TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > خيار "الزعاطيط" !

خيار "الزعاطيط" !

نشر في: 26 إبريل, 2016: 06:38 م

لا أظنُّ أنَّ الطريق إلى الحلّ لأزمة مجلس النواب كانت مغلقة تماماً بكتل من الخرسانة المسلّحة، كما هي الطرق المؤدية إلى المنطقة الخضراء، ولم يكن في الوسع السير عليها إلى النهاية، حيث التسوية المتوافق عليها بالإجماع أو بالأغلبية الساحقة.
كانت أمام الطرفين المتخاصمين أو المختلفين أو المتصارعين في المجلس أمس ثلاثة خيارات لوضع نهاية سعيدة للفيلم المعروض علينا منذ بضعة أسابيع، أفضل من النهاية المضحكة المبكية التي عُرِضت علينا بالبثّ الحيّ والمباشر:
- الخيار الأول أن لا يتجه رئيس المجلس (الحالي أو السابق، بحسب زاوية النظر) سليم الجبوري ونائباه إلى دكّة الرئاسة، بل يأخذون أماكنهم بين أعضاء المجلس،مثلما كانوا قبل انتخابهم للرئاسة، حتى إذا استقر الأعضاء جميعاً، الـ ـمع والضدّ، في مقاعدهم وقف الجبوري في مكانه ليُعلن أنّ هيئة الرئاسة تعتذر عن مواصلة التكليف الذي حظيت به من المجلس منذ نحو سنتين، فتردّ الأمانة إلى أصحابها، أعضاء المجلس، ليتصرفوا بها. هذا كان سيترتب عليه انعقاد الجلسة برئاسة أكبر الأعضاء سِنّاً، ومن ثمّ إجراء انتخاب هيئة رئاسة جديدة.
- الخيار الثاني أن يتقدم النواب المعتصمون، بعدما وجدوا أن عديدهم لا يصل إلى 50 بالمئة، باقتراح لسحب الثقة من هيئة الرئاسة المحاصصاتية، كلاًّ أو فرداً فرداً، ليُصار بعد ذلك إلى انتخاب هيئة جديدة غير محاصصاتية. هذا إذا كان المعتصمون هم حقّاً وفعلاً ضدّ نظام المحاصصة، وأنهم حقاً وفعلاً وبأجمعهم قد فعلوا ما فعلوا لإلغاء هذا النظام الذي بفضله صار معظمهم أعضاء في المجلس وحصل على مدى سنوات على امتيازات مالية وسياسية وإدارية لم يكن يحلم حتى بِعُشرها.
- أما الخيار الثالث، وهو فنطازي بعض الشيء، فهو أن يشكّل كلٌّ من الطرفين فريقاً لكرة القدم أو السلّة  أو الكرة الطائرة أو للجري أو الركض، ويتباريان في ما بينهما، والفائز يتولّى رئاسة البرلمان.
هذه الخيارات كان بوسعها أن تحلّ المشكلة بين الطرفين المتخاصمين اللذين لا يفرقان كثيراً عن بعضهما بالنسبة لنا، فعلى مدى السنتين الماضيتين كانا يبديان كفريق واحد، ولم يظهر لنا منهم ما يؤشر اختلافاً لصالح الشعب، وهذا ما جعل حركة الاحتجاج الشعبي ترفع منذ 31 تموز من العام الماضي شعار "كلهم حرامية"، والمقصود بالطبع الأغلبية منهم، بمن فيهم العديد من النواب المعتصمين الذين كان بعض متصدّري حركتهم من كبار الفاسدين والمفسدين.
الخيارات الثلاثة أعلاه، بما فيها الأخير، كانت في الأقل ستُظهرنا أمام العالم في مظهر حضاري يليق بسمعة العراق التاريخية، بخلاف المظهر "الزعطوطي" الذي شهدناه داخل مجلس النواب أمس.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 4

  1. د عادل على

    لقد ان الاوان بعد الفشل والاحباط الكامل لكل الاحزاب المشتركه فى البرلمان وسنتين طوال من الزجر لهدا الشعب العراقى المنكوب مند 8 شباط 1963 ان يعلن السيد الرئيس حيدر العبادى حل البرلمان والدعوة للمرشحين ان يسجلوا اسمائهم بشرط ان يملكوا على الحد الاقل شهادة ج

  2. ياسين عبد الحافظ

    لا اؤيدك بهذا ، لقد اوضح العرض حقاءق مهمة منه 1.االكل صاروا بين سندان الشعب الغاضب ومطرقة الموعد 2. هروب النخبة الى اقرب قاعة ، طرد الصحافة بطريقة ارهابية ، اقفال الغرفة وتمشية مجموعة 3.اظهرت الكاميرا صورا معبرة مثل ، حيرة موفق الربيعي، كابة خالد الاس

  3. د عادل على

    لقد ان الاوان بعد الفشل والاحباط الكامل لكل الاحزاب المشتركه فى البرلمان وسنتين طوال من الزجر لهدا الشعب العراقى المنكوب مند 8 شباط 1963 ان يعلن السيد الرئيس حيدر العبادى حل البرلمان والدعوة للمرشحين ان يسجلوا اسمائهم بشرط ان يملكوا على الحد الاقل شهادة ج

  4. ياسين عبد الحافظ

    لا اؤيدك بهذا ، لقد اوضح العرض حقاءق مهمة منه 1.االكل صاروا بين سندان الشعب الغاضب ومطرقة الموعد 2. هروب النخبة الى اقرب قاعة ، طرد الصحافة بطريقة ارهابية ، اقفال الغرفة وتمشية مجموعة 3.اظهرت الكاميرا صورا معبرة مثل ، حيرة موفق الربيعي، كابة خالد الاس

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

 علي حسين منذ ان ظهرت الديمقراطية التوافقية في بلاد الرافدين ،والمواطنونالعراقيون يبحثون عن مسؤول مختلف يمنحونه ثقتهم، وهم مطمئنون ، رغم أنهم يدركون أنّ معظم السياسيين ومعهم المسؤولين يتعاملون مع المناصب على أنها...
علي حسين

قناطر: ليلُ العشَّار الطويل

طالب عبد العزيز يحلَّ الليلُ باكراً في أزقّة العشَّار، أزقته القصيرة والضيقة، التي تلتفُّ عليه من حدود شبه جزيرة الداكير الى ساحة أم البروم، يحدث ذلك منذ سنوات الحرب مع إيران، يوم كانت القذائفُ...
طالب عبد العزيز

محاسبة نتنياهو وغالانت أمام محكمة الجنايات الدولية اختبار لمصداقية المجتمع الدولي

د. أحمد عبد الرزاق شكارة يوم عظيم انتصاراللعدل عبارة تنم عن وصف واضح مركز ساقه الاستاذ المحامي الفلسطيني راجي صوراني عن طبيعة الدور الايجابي المؤثر للمحكمة الجنائية الدولية متمثلا بإصدار مذكرتي القاء القبض تخص...
د. أحمد عبد الرزاق شكارة

الاندماج في العراق؟

أحمد القاسمي عندما نسمع بمصطلح الاندماج يخطر بأذهاننا دمج الأجانب المقيمين في بلد ما. فاستخدام هذا المصطلح بات شائعا منذ بضعة عقود في الغرب ويُستخدَم غالبا عند الحديث عن جهود الدولة أو مؤسسات المجتمع...
أحمد القاسمي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram