TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > ملعب الوحدة الكبرى

ملعب الوحدة الكبرى

نشر في: 10 مايو, 2016: 04:03 م

دَنَتْ استعدادات وزارة الشباب والرياضة من الساعات  الأخيرة قبل بدء فعاليات افتتاح ملعب كربلاء الدولي غداً وسط حضور جماهيري كبير يستحق أن يُفاخر بـ" درّة الفرات الأوسط " كمنشأة رياضية رَأتْ النور برغم الأزمة المالية وانحسار الآمال برفع الحظر الدولي واستمرار عذابات لاعبي المنتخبات الوطنية في الترحال صوب الأراضي البديلة، فالطموح العراقي لن يتوقف وإرادة الرياضيين لن تضعفها الممانعات الدولية بإنصاف كرتهم.
كربلاء تفتح ذراعي المحبة والكرم لأبناء العراق والعرب ليشهدوا واحداً من أهم ملاعب المنطقة التي كثيراً ما حلُم العراقيون بتشييدها في العقود السابقة برغم أكداس مليارات الدنانير والكفاءات الهندسية الراقية والهمّة الشعبية الجبارة لإقامة صروح عملاقة تصلح للخدمة أكثر من نصف قرن مثلما يقف ملعب الشعب الدولي اليوم صامداً منذ عام 1966 متحملاً ظروفاً قاسية تعرَّض خلالها للتشويه بشضايا الحروب ولم يحظَ بالاهتمام الكافي، بل تمَّ ترقيع بعض جوانبه واستبدال أرضيته ، ومع ذلك بقي عنواناً عريضاً لتاريخ كرة القدم ونجومها وأحداثها في العراق.
ليس هناكَ شك بالقدرات التي اطلقتها وزارة الشباب على مستوى الأفراد والمستلزمات لقصّ شريط ملعب كربلاء بعد سنيّ البناء والمتابعة والتجهيز، لاسيما أن محافظة كربلاء تُعد من أبرز المحافظات التي تشهد إقبالاً واسعاً من الجماهير طوال السنة وستكون كرة القدم إحدى مصادر التمويل المهمة بعد تسليم الوزارة المنشأة الى مجلس المحافظة ومنه الى النادي الذي يعاني نقصاً كبيراً من المال لتمشية متطلباته.
صِدقاً ، ستكون فرحة الجماهير عظيمة برؤية الجيل الذهبي الذي توّج كرتنا بأغلى كأس منذ تأسيس اتحاد اللعبة عام 1948، فلقب أمم آسيا عام 2007 يُذكرنا بملحمة إنسانية – رياضية أجبرت العراقيين الزحف " بهَوَسٍ" الى ساحات الاحتفال العامة معانقين بعضهم البعض برغم أن الدماء كانت تسيل تحت أقدامهم بفعل الاحتقان الطائفي المقيت آنذاك.
تبقى كرة القدم صديقة أبناء الرافدين وهم لن يتخلَّوا عنها وستعاود غداً جمعهم بوئام على أرض السلام ابتهاجاً بملعب وحدتهم الكبرى ومصيرهم المشترك وتفانيهم الحقيقي من أجل الوطن، ملعب تتجسد في مدرجاته وسقفه بيت أمانِهم وقلب فرحِهم ومأوى انفعالاتهم من أجل نصر العراق وكسب أشواط تحديهم بنقاط تفاؤلهم وتصدرهم قمم المجـد رغماً على خُبثِ الزمن وغـدره!
نشاطر وزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية الوطنية واتحاد كرة القدم وجميع الاتحادات الابتهاج الكبير بافتتاح ملعب كربلاء، ونوصي في الوقت نفسه أن يُراعي مجلس المحافظة ما يتصل بعائدية المنشأة الرياضية من الناحيتين الإدارية والفنية بتسمية ملاكات متخصصة تتولى شؤون مراقبته وإدامة أجهزته للمحافظة عليه من تأثيرات المناخ وعبث المشاكسين، ولا ننسى ضرورة ان تؤول عملية استثمار الملعب بشكل حقيقي الى آلية منظمة ومحترفة وأمينة ليستمر في تأديته الخدمة من دون مشاكل.
ولا يفوت الأخوة المشرفون على احتفالية الافتتاح انها ستكون شاهداً دامغاً بسلامة اللعب في كربلاء مثل أية مدينة اخرى، بدءاً من لحظة دخول الجماهير عبر الأبواب المخصصة واختيار مقاعدهم وتشجيعهم للاعبين مروراً بالاجراءات المطلوبة في ارض الملعب بقيادة مشرف المباراة المُعيّن ، وياحبذا يكون برنامج الحفل مقنناً ولا نرى فعاليات فوضوية تبعث الملل لدى المشاهد، وانتهاءً باستتباب الوضع مع صفّارة الختام، كل ذلك سيكون تحت مرصاد الاتحادين الدولي والآسيوي ويمثل حافزاً لهما لإعادة النظر بملف الحظر، أي أن نجاح كرنفال الافتتاح يوسّع ضيق الرؤية الدولية لكرتنا من الداخل.
بقي الإشارة الى الجهود الإعلامية القيّمة التي بذلها الزملاء في ( قسم الإعلام والاتصال الحكومي) لوزارة الشباب والرياضة في حملة دعم المشروع منذ بدايته حتى إزاحة الستار عنه عبر التنسيق مع الصحافة والتلفاز وتحشيد الطاقات الشبابية لإظهار ملعبنا بالصورة والكلمة الرائعتين ليكون محط فخرنا والأجيال القادمة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

 علي حسين قالوا في تسويغ الافراج عن بطل " سرقة القرن " نور زهير ، ان الرجل صحى ضميره وسيعيد الاموال التي سرقها في وضح النهار ، واخبرنا القاضي الذي اصدر قرارا بالافراج...
علي حسين

العراق بانتظار العدوان الإسرائيلي: الدروس والعبر

د. فالح الحمــراني إن قضية أمن البلاد ليست ذات أفق عسكري وحسب، وإنما لها مكون سياسي يقوم على تمتين الوحدة الوطنية والسير بالعملية السياسية على أسس صحيحة،يفتقدها العراق اليوم. وفي هذا السياق يضع تلويح...
د. فالح الحمراني

هل هي شبكات رسمية متشابكة أم منظمات خفية فوق الوطنية؟

محمد علي الحيدري يُشير مفهوم "الدولة العميقة" إلى شبكة من النخب السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاستخباراتية التي تعمل خلف الكواليس لتوجيه السياسات العامة وصناعة القرار في الدولة، بغض النظر عن إرادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا. ويُعتقد...
محمد علي الحيدري

الليبرالية والماركسية: بين الفكر والممارسة السياسية

أحمد حسن الليبرالية والماركسية تمثلان منظومتين فكريتين رئيستين شكلتا معالم الفكر السياسي المعاصر، وتُعدّان من الأيديولوجيات التي لا تقتصر على البعد الفلسفي فحسب، بل تنغمس أيضًا في الواقع السياسي، رغم أن العلاقة بينهما وبين...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram