TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > ماذا يريد المعتصمون ؟

ماذا يريد المعتصمون ؟

نشر في: 24 إبريل, 2016: 06:51 م

اليوم يمرّ أُسبوعان  على اعتصام النواب ، وفي الأنباء أن  يوم غد ستعقد جلسة برئاسة  سليم الجبوري  مثلما " بشرنا " النائب حبيب الطرفي .
والسؤال يفرض نفسه :  ما النتيجة ؟ هل نقول إن  البرلمان تحرّر وأصبح يتخذ قراره دون تأثيرات خارجية ، أم نقول إنه تمت تسوية الاعتصام وإفشال مشروع النائب إسكندر وتوت بتوريث منصب  رئيس الوزراء إلى السيد نوري المالكي ؟
أعزائى النواب الأفاضل : أنتم الذين وضعتم أنفسكم في دائرة الاتهام والشبهة  وصدرتم  للعراقيين جميعاً  إحساساً بأنّ بعضكم يفعل ما يؤمر به  ، سيقول البعض لايمكن  أن ننظر الى موجات الاعتصامات والتظاهرات دون ان نربطها بالأداء السياسي والخدمي لحكومة حيدر العبادي ، وأتفق مع الجميع من اننا نعيش مع حكومة تفتقر الى الكفاءة ، كما أنها كسابقاتها تفتقر الى الرشد في ترتيب أولوياتها  ، وتفتقر الى إرادة  الإنجاز،  ولكن دعوني أسال سؤالا ، واحدا ترى أين كان البرلمان من الحكومات السابقة ، إذا علمنا ان معظم البرلمانيين هم من المقيمين بشكل دائم في البرلمان منذ حكومة الجعفري ؟!
منذ أسبوعين والناس تتساءل ماذا يريد النواب ، خلعوا رئيس البرلمان ، ثم صرخوا في الفضائيات ، أن لاسطوة للأحزاب عليهم ، ثم وجدنا النائب الذي  بشرنا " بالاستقلالية  "  يمسح دموعه  أمام الفضائيات ايضا ،لأن أوامر جاءته بالانسحاب " فورا " من الاعتصام  ؟ وأعود للسؤال  : ترى ماذا يريد النواب ؟ الحقيقة، إنه لأمر غامض جدا،  كيف يمكن لنا أن نعرف ماذا يريد نائب مثل كاظم الصيادي  ، لعله  يريد  تحويل البرلمان إلى منبر للخطابة  والملاكمة  .
ربما سيردّ البعض ويقول انت متابع  غير جيد  للبرلمانيين ، ألم تسمع حنان الفتلاوي وهي تقول انهم سيشكلون لجانا  لمحاسبة كل من  قصر في خدمة العراق ؟ بصراحة هذه نكتة  طرقت اسماعي منذ اكثر من عشر سنوات ، منذ ان شكل الجعفري لجنة حول أحداث جسر الأئمة ، وجمعت الاموال لتعويض عوائل الضحايا ، ونحن لانعرف ما هو مصير تقرير اللجنة  ، مثلما لم نعرف حتى هذه اللحظة ، ما مصير الاموال الطائلة التي جمعت ، وإلى أي جيب من جيوب ساستنا ذهبت !
كم مرة سمعنا أنا وأنتم  عن لجان لتقصي الحقائق تشكل في البرلمان  ، وكم تقرير تحول الى فعل  ساهم بشكل من الأشكال في تقديم حلول للأزمات التى تحاصرنا ؟
لن أذهب بك بعيدا جدا، لكن كانت هناك لجنة لتقصي الحقائق شكلها البرلمان قبل اكثر من عام  لبحث ما جرى في الموصل ، لكن الامر تحول في النهاية الى مجرد خطابات ومعارك سياسية ، تحولت بمرور الزمن الى مادة للتندر !

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. د عادل على

    النائب مكانه البرلمان ونشاطاته ايضا فى البرلمان ولا اتصور ان الناخب يوافق على مكان اخر لنائبه---الدى يريد التغيير فمكان التغيير هو البرلمان-----تصور ان كل نواب المجلس يتظاهرون والمتظاهرون يجلسون فى مقاعد النواب-هدا مثل الخروف فى غرفة الضيوف-----انا خائف ا

  2. د عادل على

    النائب مكانه البرلمان ونشاطاته ايضا فى البرلمان ولا اتصور ان الناخب يوافق على مكان اخر لنائبه---الدى يريد التغيير فمكان التغيير هو البرلمان-----تصور ان كل نواب المجلس يتظاهرون والمتظاهرون يجلسون فى مقاعد النواب-هدا مثل الخروف فى غرفة الضيوف-----انا خائف ا

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: سياسيو الغرف المغلقة

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

السردية النيوليبرالية للحكم في العراق

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

لماذا نحتاج الى معارض الكتاب في زمن الذكاء الاصطناعي؟

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

 علي حسين كان العراقي عصمت كتاني وهو يقف وسط قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة، يشعرك بأنك ترى شيئا من تاريخ وخصائص العراق.. كان رجل الآفاق في الدبلوماسية وفي السياسة، حارساً لمصالح البلاد، وحين...
علي حسين

قناديل: يكتب كي لا يموت العالَم

 لطفية الدليمي في حياة كلّ كاتب صامت، لا يجيدُ أفانين الضجيج الصاخب، ثمّة تلك اللحظة المتفجّرة والمصطخبة بالأفكار التي يسعى لتدوينها. الكتابة مقاومة للعدم، وهي نوع من العصيان الهادئ على قسوة العالم، وعلى...
لطفية الدليمي

قناطر: بغداد؛ اشراقةُ كلِّ دجلةٍ وشمس

طالب عبد العزيز ما الذي نريده في بغداد؟ وما الذي نكرهه فيها؟ نحن القادمين اليها من الجنوب، لا نشبه أهلها إنما نشبه العرب المغرمين بها، لأنَّ بغداد لا تُكره، إذْ كلُّ ما فيها جميل...
طالب عبد العزيز

صوت العراق الخافت… أزمة دبلوماسية أم أزمة دولة؟

حسن الجنابي حصل انحسار وضعف في مؤسسات الدولة العراقية منذ التسعينات. وانكمشت مكانة العراق الدولية وتراجعت قدراته الاقتصادية والسياسية والعسكرية، وانتهى الأمر بالاحتلال العسكري. اندفعت دول الإقليم لملء الفراغ في كواليس السياسة الدولية في...
حسن الجنابي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram