أصبحت هيلين شارمان أول إمرأة تذهب في رحلة فضائية، ولم يذكر التاريخ هذا الخبر! وكانت هيلين في الخامسة عشرة من عمرها، وهي تتحدث عن الايام الثمانية – التي اختفت فيها عن أعين الناس، وكان ذلك قبل 25 عاما. وهي عندما حلمت بالفضاء – كما تفعل بين
أصبحت هيلين شارمان أول إمرأة تذهب في رحلة فضائية، ولم يذكر التاريخ هذا الخبر!
وكانت هيلين في الخامسة عشرة من عمرها، وهي تتحدث عن الايام الثمانية – التي اختفت فيها عن أعين الناس، وكان ذلك قبل 25 عاما.
وهي عندما حلمت بالفضاء – كما تفعل بين حين وآخر حالياً، وترى هيلين شارمان كيف تبدو الكرة الأرضية زرقاء من مسافة 200 ميل علواً. وتقول: "لا تتمكن أن تتخيل عمق اللون وهناك تفاصيل عن القارات كما نتبين بدء الصباح على ظهر السفينة. اما في الليل فهناك الاضواء المنبثقة اللامعة، وكانت هناك نافذة حيث كنت انام في الليل، أضواء المدن تبرق امامي والمظهر يبدو ساحراً.
في الشهر القادم، سيكون قد مضى 25 عاماً عندما اصبحت شارمان أول انكليزية تسافر الى الفضاء. إن رحلتها التي استغرقت ثمانية ايام، وفي خلالها انضمت الى فريق الاتحاد السوفيتي على سطح المحطة السوفيتية (مير)، وتحولت آنذاك في سن الـ(27) الى بطلة وطنية. وقد استقبلتها رئيسة الوزراء في مقرها في شارع داونينغ، وفي الوقت نفسه، تمت تسمية الكثير من المدارس والمباني باسمها. وفي مقرها في شيفيلد، وضعت نجمة على الرصيف باسمها. وامضت 90 يوماً في رحلات عبر بلادها لنتحدث عن تجربتها.
وبعد ذلك اختفت.
أمضت هيلين شارمان 15 سنة في حياة خاصة، وعشر سنوات منها لم تمارس العمل وكانت هناك إشاعات تدور حولها، من انها تُسأل كيف تذهب الى الحمام هناك. في درجة صفر، ولم يصدق احد، كلامها، لأنها رفضت كافة الطلبات لاجراء حوار معها.
وفي هذا اليوم (52 سنة عمراً) تعمل شارمان مديرة كلية لندن الامبريالية – قسم الكيمياء.
وقد التقى فريق صحيفة "الغارديان" معها في مكتبها. ان فرديتها تضاءلت، وتقول وهي تبتسم "عدت الى ما كنت عليه، اعامل مثل بقية الآخرين".
وقيل لها "لماذا ابتعدت عن الأضواء"، اجابت "لانني اردت خصوصيتي، اني عالمة، ومع ذلك اجد اسئلة عديدة توجه الي في المقابلات ومنها مثلاً: "من أين اشتريت حقيبتك أو ثيابك وأحسست باستمرار ان استعد في كل مرة للكاميرا".
وقد مرّت بمرحلة غريبة في رحلتها الى الفضاء، وقالت: "لقد دهشت في عام 2013 ان وكالة الفضاء البريطانية، يعتبرونها خارج التاريخ، وفي تصريحاتها، يتحدثون عن "الميجر تيم بيك – الذي سافر معهم الى المحطة العالمية الفضائية، كأول رائد فضاء رسمي، وسألتهم: "وماذا حدث لي؟" ومن تعني بـ "رائد فضاء رسمي، وتحدثت معهم وأي حدث رسمي تقصد وذكرته برحلتي التي كانت في جزء منها الاطلاع على برنامج الفضاء السوفيتي. والحكومة البريطانية لا تموّلها ولكنها ما تزال رسمية.
وسألتها الغارديان: "هل اغضبك ذلك؟، ولم تجب، بل سكتت طويلاً، وقالت بعدئذ ان عناوين الصحف في هذه الايام، عليها ان تنشر عن (تيم)، وتمنحه مجالاً أوسع من الاهتمام".
وكانت هيلين شارمان غاضبة، وقالت : بدأ الأمر معي بالصدفة، كنت في مركز البحوث الكيمياوية عام 1989.
وقالت: لم أكن ارغب كثيراً في الفضاء، ولكني تدربت طويلاً، عشت في روسيا، وتعلمت اللغة، وامارس جدولاً للتدريب، وفي نهاية الأمر تم اختيار د. شارمان للمهمة.
وتقول: "لم اعرف لماذا تم اختياري انا، كنت جيدة في الفيزياء. وكنت مناسبة للفريق، ولا اصاب بالدهشة، لماذا تم إختياري".
عن الغارديان