TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > المجلس الاعلى والشيخ .. ميكافيللي

المجلس الاعلى والشيخ .. ميكافيللي

نشر في: 6 مايو, 2016: 06:15 م

"  لايهم ان كان الحاكم ظالما أم عادلا ، المهم ان هناك حاكما لهذه الأمة " ، هذه الفقرة هي الأخطر في حديث الشيخ جلال الدين الصغير القيادي في المجلس الاسلامي الاعلى  ،  خلال خطبته التي ألقاها قبل أيام ، واعلن فيها ان الخروج على سلطة الحاكم أياً كان شكله ولونه  خطيئة كبرى   
من وجهة نظر الشيخ الصغير ،  فإن الأمة تحتاج الى حاكم أياً كانت نوعيته ، وان الذين يثيرون الاحتجاجات ضده، معظمهم من الذين لايريدون الخير والاستقرار لهذه البلاد.  
لو أن المجلس الاعلى يؤمن بمثل هذه الشعارات ، فلِم التغيير إذن ، ولماذا يريدون منا كل عام ان نحتفل بسقوط نظام صدام ، ولهذا أتمنى ان يشرح لنا  الشيخ جلال الدين ،  ماذا كان يريد من خطبته هذه ، وإلا فان ما قاله ، وما تفعله حكومة العبادي من اجراءات أمنية  " قرقوشية " وقطع للجسور وتحويل  بغداد الى  المعسكر، لايرى المواطن فيها   سوى المدرعات والدبابات وناقلات الجنود والحوائط الاسمنتية ، كل هذا في نهاية الامر يعد انقلابا على التغيير ، الذي تتمتع الطبقة السياسية فقط " بخيراته  "
 للأسف ما كان يقال بالسرّ ، وعلى خجل أصبح يجهر به وبالصوت العالي ما دامت هناك أسلاك شائكة يمكن ان تفصل بين السياسيين وهذا الشعب المغلوب على أمره
وانا استمع لحديث الشيخ جلال الدين الصغير،  تذكرت المرحوم "ميكافيللي" الذي اخبرنا ذات ليلة ان السياسة هي فن الكذب والقدرة على إيهام الناس.
وبمناسبة الحديث عن ميكافيللي فقد احتفلت ايطاليا ومعها العديد من دول أوروبا بمناسبة مرور 500 عام على صدور كتاب الامير  الذي يفتخر   باراك أوباما بامتلاكه نسخة نادرة منه  ، وكذلك يفعل ولي أمر كوريا الشمالية ،  وهو ايضا الكتاب المفضل عند الروسي فلاديمير بوتين، وعلى مدار الخمسمئة عام الماضية ، ظل ميكافيللي  مرادفاً لمعاني الدهاء وغياب المبادئ، وتفضيل الحاكم على الناس ، وهي القاعدة التي سادت عندنا منذ عقود وترسخت أكثر خلال حكم ساسة الطوائف ، فقد غاب  السياسيون الذين يحبون ارضهم، بدليل ان الحكومة سمحت يوم الخميس بانطلاق تظاهرة  تحمل  اعلام الجارة ايران ، وضيقت الخناق بعد يوم واحد  على تظاهرات شباب عراقيين يحملون علم بلادهم   ، للأسف فَقد العبادي ومعه القوى السياسية حاسة الادراك بما يجري من حولهم ،  وأما المعايير الوطنية  فقد غابت من الصورة  .
أزمتنا اليوم ان الدولة ومعها الاحزاب لا تدرك أن التنمية السياسية مهمة مثل التنمية الاقتصادية  والاجتماعية ، وأن مساعدة الشعب على إفراز بدائل  جيدة  فى إطار دولة المواطنة ، هو الضمانة الأكثر نجاحا من كل الحواجز الكونكريتية  ، التي حوّلت بغداد الى مدينة اشباح ..

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 4

  1. محمد سعيد

    ليس غريبا يااخي الكاتب ان قائدا في المجلس الاسلامي الاعلي يبرر كافه خطايا الحكم القائم ويعتبرها امرا محتوما, لان هدفهم السيطره و تولي زمام السلطه في البلاد باعتباره حق شرعي وهدف نبيل سامي مرتجي , بالتالي يحاولون اضفاء المشروعيه لجميع السبل وال

  2. ابو سجاد

    يااستاذ علي ان حكامنا اليوم اغلبهم ان لم نقل جميعهم مؤمنون بالافكار الميكافيلية وكثيرا ما تطرق لها - سيباويه الجعفري- في احاديثه العامة والخاصة وما الصغير وما عمار وما العبادي والمالكي وغيرهم من النكرات الا من تلك المدرسة التي اللهة الحكام واستعبدت العبا

  3. محمد سعيد

    ليس غريبا يااخي الكاتب ان قائدا في المجلس الاسلامي الاعلي يبرر كافه خطايا الحكم القائم ويعتبرها امرا محتوما, لان هدفهم السيطره و تولي زمام السلطه في البلاد باعتباره حق شرعي وهدف نبيل سامي مرتجي , بالتالي يحاولون اضفاء المشروعيه لجميع السبل وال

  4. ابو سجاد

    يااستاذ علي ان حكامنا اليوم اغلبهم ان لم نقل جميعهم مؤمنون بالافكار الميكافيلية وكثيرا ما تطرق لها - سيباويه الجعفري- في احاديثه العامة والخاصة وما الصغير وما عمار وما العبادي والمالكي وغيرهم من النكرات الا من تلك المدرسة التي اللهة الحكام واستعبدت العبا

ملحق منارات

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: صنع في العراق

 علي حسين اخبرنا الشيخ همام حمودي" مشكورا " ان العراقي يعيش حاله من الرفاهيه يلبس أرقى الملابس وعنده نقال ايفون وراتبه جيد جدآ ، فماذا يحتاج بعد كل هذه الرفاهية. وجميل أن تتزامن...
علي حسين

قناطر: في البصرة.. هذا الكعك من ذاك العجين

طالب عبد العزيز كل ما تتعرض له الحياة السياسية من هزات في العراق نتيجة حتمية لعملية خاطئة، لم تبن على وفق برامج وخطط العمل السياسي؛ بمفهومه المتعارف عليه في الدول الديمقراطية، كقواعد وأسس علمية....
طالب عبد العزيز

تشكيل الحكومة العراقية الجديدة.. من يكون رئيس الوزراء؟

إياد العنبر يخبرنا التراث الفكري الإسلامي بأن التنظير للسلطة السياسية يبدأ بسؤال مَن يحكم؟ وليس كيف يحكم؟ ولعلَّ تفسير ذلك يعود لسؤالٍ مأزومٍ في الفقه السياسي الإسلامي، إذ نجد أن مقالات الإسلاميين تبدأ بمناقشة...
اياد العنبر

هل الكاتب مرآةً كاشفة للحقيقة؟

عبد الكريم البليخ لم يكن الكاتب، في جوهره، مجرد ناسخ أو راوٍ، بل كان شاهداً. الشاهد على لحظةٍ تاريخية، على مأساةٍ إنسانية، على حلمٍ جماعي، وعلى جرحٍ فردي. والكاتب الحقيقي، عبر العصور، هو ذاك...
عبد الكريم البليخ
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram