TOP

جريدة المدى > عام > بعـد تسنُّمِهِ مهامَ رئاسة الاتحاد..ناجح المعموري ندرس ايقاف القبول في عضوية الاتحاد لمدة عام

بعـد تسنُّمِهِ مهامَ رئاسة الاتحاد..ناجح المعموري ندرس ايقاف القبول في عضوية الاتحاد لمدة عام

نشر في: 16 مايو, 2016: 12:01 ص

قوانينُ ونُظمٌ وقواعدُ مضت شهدها الاتحاد العام للأدباء والكُتّاب العراقي ، خلال الفترة الماضية التي كان يرأسها  الكاتب والناقد فاضل ثامر ، ومما لا بدَّ من الإشارة لهُ أن تلك الفترة شهدت الكثير من المصاعب ، والمعوقات التي عمل الأدباء العراقيون عل

قوانينُ ونُظمٌ وقواعدُ مضت شهدها الاتحاد العام للأدباء والكُتّاب العراقي ، خلال الفترة الماضية التي كان يرأسها  الكاتب والناقد فاضل ثامر ، ومما لا بدَّ من الإشارة لهُ أن تلك الفترة شهدت الكثير من المصاعب ، والمعوقات التي عمل الأدباء العراقيون على تجاوزها من خلال دورهم التلاحمي ، ولكن ما زال الأديب والمثقف العراقي يطمحُ لما هو أفضل محاولاً اقتناص حقوقه برُغم كل ما يواجههُ من صراعاتٍ وعثـراتٍ .

