُعكِّر من صفوها سوى إصابتي بالعقم.. وطلقني وعدت إلى مسكن أهلي في مدينة الحرية .. ومرت سنوات وتزوجت
التقيت بها في إحدى المحاكم في بغداد وقالت لي في نبرة واهنة.. تفانيت في إطاعة زوجي وإسعاده على مدى ثلاث سنوات وسارت بنا الحياة هادئة ومستقرة.. لم يُعكِّر من صفوها سوى إصابتي بالعقم.. وطلقني وعدت إلى مسكن أهلي في مدينة الحرية .. ومرت سنوات وتزوجت من رجل ميسور الحال يمتلك عقارات كثيرة وأرضاً زراعية ومنزلاً ضخما مجاور المحل الذي خصصه في بيع المحاصيل الزراعية والعلف اختطف الموت زوجته الاولى في ريعان شبابها وتركت في رعايته طفلاً عمره لم يتجاوز السبع سنوات وشقيقه الخمس سنوات.. والحق يقال: اعتكفت على رعايتهما وشعرت على مدى عشر سنوات بأنني الأم الحنون لاحتضانهما بكل سعادة وارتياح حتى ترعرعا وأنهى الابن مرحلة التعليم المتوسطة وانطلق لمعاونة والده في تجارته بعدما تقدم به العمر وافترست الأمراض المزمنة قواه.. رفض زوجي أن يحسم توزيع الاملاك قبل أن يتركني فريسة بين أنياب "ابنه" الذي احتضنته صغيراً وكبيراً بين أحضان أمومتي الدافئة.. فوجئت بزلزال الأرض من تحت قدماي يوم اختطف الموت زوجي.. وعقب فترة الحداد فوجئت بابنه يطلب مني هوية الأحوال المدنية واستولى على أوراق ومستندات والده من دولاب غرفة النوم.. أوهمني باتخاذ الإجراءات لتوزيع التركة وعمل القسام الشرعي من الميراث.. لأُفاجأ باللَّطمة الكبرى .. قام بطردي من المنزل وأصرَّ على حرماني من حقي الشرعي في الميراث !