بروح رياضية يحسد عليها ، أعاد الناشط المدني جاسم الحلفي، نشر صورته مرتديا العمامة السوداء على حسابه في شبكة التواصل الاجتماعي، ليبعث برسالة الى جهات سياسية لطالما أبدت قلقها من تنامي حركة الاحتجاج الشعبية ، تتضمن مواصلة تنظيم التظاهرات في ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد ومحافظات اخرى.
زملاء جاسم الحلفي من الناشطين اصحاب الحضور الدائم في التظاهرات الاحتجاجية يتداولون معلومات تفيد بأن ما يعرف بالحشد الالكتروني استهدفهم بحملة تشوية بإيعاز من جهات سياسية متنفذة ، تمتلك منظومة اطلاق الشتائم في محاولة للنيل من خصومها ، والحلفي لم يكن في موقع الخصم لأية جهة سياسية بقدر ايمانه بضرورة تحقيق مطالب شريحة واسعة من العراقيين تعاني الفقر والبطالة ، دفعت ضريبة سوء الأداء الحكومي والسياسي طيلة السنوات الماضية بالمزيد من الضحايا جراء حوادث التفجير .
قبل ايام قليلة من اندلاع تظاهرات شباط عام 2011 تبلورت فكرة تشكيل فريق يرتبط بقادة المطعم التركي المطل على جسر الجمهورية القريب من ساحة التحرير لرصد ابرز الناشطين لملاحقتهم بتهمة الاساءة للرموز الوطنية ، وتنفيذ اجندات خارجية تستهدف النظام السياسي وافشال التجربة الديمقراطية الفتية في العراق . منذ ذلك التاريخ تحول الفريق الى ما يعرف حاليا بالحشد الالكتروني ، ليقدم خدماته لأسياده مقابل الحصول على مرتبات شهرية وامتيازات السفر، ومرافقة الوفود الرسمية المشاركة في مؤتمرات تعقد في عواصم خارجية لتغطية نشاط رئيس الوفد بلحاف سميك نفرين محلي الصنع وبطانيات جلد النمر ، أمام هذه المغريات انضم الى الحشد الالكتروني من يجد في نفسه الكفاءة في استخدام برامج الفوتو شوب وترويج الاكاذيب عبر وكالات الانباء والمواقع الالكترونية ليحتل موقعه في المطعم التركي.
الحشد الالكتروني يتصاعد نشاطه طرديا مع تنامي حركة الاحتجاج ، فحين تكون تظاهرة ساحة التحرير بمشاركة واسعة ، تستعيد منظومات توجيه الشتائم للناشطين حيوتها بحركة دوران سريعة تشغل مواقع التواصل الاجتماعي بصور وتعليقات ، مع نشر وثائق مفبركة ، لتشويه سمعة المتظاهرين ، ينال جاسم الحلفي مع زملائه الحصة الاكبر منها ، لكنهم يتعاملون معها بسخرية ، لأنها من وجهة نظرهم، تمنحهم المزيد من الإصرار على مواصلة التظاهر لكشف مستوى العقل السياسي المسؤول عن ادارة البلاد والعباد .
تصنف الدول في العالم الى متقدمة ونامية وثالثة متخلفة طبقا لانتعاش اقتصادياتها ، وبرامجها التنموية ، في ظل انظمة مستقرة استطاعت دول من الصنف الثالث تحقيق النمو بخطوات متسارعة انتقلت من مراحل الصراع على السلطة الى بناء الدولة ، بتعزيز الديمقراطية واحترام حقوق الانسان ، جاسم الحلفي منذ انضمامه الى فصائل الأنصار لم يكن يسعى للانضمام الى قائمة اصحاب الخدمة الجهادية ، تركها لغيره ، فاختار الشارع ميدانا لمواجهة سراق الديمقراطية ، لعله مع آلاف المحتجين يستطيع ترميم الخراب في الوطن المستباح ، مع ادراكه بأن الحشد الالكتروني سوف يستعين بالبعران لتفريق المتظاهرين بطريقة الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك ، أبشر أيها الحلفي جاءك المدد.
"عمامة" جاسم الحلفي
[post-views]
نشر في: 13 مايو, 2016: 09:01 م