TOP

جريدة المدى > سينما > في دراسة أدبية حازت على جائزة رينودو ...كاتب فرنسي شاب يقتفي آثار( بازوليني ) .....

في دراسة أدبية حازت على جائزة رينودو ...كاتب فرنسي شاب يقتفي آثار( بازوليني ) .....

نشر في: 28 إبريل, 2016: 12:01 ص

كان المخرج والشاعر الإيطالي وأحد معلمي العصر بيير باولو بازوليني مادة للدراسة الجميلة التي تمزج بين القصة والرحلة والبحث الاستقصائي والتي كتبها الفرنسي بيير ادريان احتفاءً بمعلمه واستحق عنها جائزة رينودو الأدبية ..والكاتب بيير ادريان هو شاب في السابع

كان المخرج والشاعر الإيطالي وأحد معلمي العصر بيير باولو بازوليني مادة للدراسة الجميلة التي تمزج بين القصة والرحلة والبحث الاستقصائي والتي كتبها الفرنسي بيير ادريان احتفاءً بمعلمه واستحق عنها جائزة رينودو الأدبية ..
والكاتب بيير ادريان هو شاب في السابعة والعشرين من عمره قام بتأليف هذه الدراسة التي وصفها النقاد بالمعجزة وتتألف من 200 صفحة وتحمل عنوان (آثار بازوليني) وقد صدرت عن دار (اكواتور ) للنشر ، وسعى فيها ادريان لاختيار قصة معلم كان شاعرا وكاتبا ومخرجا في سنوات الخمسينات ومازال معلما ايضا لشاب ينتمي الى القرن الحادي والعشرين ..
لقد اشتهر بازوليني بانتقاد مجتمع الاستهلاك وهاهو ادريان يمنحنا درسا في العودة لزمنه والانسياق لارائه ، فبازوليني بالنسبة لتلميذه ادريان سيبقى معلما فريدا من نوعه.. ولا يريد ادريان الاعتماد على قراءاته عن الشاعر، بل يفضل السير على خطاه والتعرف على بيئته وحياته الحقيقية في موطنه الاصلي (فريولي) في بولونيا لهذا التقى بالناس الذين أحبوا بازوليني وعاشروه ..يقول أدريان في كتابه :" على الشاعر ان يكون في قلب المجتمع ، ملتزما بصراعه من اجل افكاره وان يكون دائما في الطليعة "...لقد لجأ ادريان الى كارلو دي كارلو المساعد القديم لبازوليني والى ابن عمه نيكو ناليدني الذي كتب سيرته ، كما زار صاحب الحانة الذي ورد ذكره في احد افلام بازوليني ..ويسعى الطالب الباريسي ذو 23 عاما للبحث عن تفاصيل حياة بازوليني متجنبا كل مالصق به من فضائح بسبب ميوله المثلية فهو يرى فيه مرشدا روحيا وشهيدا مقدسا ...
ويتساءل ادريان في كتابه عما كان بازوليني يفعله لو بقي حياً حتى الآن ولم يمت مقتولا في سن 53 عاما في عام 1975 فيسأل المحيطين به ويرى البعض انه كان ليعود الى موطنه الاصلي فريولي بعيدا عن ضجيج العالم ويرى البعض الآخر انه ربما سيختار العزلة في افريقيا وهو مااكده مساعده كارلو دي كارلو ...وقد استحق الباحث الشاب بيير دي ادريان ان يكون في الطليعة كمعلمه بازوليني حين استحق جائزة رينودو للبحوث والدراسات عن دراسته الخاصة باقتفاء اثار بازوليني والتي تحدثت عن بازوليني باعتباره ظاهرة ثقافية استثنائية لانه تميز في عدة مجالات مثل الصحافة والفلسفة واللغة والكتابة الروائية والمسرحية والانتاج السينمائي والرسم والتمثيل والسياسة واظهر بازوليني براعة نادرة في كل تلك المجالات ماجعله شخصية مثيرة للجدل كما حصدت افلامه العديد من الجوائز في عدة مهرجانات سينمائية منها مهرجان فينيسيا السينمائي ومهرجان برلين السينمائي ومهرجان كــان .
