TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > تأهيل المطلق سراحهم

تأهيل المطلق سراحهم

نشر في: 27 إبريل, 2016: 09:01 م

كلما داهمت نظري أنباء عن السجون والسجناء، أرى عربة الزمن واقفة بإنتظار إعتلائها، للعودة ( القهقرى) لسنوات خلت، كرست جزءا منها لزيارة السجون بمختلف درجاتها: سجون الأحكام الثقيلة والخفيفة، للرجال والنساء، وحتى إصلاحية الأحداث. سيما لمتابعة وتفعيل ما يتعلق بقانون الإفراج الشرطي الذي وضع موضع التطبيق انذاك.
الخبر المحوري الذي جرجرني للكتابة عن مكابدات السجين، وضرورة إعادة تأهيله ما نشرته وسائل الإعلام، عن ارقام المحسومة قضاياهم والذي بلغ حوالي خمسة عشر الف وخمسماية وخمسين سجينا، عشرة الاف منهم لم تثبت إدانتهم.
هذا ما جرى خلال الشهر الماضي فحسب. ( اقرأ الخبر مرتين للتآكد، تحفظا من الوقوع في الخطأ.)
كم من الشهور والسنين تصرمت على السجين وهو مسلوب الحرية؟ ماذا عن مصير العوائل والأسر اذا كان السجين هو العائل الوحيد للعائلة؟، كيف سيسلك المفرج عنهم في العائلة والمجتمع ؟ كم منهم سيعود للعمل بعد هذا الغياب القسري، كيف يزيل الوصمة التي تلاحقة واولاده حتى الموت ( سجين سابق)… من سيعوضهم عن سنوات عمرهم المسلوبة — سيما الأبريآء — الذين سيقوا للسجن كيدا، او شبهة، او بسبب تشابه الأسماء، او لنقص في التحري، او التوقيف العشوائي، او.. او…..ما مدى الإحساس بالغبن او الحيف الذي ينتاب المفرج عنهم — سيما الآبرياء منهم، وما هو، ومن هو عاصمهم من الإنتقام؟ كم نفر من هؤلاء مؤهل للنسيان، والإستعداد النفسي لمعاودة الإنخراط في تركيبة المجتمع ونسيجه، كما اللحمة والسداة؟
في عتمة الواقع الراهن، عساها مسموعة الصرخة التي يطلقها الخيرون. آن إنتبهوا للقنبلة الموقوتة التي يمثلها المطلق سراحهم، هم وآهاليهم ومن ينتمي إليهم. ولا بد من وسيلة لإحتضانهم وتوفير سبل العمل والعيش الكريم لهم ولعوائلهم، ببرنامج تآهيل علمي، عملي، فالسجين المطلق سراحه— البرئ والمجرم سواء —لن يخرج للحياة العامة. كما دخل! إنه شخص اخر، قد يشبهه في الهيأة والملامح، لكنه مختلف عنه في الأحاسيس، مختلف عنه في النظر نحو الأشياء والأشخاص والأحداث ….
لا يكفي الإعلان عن إطلاق سراح الآلاف، قبل تهيئة مراكز تآهيل علمية مختصة، تستوعب هموم المطلق سراحهم ، لتعيدهم لحواضنهم الطبيعية: عمل مضمون، عوائل مستقرة. سكن لائق <<< إلخ..إلخ.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

عمليات بغداد تغلق 208 كور صهر و118 معمل طابوق وإسفلت

أسعار الصرف اليوم: 143 ألف دينار لكل 100 دولار

ترامب: أوقفتُ 8 حروب وأعدتُ "السلام" للشرق الأوسط

الأنواء الجوية: انتهاء حالة عدم الاستقرار وطقس صحو مع ارتفاع طفيف بالحرارة

حصار فنزويلا ينعش النفط… برنت وغرب تكساس يقفزان في آسيا

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram