دَنَتْ استعدادات وزارة الشباب والرياضة من الساعات الأخيرة قبل بدء فعاليات افتتاح ملعب كربلاء الدولي غداً وسط حضور جماهيري كبير يستحق أن يُفاخر بـ" درّة الفرات الأوسط " كمنشأة رياضية رَأتْ النور برغم الأزمة المالية وانحسار الآمال برفع الحظر الدولي واستمرار عذابات لاعبي المنتخبات الوطنية في الترحال صوب الأراضي البديلة، فالطموح العراقي لن يتوقف وإرادة الرياضيين لن تضعفها الممانعات الدولية بإنصاف كرتهم.
كربلاء تفتح ذراعي المحبة والكرم لأبناء العراق والعرب ليشهدوا واحداً من أهم ملاعب المنطقة التي كثيراً ما حلُم العراقيون بتشييدها في العقود السابقة برغم أكداس مليارات الدنانير والكفاءات الهندسية الراقية والهمّة الشعبية الجبارة لإقامة صروح عملاقة تصلح للخدمة أكثر من نصف قرن مثلما يقف ملعب الشعب الدولي اليوم صامداً منذ عام 1966 متحملاً ظروفاً قاسية تعرَّض خلالها للتشويه بشضايا الحروب ولم يحظَ بالاهتمام الكافي، بل تمَّ ترقيع بعض جوانبه واستبدال أرضيته ، ومع ذلك بقي عنواناً عريضاً لتاريخ كرة القدم ونجومها وأحداثها في العراق.
ليس هناكَ شك بالقدرات التي اطلقتها وزارة الشباب على مستوى الأفراد والمستلزمات لقصّ شريط ملعب كربلاء بعد سنيّ البناء والمتابعة والتجهيز، لاسيما أن محافظة كربلاء تُعد من أبرز المحافظات التي تشهد إقبالاً واسعاً من الجماهير طوال السنة وستكون كرة القدم إحدى مصادر التمويل المهمة بعد تسليم الوزارة المنشأة الى مجلس المحافظة ومنه الى النادي الذي يعاني نقصاً كبيراً من المال لتمشية متطلباته.
صِدقاً ، ستكون فرحة الجماهير عظيمة برؤية الجيل الذهبي الذي توّج كرتنا بأغلى كأس منذ تأسيس اتحاد اللعبة عام 1948، فلقب أمم آسيا عام 2007 يُذكرنا بملحمة إنسانية – رياضية أجبرت العراقيين الزحف " بهَوَسٍ" الى ساحات الاحتفال العامة معانقين بعضهم البعض برغم أن الدماء كانت تسيل تحت أقدامهم بفعل الاحتقان الطائفي المقيت آنذاك.
تبقى كرة القدم صديقة أبناء الرافدين وهم لن يتخلَّوا عنها وستعاود غداً جمعهم بوئام على أرض السلام ابتهاجاً بملعب وحدتهم الكبرى ومصيرهم المشترك وتفانيهم الحقيقي من أجل الوطن، ملعب تتجسد في مدرجاته وسقفه بيت أمانِهم وقلب فرحِهم ومأوى انفعالاتهم من أجل نصر العراق وكسب أشواط تحديهم بنقاط تفاؤلهم وتصدرهم قمم المجـد رغماً على خُبثِ الزمن وغـدره!
نشاطر وزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية الوطنية واتحاد كرة القدم وجميع الاتحادات الابتهاج الكبير بافتتاح ملعب كربلاء، ونوصي في الوقت نفسه أن يُراعي مجلس المحافظة ما يتصل بعائدية المنشأة الرياضية من الناحيتين الإدارية والفنية بتسمية ملاكات متخصصة تتولى شؤون مراقبته وإدامة أجهزته للمحافظة عليه من تأثيرات المناخ وعبث المشاكسين، ولا ننسى ضرورة ان تؤول عملية استثمار الملعب بشكل حقيقي الى آلية منظمة ومحترفة وأمينة ليستمر في تأديته الخدمة من دون مشاكل.
ولا يفوت الأخوة المشرفون على احتفالية الافتتاح انها ستكون شاهداً دامغاً بسلامة اللعب في كربلاء مثل أية مدينة اخرى، بدءاً من لحظة دخول الجماهير عبر الأبواب المخصصة واختيار مقاعدهم وتشجيعهم للاعبين مروراً بالاجراءات المطلوبة في ارض الملعب بقيادة مشرف المباراة المُعيّن ، وياحبذا يكون برنامج الحفل مقنناً ولا نرى فعاليات فوضوية تبعث الملل لدى المشاهد، وانتهاءً باستتباب الوضع مع صفّارة الختام، كل ذلك سيكون تحت مرصاد الاتحادين الدولي والآسيوي ويمثل حافزاً لهما لإعادة النظر بملف الحظر، أي أن نجاح كرنفال الافتتاح يوسّع ضيق الرؤية الدولية لكرتنا من الداخل.
بقي الإشارة الى الجهود الإعلامية القيّمة التي بذلها الزملاء في ( قسم الإعلام والاتصال الحكومي) لوزارة الشباب والرياضة في حملة دعم المشروع منذ بدايته حتى إزاحة الستار عنه عبر التنسيق مع الصحافة والتلفاز وتحشيد الطاقات الشبابية لإظهار ملعبنا بالصورة والكلمة الرائعتين ليكون محط فخرنا والأجيال القادمة.
ملعب الوحدة الكبرى
[post-views]
نشر في: 10 مايو, 2016: 04:03 م