بدأ اهتمام بازوليني بالشعر وهو في سن السابعة واكثر من مطالعة اشعار رامبو وكتب ديستوفسكي وتولستوي وشكسبير وكولريدج ونوفليز وكان يملؤه الحماس الديني في سنوات عمره الاولى ، وعندما تخرج من الثانوية والتحق بكلية الآداب في جامعة بولونيا اكتشف ان هناك مواضيع اخرى مهمة مثل فقه اللغة وعلم الجمال والسينما ، وشارك في المسابقات الثقافية والرياضية ، وفي عام 1941، اصدر مجلة شعرية لكن مشروعه فشل بسبب افتقاره الى المال ، لكنه نجح بعد ذلك في نشر بعض قصائده الشعرية على نفقته الخاصة مستخدما فيها مقاطعا من اللغة الفريولية التي تعلمها من والدته ..وحين اصبح رئيسا لتحرير مجلة ( الغربال ) اختلف مع المدير بسبب إيمانه بالنظام الفاشي فلم يكن بازوليني يؤيد الفاشية وهو ما دفعه خلال رحلته الى المانيا الى التحول تدريجيا الى الموقف الشيوعي ..
بعد نشر العديد من قصائد الشعرية في مجاميع ، اصدر روايته الاولى في عام 1955 التي اتهم بسببها بالفحش وواجه الكثير من المشاكل الادبية والقانونية ، واعقبها برواية تتناول الحياة الخفية في العالم الروماني اثارت ايضا جدلا بين صفوف المحافظين ..
وفي مجال السينما ، قدم بازوليني فيلمه ( الابيض والاسود) في عام 1964 الذي اعتبر افضل فيلم روائي عن حياة السيد المسيح رغم انه اخرجه استنادا الى معتقداته الخاصة ..وتوالت افلامه المثيرة للجدل غالبا والتي تعتمد غالبا على الفولكلور والجنس وكان آخرها فيلمه (سالو) او ( 120 يوم في سودوم) الذي قدمه في عام 1975وكان مليئا بالعنف السادي ..وفي نفس العام توفي بازوليني مقتولا بعد ان دهس بسيارته الخاصة لمرات عدة في شاطىء أوستيا قرب روما ودفن في مدينته الحبيبة فريولي وتبين بعد مرور سنوات طويلة ان مرتكبي الجريمة كانوا يتكلمون اللهجة الجنوبية وقد وصفوه بالشيوعي القــذر !

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الأنواء الجوية: ارتفاع في درجات الحرارة الاسبوع الحالي

الكويت تنفي تدهور الحالة الصحية لسلمان الخالدي الذي تسلمته من العراق

ترامب: نريد 50% من ملكية تطبيق تيك توك

القوانين الجدلية على جدول أعمال البرلمان يوم غد الثلاثاء

هل أخطأ البرلمان بعدم حل نفسه مبكراً؟

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

فيلم أسامة محمد "نجوم النهار" استهداف البيئة العلوية كمنتجة للسلطة ومنفذة لها

"إرنست كول، المصور الفوتوغرافي".. فيلم عن المصور المنفي الجنوب أفريقي

مقالات ذات صلة

فيلم أسامة محمد
سينما

فيلم أسامة محمد "نجوم النهار" استهداف البيئة العلوية كمنتجة للسلطة ومنفذة لها

علي بدرالحكاية تُروى بالضوء والظلعرض أمس في صالون دمشق السينمائي فيلم "نجوم النهار" للمخرج السوري أسامة محمد، بحضوره الشخصي بعد غيابه عن بلاده ١٤ عاما، الفيلم الذي منع من العرض في زمن النظام السابق...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram