اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > البكاء على التراب البرلماني

البكاء على التراب البرلماني

نشر في: 4 مايو, 2016: 03:29 م

 أكرر مرة أخرى ،  إن أفدح خسائرنا من دخول المتظاهرين إلى قبة البرلمان  ، ليست في  " القنفة " التي اتسخت ، ولا في بعض نثار الزجاج الذي أزعج السيد حيدر العبادي ،  ولا في جلوس بعض فقراء وبسطاء المحتجين على كرسي السيد سليم الجبوري ، خسارتنا أننا تأكدنا بلا أدنى شك ، أننا خسرنا 13 عاماً من عمرنا ، ونحن نذهب الى صناديق الاقتراع  لانتخاب سياسيين ومسؤولين لايملكون ذرة إنسانية ولا نبل ، اليوم  نحن في مواجهة  ساسة انخفض لديهم مؤشر  الوطنية وانعدم لديهم الشعوربالمسؤولية الاخلاقية  ، فلم يبق للدماء حرمة وللحياة قدسية ، فصار الدم العراقي أرخص ثمنا  ، من قبة برلمان كسيحٍ يمارس الدجل والخداع  !
سياسيون يلعبون و يروجون لمفاهيم شديدة الفساد والأسى ، ، فيصبح اقتحام البرلمان عملا إرهابيا يستحق خطباً وبيانات واجتماعات للرئاسات الثلاث ، فيما مقتل المئات منذ أحداث البرلمان وحتى اليوم عملا  عاديا لايستحق حتى اجتماع صغير ، يسأل فيه السادة " المتنفذون " لماذا حصلت هذه الخروق الامنية ؟ .
منذ حادث قنفة سليم الجبوري سقط مئات الشهداء: تفجير في السماوة راح ضحيته اكثر من مئة بين جريح وقتيل ، تفجير في النهروان يذبح 50 مواطنا مسكينا ، تفجير في السيدية ضحاياه  48 شخصا ، وهناك متفرقات 7 قتلى في غربي بغداد وعشرة في جنوب بغداد ، ومثلهم في شمال بغداد وأكثر منهم قليلا وسط بغداد ، والأُمم المتحدة تخبرنا بان ضحايا الانفلات الامني والمعركة على قنفات البرلمان وصل الى اكثر من  2000شخص خلال شهر نيسان الماضي فقط !
منذ أيام ونحن نسشهد قفزات بهلوانية من نواب وسياسيين ، وسمعنا وصلات من النواح الكاذب على عفة البرلمان التي انتهكت  ، لكن لم نسمع صوتا واحدا يدافع عن صون حياة العراقيين.
عام 1968 قامت ثورة الطلاب في فرنسا  ضد ديغول الذي  صنع النصر لبلاده  ، لكن صوت الشعب كان أقوى ، ليذهب في النهاية  الرجل الذي أسس الجمهورية الفرنسية الحديثة  ، الى  معتزله في الجنوب يكتب مذكراته بفرنسا اكثر قوة واماناً ، وبسهولة أسقط البريطانيون بطل الحرب العالمية الثانية تشرشل  ، فلا قدسية لأي مسؤول حتى وإن كان بحجم امرأة مثل تاتشر التي أنقذت بريطانيا من الإفلاس  ،لاصوت يعلو في الديمقراطيات الحقيقية  على صوت الشعب ، أما في ديمقراطية حاكم الزاملي فمن حق النا ئب أن يعتصم يوماً ، وفي يوم آخر يحرّض ضد المعتصمين ، وفي يوم ثالث يشتم إيران ،وفي يوم آخر يهدد بقطع لسان كل من يتحدث بالسوء عن طهران !

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 4

  1. د عادل على

    فى الربيع الكريمى كان البعثيون يغتالون الشيوعيين ولا احد يرد بالمثل فاصبح الدم الشيوعى مدا احمرا------والمد الاحمر الحقيقى كان تظاهر مليون مواطن فى مسيرة الواحد من ايار 1959-انا كنت شاهدا وفى شارع الرشيد من الصباح الى صباح اليوم الثانى --نفوس بغداد كان ح

  2. حامد اسماعيل

    الاستاذ الفاضل علي حسين المحترم....كنّا كعراقيين نتصور ان زوال اكبر دكتاتور في العالم وإجرمهم الى وهو الطاغية صدام حسين.ان العراق كدولة وموءسسات وشعب ستعلم ويتعظ ويسير على درب الدول التي حكمها كان شبه بحكم صدام على الدولة العراقية ،لكن مع الاسف ومن الأخير

  3. د عادل على

    فى الربيع الكريمى كان البعثيون يغتالون الشيوعيين ولا احد يرد بالمثل فاصبح الدم الشيوعى مدا احمرا------والمد الاحمر الحقيقى كان تظاهر مليون مواطن فى مسيرة الواحد من ايار 1959-انا كنت شاهدا وفى شارع الرشيد من الصباح الى صباح اليوم الثانى --نفوس بغداد كان ح

  4. حامد اسماعيل

    الاستاذ الفاضل علي حسين المحترم....كنّا كعراقيين نتصور ان زوال اكبر دكتاتور في العالم وإجرمهم الى وهو الطاغية صدام حسين.ان العراق كدولة وموءسسات وشعب ستعلم ويتعظ ويسير على درب الدول التي حكمها كان شبه بحكم صدام على الدولة العراقية ،لكن مع الاسف ومن الأخير

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

وظيفة القرن: مدير أعمال الشهرة والانتشار

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

 علي حسين مرت قبل أيام الذكرى السابعة والعشرين لرحيل شاعر العراق الأكبر محمد مهدي الجواهري، الرمز الوطني الذي أرخ للبلاد وأحداثها فكان هو العراق لساناً ودماً وكياناً.. صاحب يوم الشهيد وآمنت بالحسين وقلبي...
علي حسين

قناديل: عالَمٌ من غير أحزاب

 لطفية الدليمي ما يحصلُ بين الحزبين العتيديْن في الولايات المتحدة مع اقتراب الانتخابات الامريكية 2024 أمرٌ أبعد من فنتازيا جامحة. هل كنّا نتوقّعُ قبل عقدين مثلاً أن يخاطب رئيسٌ أمريكي رئيساً امريكياً سابقاً...
لطفية الدليمي

قناطر: العراقيون لا يتظاهرون!!

طالب عبد العزيز أمرٌ غريبٌ جداً، هو خلو شوارع البلدان العربية كالعراق وسوريا ومصر وليبيا وغيرها من التظاهرات المنددة بما يجري في غزة ولبنان والمنطقة بعامة، من انتهاكات، وتجاوزات، صهيونية وأمريكية، فيما شوارع العالم...
طالب عبد العزيز

تعديل قانون الأحوال الشخصية.. من منظور سيكولوجي

د. قاسم حسين صالح تذكير(في 23 تشرين الثاني 2013 انجز وزير العدل السيد حسن الشمري مشروع قانون الأحوال الشخصية الجعفري الذي جاء امتثالاً لمرجعه السياسي والفقهي السيد اليعقوبي المحترم، مع ان المسؤولية تفرض عليه...
د.قاسم حسين صالح
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram