تستدرجني حكاية قديمة ، سمعتها منذ زمن ، لأستعيدها كلما قرأت رقم ( مليون او مليار ) يحصل عليها جاهل او مجموعة جهلة ، مما يطلق عليهم أصحاب الحظوظ ، بينما ارباب العقول المستنيرة ، والشهادات العالية محصورون في زوايا حادة ، يشكون ضيق ذات اليد أو تراهم مركونين بإهمال فاضح فوق الرفوف العالية يكظمون الغيظ بتعاطي أفيون الصبر.
……….
الأرقام الخيالية المتواترة عبر الأخبار المنشورة في الصحف او المواقع عن ثروة فلان او املاك علان، بعد طول إملاق او قتر او شظف عيش ، تستدعي وقفة متأنية ! عبر الحكاية البليغة المعنى ::
إثنان من الناس ، تنابزا امام ملأ .. كل يباهي بما يملك من مال ونفوذ وسطوة وسداد رؤية ، لينهيا نقاشهما بدعاء ساخن النبرة : قال الأول : اللهم إعطني وولدي (حظا ) ليخدمنا أصحاب العقول … رد عليه الثاني : اللهم إمنحني وولدي عقلا راجحا وحكمة ليتبعنا آصحاب الحظوظ . ودع كل ثروات الأرض تحت آقدام الحمقى .
………
ترى ، أي الدعائين أجدى وأكثر صلاحا ونفعا لو قدر للرب ان يستجيب ؟؟
يقينا .. ما من جواب فصل ، ما من جواب حازم جازم ، فالسجال ما يزال محتدما منذ الأزل وإلى الأبد بين دعاة جمع المال — بمختلف الوسائل والطرق ــ وبين دعاة التحصن بالعقل والإحتماء بسقفه .
………
المفارقة الآنية الراهنة في عراق اليوم. ترجح إنتصار دعاة الحظوظ على دعاء آهل العقول .
يذكر في الحكم المأثورة : ان الثروة الغزيرة الوفيرة الفائضة عن الحاجة والعقل السديد الرأي ، قلما يجتمعان !! وهو قول معزز بالشواهد والأمثلة .. فكثرة الأموال ، والسعي المحموم لجمع الثروة وتكديسها ، يورث الخبال ! وقلة العقل وغياب التعقل وعمى البصيرة ، يورث الجنون … ولو تدرون ان بين الخبال والجنون مسافة فرسخ ضيق ،، ضيقه سمك شعرة في رآس حكيم ، يؤثر ثروة العقل ، على زكائب وحقائب وارصدة مصرفية ، ليس له منها غير الخوف والشك ووجع الرأس !!
اللهم
[post-views]
نشر في: 4 مايو, 2016: 09:01 م