صدر عن دار المدى كتاب (الغزلية الكبرى) للشاعر سليم بركات وبمقدمة للشاعر بول شاول الذي كتب يقول: سليم بركات شاعر على فرادة خاصة، وعلى غير تصنيف، لا بالحديث في سياق ثرثرات الحداثة، ولا بالقديم في سياق استثمار الماضي ولا (لغوي) على طريقة البلاغيين، ولا
صدر عن دار المدى كتاب (الغزلية الكبرى) للشاعر سليم بركات وبمقدمة للشاعر بول شاول الذي كتب يقول: سليم بركات شاعر على فرادة خاصة، وعلى غير تصنيف، لا بالحديث في سياق ثرثرات الحداثة، ولا بالقديم في سياق استثمار الماضي ولا (لغوي) على طريقة البلاغيين، ولا (اسلوبي) على طريقة المنمطين، انه فضاء شعري متحول متسع لاكثر من زمن. ولاكثر من تجريب. قد يقال انه شاعر "اللغة" أو "سوريالي"، أو "شكلي"، او قاموسي... او تهويمي.. ولكن، عكس كل ذلك، لا ينتمي الى احد، ولا الى عمومية، ولا الى مرجعية نهائية مقدسة، فهو اكثر الشعراء بالعربية تحررا من العناوين الباهظة، والنظريات الفادحة، والمدارس المعقمة. هو شعره، هو مدرسته، وتعابيره. وجنونه، يغرف من تراث عرف كيف يدجّنه، ويسوقه، بقوة استشفافه، وعلو موهبته، وتشابك تجاربه وتصادم غرائبه، ووسع ذاكرته التاريخية والاسطورية والميثولوجية، والواقعية. كل شيء يختلط بكل شيء، في كيميائية ايقاعية من اعتمالات المخيلة. من تفجر المخيلة اللغوية، (واللغة مخيلة لا واقعة ولا واقع). بهذا المس السحري المتداخل المتدفق هنا، والمتشظي هناك، والرقراق على نفس طويل، ونبرات اكثر من مسافاتها شاعر الهلوسة الخصبة حاضنة الوساوس، والخيبات، والكوابيس، والقسمات، وعزلات الكائن، ووهنه، وعجزه، وخروجه الابدي... وعوداته الابدية ذلك ان سليم بركات اكثر من حالم. هو صانع أحلام. واكثر من لغوي. هو صانع لغات، واكبر من انماط. فهو حواسه وفي خطابه. فاللغة حواس. والمشاعر حواس. والمخيلة حواس. فسليم بركات، على ترحاله بين الأمكنة والفضاءات والتجارب، هو شاعر الحواس بامتياز. شاعر الجسد: والجسد مخيلة. والموت مخيلة. واللغة مخيلة، والمنافس مخيلة، لكنها على غير تجريد، او تحديد، او توصيف.. انها الحواس الملتهبة.