فترةٌ جديدةٌ إنبثقت للاتحاد العام للأدباء والكُتّاب العراقي ، منذ بدء أعمال المؤتمر الإنتخابي يوم الجمعة الثاني والعشرين من نيسان الماضي ، وحتى إختيار رئيس المكتب التنفيذي للاتحاد الدكتور ناجح المعموري يوم الثالث عشر من أيار الحالي.  بلهفة  وترقب مستمرين يقف المثقفون وأُدباء العراق آملين أن تزخر هذه الدورة بإنجازات مهمة تفوق التي مضت ، وأسئلةٌ كثيرة تُخلق لدى المتابعين للمشهد الثقافي حول المقترحات الجديدة ، والأُسس والقواعد التي سيتم وضعها من قِبل رئيس الاتحاد العام للأدباء والكُتّاب العراقي الجديد د. ناجح المعموري إضافة إلى تعاون المكتب التنفيذي للاتحاد معه ، ومن أجل الحصول على إجابات عن تلك التساؤلات ، أجرت  " المدى " حواراً خاصاً مع المعموري .
المعموري قبل أن يُجيبَ على تساؤلاتنا أكد أن في البدء لابدَّ من الإشارة إلى " أن الانتخابات تمخضت عن إنتخاب رئيس الاتحاد إضافة إلى هيئة من أعضاء المكتب التنفيذي وهم عدد كبير من الشباب الواعد ." مؤكداً " سأعتمد كثيراً هذه المرة على هؤلاء الشباب لأنهم الجيل الوحيد القادر على دفع عجلة الثقافة العراقية ."
شائعاتٌ ومشاكلٌ كفيلةٌ بإحباط العمل الثقافي ، فبعض هذه الشائعات التي سبقت المؤتمر الانتخابي للإتحاد أدت إلى خلق " فجوة " إن صح التعبير بين الهيئة المركزية لاتحاد الأدباء وهيئة اتحاد أدباء محافظة بابل ، وهنا حاول المعموري توضيح بعض النقاط قائلاً " حاول البعض بث شائعاتٍ عن محاولاتٍ تتمُّ في هيئة اتحاد أدباء بابل من أجل الإنفصال عن الاتحاد العام للأدباء ، ولكن هذه الشائعات غير صحيحة فاتحاد بابل جزء لا يتجزأ من الاتحاد المركزي العام ." مُشيراً إلى أننا " لا نستطيع تجاهل أهمية الدور الاجتماعي والثقافي والسياسي الذي يلعبه أبناء الشبكة الثقافية في اتحاد أدباء بابل ، هذا الاتحاد الذي ولـَّد لنا اسماءً كبيرةً في تاريخ الأدب العراقي أمثال عبد الجبار الماشطة ، وطه باقر ، ومحمد الحلي وغيرهم اسماء كبيرة وكثيرة ."
وعن طموحاته المقبلة يتحدث د. ناجح المعموري قائلاً " في مجال النشاط الثقافي والخطط المستقبلية سنحاول العمل على تطوير بعض الجوانب ، وإعادة صياغة قوانين جديدة لما يصبُّ في مصلحة الثقافة العراقية ، كما سنعمل على دعم منجز الأدباء بشكل أكبر ."
وفي ما يخص طبع الأعمال الأدبية ، يُشير المعموري إلى أفكار جديدة ومحاولات جديدة قائلاً " سنعمل على تشجيع طبع الأعمال الإبداعية المشتركة ، كما أننا نفكر بوضع إقتراح تعطيل " مهرجان الجواهري " لمدة عام ، وذلك لغرض الإفادة من ميزانية هذا المهرجان الكبير في طباعة بعض الأعمال والإنجازات الثقافية الخاصة ببعض الأدباء العراقيين ."
أما عن الجلسات والمهرجانات الثقافية التي كانت تقام في السابق ، وعمّا يطمح له المعموري يذكر " لقد توصلت إلى أن الثقافة العراقية بلا ذاكرة ، ولهذا يتوجب علينا اليوم عمل جلسات استذكارية لشخصيات مهمة تركت أثراً عظيماً في مجال الأدب والثقافة العراقية ." مؤكداً " وجوب عدم الإكتفاء بالاستذكارات ، فيتوجب علينا إعادة قراءة المُنجز والإثر والأعمال التي تركها الأدباءُ والمثقفون السابقون ."
كما يذكر المعموري " لا يجب أن نكتفي بالتقاء أدباءِ المحافظات ، بأدباء المركز من خلال المهرجانات ، والمؤتمرات ، لأن هذه لا تسمح لنا بالإنتباه بشكل جيد وموضوعي لمنجز المثقف الآخر ، أو أعماله ، فيتوجب إقامة جلسات متفرقة وممنهجة ودورية ، لنستضيف بها أدباء المحافظات ، من أجل دراسة منجزهم والإطلاع عليه بشكل أكبر ، ومناقشته من خلال بعض الجلسات ."
أما في ما يخص المؤتمرات والمهرجانات الخارجية ، والإيفادات الخاصة ببعض الأدباء الذين يمثلون العراق في مهرجانات خارجية يؤكد المعموري أنه سيُكلف الجيل الجديد من الشباب بهذه المهمة ، مُعرباً عن ثقته بهذا الجيل وذاكراً " هنالك كثيرٌ من المؤتمرات المحلية والخارجية ، إضافة إلى الفعاليات ، والمهرجانات ، سنعمل على الاهتمام بها ومشاركتها مع أعضاء المجلس المركزي ." مُشيراً " بالنسبة لي سأتواجد بشكل طفيف في المهرجانات الخارجية وسأحاول إرسال بعض الشخصيات الأدبية والثقافية الشبابية الكفوءة بهذا المجال ، لأن علينا منح فرص أكبر للشباب من أجل تحمّل المسؤولية في تمثيل البلـد."
