المرأة قادرة على الجمع بين أكثر من ثقافة وعلم في آن واحد ، فهي تدير الحدث والحياة والعلوم والعمل بسهولة وترو وعناية ، وليس بغريب اليوم أن نجد إمرأة تجمع بين هندسة الكهرباء تلك التي تولد طاقة في الأسلاك لتنير حياتنا ، وبين هندسة الشعر تلك التي تمرر إل
المرأة قادرة على الجمع بين أكثر من ثقافة وعلم في آن واحد ، فهي تدير الحدث والحياة والعلوم والعمل بسهولة وترو وعناية ، وليس بغريب اليوم أن نجد إمرأة تجمع بين هندسة الكهرباء تلك التي تولد طاقة في الأسلاك لتنير حياتنا ، وبين هندسة الشعر تلك التي تمرر إلكتروناتاً في أجسادنا لترتجف قلوبنا ..
الشاعرة منى سبع ، تحتفي بتوقيع مجموعتها الشعرية التي تحمل عنوان " تغريدات سنونوة " خلال جلسة شعرية أقامها منتدى نازك الملائكة في الاتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين صباح يوم الأربعاء الماضي على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد .
وبحضور مجموعة من الشعراء والمثقفين العراقيين المحتفين بسبع ، وقعت الشاعرة كتابها ، خلال جلسة إفتتحتها الشاعرة ليلى الخفاجي التي ذكرت " أننا نحتفي اليوم بشاعرة مبدعة ، ليست بضيفتنا بل هي أبنة منتدى نازك الملائكة ."
وأضافت الخفاجي في حديثها عن سبع " هذه الشاعرة ، المرأة ، المهندسة ، جمعت بين هندسة الشعر وهندسة الكهرباء ، ووفقت في تجربتها للاجناس الشعرية ، منها العمودي والمنثور والتفعيلة ، وما يعرف بالصورة الشعرية او الومضة ."
وأكدت الخفاجي أن " الشاعرة حصلت على العديد من شهادات التقدير فيما قدمته من قصائد ومجاميع شعرية ، كما أنها نشرت العديد من القصائد في الصحف ومنذ مرحلة الثانوية ، فالجامعة ، وحتى اليوم ." مُبينة " أنها أصدرت المجموعة الشعرية الاولى بعنوان " الامل الجريح عام 2002 " ، و المجموعة الثانية " عراء الوسائد عام 2012 " ، والأخيرة " تغريدات سنونوة عام 2015 " وهي مازالت مستمرة في عطائها الأدبي ."
وبين الشعر والهندسة تذكر الخفاجي أن الشاعرة منى سبع " حصلت على درجة رئيس مهندسين أقدم ، وأنها كتبت الشعر بعفوية معتمدة على موهبتها بالدرجة الأولى راصدة من خلال قصائدها أحلامها وطموحاتها عبر إيقاعات أنثوية سرية ."
كما اشارت الخفاجي لأسلوب الشاعرة ذاكرة " أن اسلوب سبع شفاف وغارق في الاحلام ، فهي تسير خلف شهريار ولا تسمع إلا صوته ، فرسمت الشاعرة كلماتها بحروف رقراقة ، وفي شعرها لغة شفافة وصوت مسكون بالسخط ."
بينما ذكرت الشاعرة المحتفى بها منى سبع " أحببت الأدب عامة ، والشعر بشكل خاص ، ومنذ الصغر وكنت أحفظ القصائد بسهولة ، وأميل إلى الأدب بإمتياز خاص لشعر والادب ." مؤكدة أن " ميولي الأدبية معززة بميول عائلتي فجميعهم يميلون إلى الادب والثقافة والفنون ، وأنا عززت هذه الطاقة من خلال الكثير من القراءات ."
وتحدثت سبع عن سبب إختيارها لعنوان هذه المجموعة قائلة " لماذا هذا العنوان ؟ جاءت التسمية من خلال تأملي الطويل في هذا الطائر الذي عهدتهُ ذات مره في مدخل دارنا وكان يتمايل طيراناً ويبني عشه بطريقة هندسية متفوقة ورائعة التميز ، حتى نحن البشر عاجزين عن بناء الأعشاش بهذا الشكل ."
وتضيف سبع " أن لهذا الطير جماله الفائق ، إضافة إلى ذكائه ، وحتى في طريقة دفاعه عن نفسه كان مميزاً مثيراً للعجب ، وهذا وحده يجعله جديراً بهذه التسمية التي عملت أنا على تأنيثها ، لميلي الشديد لجنس حواء ."
وفي حديث للسبع عن ما ستقدمه مستقبلاً تذكر أن حلمها القادم " سيكون هدفي الجديد طرح قصيدة طويلة في ديوان واحد قد أتناول خلالها الكثير من الموضوعات ، بإنتقالات مميزة ومختلفة ."
في حين تحدثت الناقدة نادية هناوي عن مجموعة الشاعرة ذاكرة " أن الشاعرة اصدرت هذه المجموعة بصوت الانثى النقي العاشق الثائر ، والذي يحمل بين موجاته الأمل والنضال من أجل اثبات وجودها الأنثوي في الحياة ."
واضافت هناوي قائلة " أن الشاعرة استطاعت أن تتطرق إلى صراعات المرأة جميعها ، كأن يكون صراع عدة نساء في جوانب مختلفة ، أو صراعات عديدة لإمرأة واحدة ، دارت القصائد بحرفية ، واسلوب ادبي رائع دل على عفويتها وذكائها الانثوي ."