يشهد بعد غد الخميس ولادة أحد الصروح الرياضية الكبيرة التي طالما انتظرت جماهيرنا الرياضية رؤيتها وهي تنافس ما لدى دول الجوار من منشآت رياضية كبيرة ويتمثل المنجز بملعب كربلاء الدولي سعة 30 الف متفرج وهو جزء من مدينة الحسين الرياضية التي تضم منشآت رياضية أخرى ملعبين ثانويين ومسبحاً وقاعة مغلقة وفندقاً كبيراً للوفود الزائرة ونُفذ بوساطة شركة تركية كبيرة لها خبرة واسعة في مجال تنفيذ المنشآت الرياضية والعمل برمته لحساب وزارة الشباب والرياضة التي تكلفت بانشاء ملاعب كبيرة في جميع المحافظات لسد الفجوة التي تفصلنا عن العالم في مجال المنشآت الرياضية بمختلف أنواعها وخصصت في عام 2009 ميزانية انفجارية وُصِفت بأنها الأكبر في التاريخ ليس في العراق فقط وربما العالم ايضاً بعشرات المليارات من الدولارات وابتدأت بالمدينة الرياضية في البصرة وملعب الميناء وصولاً الى ملعبي الموصل والرمادي، وأحالت وزارة الشباب في تلك الفترة الملاعب والقاعات والمسابح وغيرها الى شركات أجنبية بفترات تنفيذ بين سنتين أو ثلاث ولكن حدث ما حدث ولم يُكتب سوى لعدد بسيط من الملاعب أن تفتتح من سعة 5 آلاف متفرج أو أكثر بقليل وتوقف العمل بمعظم الملاعب والمنشآت الرياضية ولم تشهد انجازاً تاماً بسبب خروقات مالية من جهة الى مشاكل لوجستية وإدارية ورقابية وتطول القائمة المصحوبة بالتقشف والعجز ويتم إنجاز ملعب البصرة الدولي بشق الأنفس ليس بنسبة كاملة ولكن بدرجة معقولة ومعه اليوم ملعب كربلاء الدولي الذي سيُفتتح في 12 من الشهر الحالي.
الحقيقة إن كان الحديث عن تعطيل العمل بالمنشآت الأخرى له ما يبرره اليوم من حالة تقشف كبرى الى تفاقم الوضع الأمني السيء، فإن التركيز بالقدر المستطاع على ملاعب بعينها والسير بها صعوداً درجة فأخرى بالقدر المتيسر هو الأفضل في الوقت الحالي الذي تنتهجه وزارة الشباب بنجاح ومقاومة كبيرة تصل حدود المستحيل احياناً في تأمين الأموال للعمل، والاتجاه الآخر يتمثل بمفاتحة مجالس المحافظات وعدد من الوزارات الأخرى لتولي إكمال الملاعب مقابل إدارتها واستثمارها لهم ولأنديتهم وهي خطوة تصب بالاتجاه الصحيح حيث سبق أن تمّت مفاتحة وزارتي النفط والنقل لتولي إكمال ملعبي الحبيبية والزوراء على التوالي وبحسب علمي فإن الردود لم تكن ايجابية الى اليوم ، لأن الأزمة المالية تُطال الجميع هذا من جانب ، ومن جانب آخر فإن إكمال المنشآت الرياضية لا يعني ابداً نجاحها في العمل واستمرارها من دون أن تكون لها إدارات متمكنة وربما كانت هذه الفقرة الأهم والأكثر تأثيراً والإدارة هنا تأتي بتعريفات متشعبة منها الإدارة الاستثمارية والتشغيلية والرقابية والخدمية وهي علم قائم بذاته نعاني فيها حالة من الفقر المشهود وهو سر بقاء المنشآت الرياضية متألقة أو ولادتها ميتة.
أخيراً نتمنى صادقين أن تكون هناك حالة جمعية من الإحساس بقيمة هذه الثروات الوطنية والمنجزات الكبيرة على الأرض وأن نعرف كيف نحافظ على موجوداتها وإدارتها مع تمنياتنا أن يكون ملعب كربلاء الدولي أنموذجاً إيجابياً لكل ما أشرنا اليه بانتظار المنجز الآخر في الديوانية قريباً.
ملاعب بلا إدارة
[post-views]
نشر في: 9 مايو, 2016: 09:01 م