اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > النسخة الثانية

النسخة الثانية

نشر في: 26 إبريل, 2016: 03:35 م

فكّرتُ أن أكتب لحضراتكم اليوم عن  نسخة  جديدة من كتاب الجمهورية لمعلم الفلسفة إفلاطون، الذي كان يريد أن يُعلّم تلامذته أن ّ: الحاكم الحقّ هو الذي يبني دولته على خصلتين، العقل والعدل .
يجب أن أعترف أنني دائما ما أُعيد على مسامعكم حكايات الكتب، وأنسى أننا نعيش في بلاد تُقدّم للبشرية كلّ يوم إنجازاً بعد إنجاز، وكرامة بعد كرامة على حدّ قول " الحكيم " الذي سنفتقد طلّته خلال العامين المقبلين، وأتمنى ان يتفرغ لكتابة الجزء الجديد من تجربته في الحكم .
لا ضرورة للإيضاح أنّ الكتابة ، عمّا جرى في البرلمان أمس، لاجديد فيه سوى المؤامرة "الإمبريالية"، لكنّها هذه المرّة ليست على العراق، وإنما على مضحكات تجربتنا الرائدة في الديمقراطية، وآثار هذه التجربة على المجتمع الذي يصحو كلّ يوم على أخبار نزال جديد يخوضه أحد السادة البرلمانيين، هناك شيء مهمّ حسب اعتقادي، هو أنّ النائبة حنان الفتلاوي  تعترف أخيراً  أنّ الكرسيّ في العراق  أصبح أهم من الكرامة، وما عدا ذلك لم يترك "جهابذة" البرلمان سوى مشهد "باطل"، وأعتذر عن عدم متابعة فيلم عتريس وفؤادة بنسخته الجديدة، وهذه المرة البطولة المطلقة للنائبة عالية نصيف ؛ ولذا أريد أن أشدّد على أنّ كل ما يرد في هذا العمود المتواضع، هو انتقاء من "أفضال" السياسيين،  واستعارة من علومهم وخبراتهم.
ليس هناك سياسيّ عراقيّ  لم يتقلّب ويتلوّن من أجل الكراسي، الجميع يُذكّرنا بحكاية المسؤول الأفريقي الذي طلبت منه أميركا ان يستقيل ليجنّب بلاده مزيداً من الدماء والفوضى، فكان رده بسيطاً ومختصراً "هل تريدون منّي أن  أجلس على الأرض؟"
ولهذا، مازلت أعتقد أنّ معظم المعتصمين ومعهم غير المعتصمين كانوا يتحسّسون كراسيّهم حين يُصبح الحديث عن الفساد في الحكومات السابقة، رغم أننا كنّا نغرق في النهب المنظّم ، وفي القتل على الهوية، لكن الجميع ممن سمعناهم يصرخون اليوم "زواج فؤادة من عتريس باطل" كانوا غارقين في الباطل نفسه، وفي الصمت على الجرائم،، هو غرق لا أستثني أحداً منه، لأنه كان ولايزال أسوأ انحدار نحو انعدام الضمير والوطنية.
أيها السادة المتخاصمون على رفاهية  الكرسيّ، بعد عشر سنوات من التجربة البرلمانية الجديدة، اكتشفنا أنّ العدالة والحرية والأمل والمستقبل والأمان، كلّها مجرّد واجهات لمشروع واحد  هو إطالة عمرالفساد، ليس مهمّاً أن نعرف أنّ الذي أعاد معرض السيارات ليس أبو درع الذي نعرفه، فهذا شخص ثان أطلق على نفسه لقب أبو درع الكرخ، إنها مشكلة النسخة الثانية من فيلم "عتريس" الذي تابعناه امس في البرلمان.  