وعن علاقة الاتحاد بالمؤسسات الحكومية بشكل عام وبوزارة الثقافة بشكل خاص يذكر المعموري قائلاً " نحن في حالة تعاون مستمر مع وزارة الثقافة ، رغبةً منا في تحقيق طموحات الأديب العراقي ، ولكن لا يجب أن ننسى أن وزارة الثقافة اليوم محكومة كأية مؤسسة عراقية بوضع الميزانية المتقشفة ، والاقتصاد المتراجع وهذا ما ينعكس بدوره على بقية المؤسسات الثقافية سواء أكانت حكومية أم مستقلة."
ويذكر المعموري أنهم سيعملون على الضغط على المؤسسات الحكومية بشكل مستمر من أجل الحصول على حقوق الأديب العراقي ، ويُضيف " أن التمويل الحقيقي يكمن بتفعيل قانون الدولار عن كل برميل نفط ، وهذا ما سنحاول الضغط عليه في البرلمان العراقي ، من أجل خلق خزينة لدعم الثقافة العراقية ، لأن إيرادات الاتحاد قليلة جداً لا تكاد تكفي للاستمرار."
وأضاف المعموري " أيضاً علينا أن نعمل على توطيد العلاقات بين الحكومات المحلية ، والمراكز والمؤسسات الأدبية المحلية. فمثلاً اتحاد أدباء بابل يُعاني من عدم وجود مقرّ ثابت لهُ وذلك لأن الحكومة المحلية هناك لم توفر له هذا الإمتياز حتى الآن مهمتنا اليوم المحاولة وبشكل جاد من أجل الضغط على الحكومة المحلية والحصول على مقر ثابت للاتحاد ."
العلاقة بين المثقف والمؤسسات الحكومية متوترة بشكل دائم ، بل هي على طرفي نقيض ، ويقف التطرف الديني عائقاً أيضاً بوجه الأعمال الثقافية  ، إلا أن المعموري يطمح بتوعية تلك المؤسسات من أجل إستيعابها للمثقف العراقي بشكل أكبر  ومن أجل فصل الثقافة الدينية عن بقية الثقافات  ، حيث يذكر المعموري " سنعمل من أجل الضغط على استيعاب مؤسسات الدولة، إن الثقافة الدينية لا تمثل ثقافة المجتمع في العراق ، وعليهم  أن يعُوا بأن الثقافة الدينية لم تمت بالثقافة العراقية بشكلها العام لا في الماضي ولا في الحاضر ."
ويعود المعموري في نهاية الحوار ليوضح عدداً من النقاط المهمة ، التي من بينها ما يخص مجلة " الأديب المعاصر " حيث يذكر المعموري " نحن مستمرون بالعمل على تطوير هذه المجلة ، ولن نتهاون في دعمها والعمل عليها ." مؤكداً " وجوب إجراء تغييرات في هيئة التحرير ورئاسة تحرير المجلة معتبراً هذا أمراً روتينياً وطبيعياً ويجب أن يحدث بشكل دوري مع إنتخابات الاتحاد ." مُبيناً أن " الأهم من التغيير هو تطوير المجلة ، والعمل على الإرتقاء بنتاجها وموضوعاتها ."
أما في ما يخص قبول الأدباء الجدد ضمن عضوية الإتحاد ، وشروط هذا القبول فيذكر رئيس الاتحاد " سأعمل بشكل جدي من أجل تغيير قواعد وقوانين قبول الأدباء الجدد في عضوية الاتحاد ، وسأحاول أن يكون القبول متركزاً على نوع المنجز الذي يقدمه الأديب ، ليكون مؤهلاً لقبوله ضمن أدباء العراق ، وأن يكون جديراً بتمثيل العراق ثقافياً ." مؤكداً أنه سيعمل على " إيقاف قبول العضوية بالاتحاد لمدة سنة كاملة من أجل وضع قوانين وشروط قبولٍ جديدة ."
الاتحاد العام للأدباء والكُتّاب العراقي ، يضم أدباء وكُتّاب بغداد وجميع المحافظات ، ولكي نحصل على ثقافة رصينة وأدب حقيقي يتوجب علينا توطيد هذه العلاقة ، لذلك أكد المعموري " سوف نعمل على توطيد العلاقة بين المركز والأطراف ، ولابد أن يفتح المركز أذرعه للمحافظات ويستقطب أُدباءهم وناشطيهم ، من خلال إقامة جلسات خاصة لهم وليست مهرجانات عامة وشاملة ."
ويختتم المعموري حواره برسم أحلامه وأحلام أعضاء الاتحاد آملاً أن تتحقق ، ويذكر " لا نزال كمثقفين وأدباء نأمل أن نحصل على دعم حقيقي وفق ما نستحقه ، من خلال منتديات ومؤسسات حكومية ، كما نرغب بأن ننفصل عن الدولة كمؤسسة دون أن تتخلى المؤسسات الحكومية والمدنية عن دعمنا ."

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

"مُخْتَارَات": <العِمَارَةُ عند "الآخر": تَصْمِيماً وتَعبِيرًاً> "كِينْزُو تَانْغَا"

موسيقى الاحد: "معركة" المغنيات

الذكاء الاصطناعي والتدمير الإبداعي

السينما والأدب.. فضاءات العلاقة والتأثير والتلقي

كلمة في أنطون تشيخوف بمناسبة مرور 165 عاما على ميلاده

مقالات ذات صلة

الصدفة والحظ.. الحظ الوجودي والحظ التكويني في حياتنا
عام

الصدفة والحظ.. الحظ الوجودي والحظ التكويني في حياتنا

ديفيد سبيغنهولتر*ترجمة: لطفية الدليميقريباً من منتصف نهار التاسع عشر من آب (أغسطس) عام 1949، وفي محيط من الضباب الكثيف، عندما كانت طائرة من طراز DC-3 العائدة لشركة الخطوط الجوية البريطانية في طريقها من بلفاست...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram