أن تسعى لتحقيق طموحاتك الشخصية باقتفاء الخطوات السليمة وتوفر مقومات النجاح في مشروعك فذلك أمر طبيعي تلقى المساندة من الجميع طالما أن النتائج تُسهم في خدمة الشريحة المستفيدة منه، لكن أن تُحدِّد سقفاً زمنياً وتعلنه للملأ ولا تمتلك الأرضية الصالحة لإنجاز المشروع، فهذا يعني محاولة تسويق الوهم الى الجمهور للفت الانتباه ليس إلا وتجريد نفسك من المصداقية أمامهم سواء كنت تدري أم لا تدري، وبالتالي لن تَعُدْ موضع ثقة طالما أن معلومتك ليس لها قيمـة !
إن دوري المحترفين المؤمل إنطلاقه موسم 2018-2019 حسب وعـد رئيس اتحاد الكرة عبدالخالق مسعود في حديثه لـ(المدى) الخميس الماضي يُحمّل المتحدث مسؤولية كبيرة ، فمن الصعب هضم أسباب تحديد موعد بطولة ليس لها وجود في مخيلة رؤساء الأندية أعضاء الاتحاد أنفسهم ولم تطرح للنقاش في الإعلام الرياضي وأغلب المتابعين مُطلعين على شروط إقامة دوري محترفين معترف به من الاتحادين الدولي والآسيوي وفي مقدمتها استقلالية الأندية المشاركة مالياً وإدارياً ومقرات وملاعب من أية تبعات للدولة فكيف وأنديتنا ليست حرة بإنفاق المال وتُسيِّر أعمالها وفق المنح والمخصصات الحكومية ولا يوجد شبرٌ واحدٌ من ملاعبها مملوكاً لفردٍ أو جماعةٍ؟!
من حق مسعود أن يحلمَ، ومن حقه البحث عن مفاتيح أبواب الاحتراف ومن حقه ايضاً أن يتماشى في رؤاه وطروحاته مع ستراتيجيات الاتحادات الفاعلة عربياً وآسيوياً وأقربها الأردن التي تواصل منافسات دوري المناصير للمحترفين في ظل وجود شركات راعية وأندية في طريقها للاستثمار بعدما استوفت معايير الاحتراف للخلاص من المشاركات البائسة في دوري كأس الاتحاد الآسيوي الذي ما زلنا نراوح فيه من دون تطوير!
نعم من حق رئيس الاتحاد أن يُسجِّلَ في عهده قفزة حقيقية تنتشل اللعبة من الهواية الى الاحتراف لكن أن يطلق الوعود بمعزل عن الفعل هذا غير مقبول ويُقوِّض ثقة الهيئة العامة والإعلام والجمهور بسياسة اتحاده ويُقصِّر من عمر ولايته التي تواجه مصاعب كثيرة في الداخل والخارج نأمل تذليلها بالحكمة والتعاون والمصارحة.
وبموازاة إعلان مسعود عن مشروعه الاحترافي اللاواقعي، صدرت تصريحات لا واقعية هي الأخرى تؤكد أن ما تعرَّض له الحكم الدولي مهند قاسم بعد انتهاء مباراة فريق نفط الوسط وضيفه الزوراء لا يستحق التهويل والقلق بعدما تمكن البعض من تطويق الحادث بسلام إثر انفعال أحد إداريي المُضيِّف ( مع أنه حكم اتحادي سابق) وراح يُهاجم قاسم محمّلاً إياه الخسارة المستحقة، ولا ندري ماهية حدود القلق لأصحاب تلك التصريحات، هل ننتظر وقوع الجريمة لا سمح الله ويدفع أحد الحكام ثمن التعصّب والتهوّر لكي نرفع مستوى المخاوف ونُشدِّد في الإجراءات الانضباطية والعقوبات الرادعة ؟
إن محاولة التهجّم ومحاصرة الحكم الخلوق مهند قاسم ممثل العراق المميز في مشاوير التحكيم القارية والدولية تعني إهانة كبيرة للجنة الحكام والكرة في البلد وتهديداً حقيقياَ لمحاولات قادمة في ما تبقى من مباريات تعد الأكثر سخونة في النخبة وتُنذِر بكارثة لن نُسامح الجميع عليها، وإذا كانت صفارة الدوليين ليست بمأمن، ولا يحظون بثقة المتضررين والمستائين لنقرأ السلام على كرة القدم!
متى يفهم أصحاب المصالح الناديوية والمتباكون على هزائمهم بذريعة الدفاع عن القانون أن هيبة اللعبة في أي بلد من هيبة الحكام؟ فلا كرامة لأية إدارة ومدربين ولاعبين إذا ما تعرَّض أيُّ حكمٍ للسوء أمام الجمهور، هو جزء مهم من استقرار الدوري ومصير نجاحكم مرتبط بتأديته واجبه بلا ضغوط او تهديد او إذلال ، متى ما احترمتموه فإنكم محترمون أمام أنظار الجمهور حتى لو كان الأخير حليفكم في أمرِّ الظروفِ وحلوها.
دعوة الى لجنة المسابقات للنظر في المقترح الآتي وسرعة تطبيقه اعتباراً من المباريات المقبلة والعمل به في المواسم اللاحقة، يُفيد بخروج الملاكين الفني واللاعبين الاحتياط والإداريين والمعالجين للفريقين المتباريين عبر مضمار الملعب وليس من داخله عقب انتهاء المباراة وتُطبَّق عقوبات صارمة بحق المخالفين بعد تدوين ذلك من مشرف المباراة.
هذا المقترح يؤمّن حماية الحكم من أي تهجّم وكذلك يُخلي اللاعبين المتواجدين في الساحة أنفسهم بهدوء من دون مشكلة، ولا ننسى دور القناة الناقلة في أداء رسالتها بأمانة بإبقاء الكاميرا توثق مجرى الحدث لتكون شاهدة امام اتحاد اللعبة وتُسهم في تحديد المقصرين ومعاقبتهم لأن قطع المشهد يُعــد تعتيماً مقصوداً وشراكة في الجُرم إذا ما وقـع.
حُلم مسعود والجُرم المشهود
[post-views]
نشر في: 7 مايو, 2016: 03:19 م