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 6

  1. د عادل على

    لا تحسبوا ان اصحاب الكراسى سعداء----انهم عبيد لرئيس الحزب------اما الكرامه التى تحدثت السيدة حنان الفتلاوى فهى ماتت باستشهاد عبدالكريم قاسم--اية كرامه تتحدثين يا حنان عنها الكرامة العراقيه باعها البعث العراقى للامريكان لمدة 40 سنه عجاف-------العراقى كا

  2. هلال

    صباح الخير اخي الاستاذ علي اعتقد ان ما يحدث الان من مظاهرات واعتصامات وتناحرات تحت مبدا الديمقراطية هو مهم جدا لفضح هولاء الفاسدين من وزراء ومسوليين وكتل تسترت بالدين والاهم هو سقوط الدين كمفهوم لقيادة المجنمع من خلال تعاليمه وبطبيعة الحال فان الشعب

  3. أبو أثير

    أبو درع ألأول أو االرصافي ... وأبو درع الثاني أو الكرخي ... كلها أفرازات سامة ولدتها الحركات والتيارات وألأحزاب التي جاءت مع المحتل وكذلك التي كانت تتستر بعباءة البعث العربي ألأشتراكي . وأصبحت بقدرة قادر مجاهدين ومدافعين عن الشعب المسكبن الذي يقوده الرعاع

  4. د عادل على

    لا تحسبوا ان اصحاب الكراسى سعداء----انهم عبيد لرئيس الحزب------اما الكرامه التى تحدثت السيدة حنان الفتلاوى فهى ماتت باستشهاد عبدالكريم قاسم--اية كرامه تتحدثين يا حنان عنها الكرامة العراقيه باعها البعث العراقى للامريكان لمدة 40 سنه عجاف-------العراقى كا

  5. هلال

    صباح الخير اخي الاستاذ علي اعتقد ان ما يحدث الان من مظاهرات واعتصامات وتناحرات تحت مبدا الديمقراطية هو مهم جدا لفضح هولاء الفاسدين من وزراء ومسوليين وكتل تسترت بالدين والاهم هو سقوط الدين كمفهوم لقيادة المجنمع من خلال تعاليمه وبطبيعة الحال فان الشعب

  6. أبو أثير

    أبو درع ألأول أو االرصافي ... وأبو درع الثاني أو الكرخي ... كلها أفرازات سامة ولدتها الحركات والتيارات وألأحزاب التي جاءت مع المحتل وكذلك التي كانت تتستر بعباءة البعث العربي ألأشتراكي . وأصبحت بقدرة قادر مجاهدين ومدافعين عن الشعب المسكبن الذي يقوده الرعاع

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

وظيفة القرن: مدير أعمال الشهرة والانتشار

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

 علي حسين مرت قبل أيام الذكرى السابعة والعشرين لرحيل شاعر العراق الأكبر محمد مهدي الجواهري، الرمز الوطني الذي أرخ للبلاد وأحداثها فكان هو العراق لساناً ودماً وكياناً.. صاحب يوم الشهيد وآمنت بالحسين وقلبي...
علي حسين

قناديل: عالَمٌ من غير أحزاب

 لطفية الدليمي ما يحصلُ بين الحزبين العتيديْن في الولايات المتحدة مع اقتراب الانتخابات الامريكية 2024 أمرٌ أبعد من فنتازيا جامحة. هل كنّا نتوقّعُ قبل عقدين مثلاً أن يخاطب رئيسٌ أمريكي رئيساً امريكياً سابقاً...
لطفية الدليمي

قناطر: العراقيون لا يتظاهرون!!

طالب عبد العزيز أمرٌ غريبٌ جداً، هو خلو شوارع البلدان العربية كالعراق وسوريا ومصر وليبيا وغيرها من التظاهرات المنددة بما يجري في غزة ولبنان والمنطقة بعامة، من انتهاكات، وتجاوزات، صهيونية وأمريكية، فيما شوارع العالم...
طالب عبد العزيز

تعديل قانون الأحوال الشخصية.. من منظور سيكولوجي

د. قاسم حسين صالح تذكير(في 23 تشرين الثاني 2013 انجز وزير العدل السيد حسن الشمري مشروع قانون الأحوال الشخصية الجعفري الذي جاء امتثالاً لمرجعه السياسي والفقهي السيد اليعقوبي المحترم، مع ان المسؤولية تفرض عليه...
د.قاسم حسين صالح
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram