كنتُ أتمنى لو كان عنوان مقال اليوم " مُشكِل " . وهو تلخيص لكلمة مشكلة التي أسمعها كل يوم من العامل البنغلاديشي مجيب ، وهو يشاهد التلفزيون ولايصدّق أنّ العراقيين يموتون بهذه الأعداد ، فيما نحن نتجادل ، هل سينتصر سليم الجبوري أم النصر محسوم مقدماً لجبهة الإصلاح ؟ فلنتحدث عن المشكل إذن لا نريد أن نضيّع وقتكم .
رغم قتامة الصورة في بلاد الرافدين، إلا ان هناك أشياء تبشّر بالخير وتدعو إلى الفرح والسعادة.
في يوم واحد فقط، تجمعت سحب البهجة في سماء العراق عبر خبر مثير ومدهش زفّه إلينا النائب عباس البياتي ، الذي اخبرنا ان مجلس النواب سيتسامى على جراحه وآلامه وسيمدّد الفصل التشريعي شهراً كاملاً، طبعا لا أحد سيسأل البياتي أين هم اعضاء المجلس ؟ وهل انتهت عالية نصيف من رحلة التسوق في عمان ؟ وما أخبار الويك اند اللندني الخاص بالنائب " المدني " فائق الشيخ علي ؟
وكنت أنوي قبل أن أقرأ معلّقة عباس البياتي أن أكتب عن مذكرات فاتن حمامة التي صدرت مؤخرا ، لكن كيف يمكن أن أفعل ذلك من دون أن أقول للقارئ العزيز عن أي برلمان يتحدثون ورئيسه يُعيّن 12 مستشارا له من المقربين .
كلّما وقعت جريمة في هذه البلاد المستباحة بأعلام دول الجوار ، بحث كل فريق سياسي عما سيجنيه من فوائد فيها. مهرجان خطابي متنوع للحواة مقابل جنازات بلا ملامح . فجأة يكتشف فرسان اتحاد القوى انهم يدافعون عن الاستحقاق السنّي ، و كلما كبرت مأساة الفقراء من الشيعة ، عظم نصر ساستهم ومكاسبهم الدولارية .
في مذكراتها التي كنت انوي ان اخصص لها هذه السطور ، تقول فاتن حمامة عن فيلمها الاول وكانت في عمر التاسعة: اذكر انني كلما تكلمت مع محمد عبد الوهاب يضحك ، وكنت اقول له لايوجد شيء يجعلك تضحك وكان لابد من إعادة المشهد اكثر من مرة ، واتذكر انني ذهبت الى المخرج محمد كريم وقلت له : إيه رأيك غيّر محمد عبد الوهاب ، بممثل آخر فهو دائما يضحك و الشغل " يبوّظ " .
هذا هو مختصر الكلام لايهم ان البلد " يبوّظ " بالمصري او يخرب بالعراقي ما دامت القوى السياسية محافظة على مكاسبها ومناصبها ، وتنشغل بتأمين مقاعد الوزارات لسياسيين أكل الدهر عليهم وشرب ، وما دامت جبهة الاصلاح تبشرنا بأنها قاب قوسين او ادنى من النصر ، وما دام العبادي مصراً على ان " يبوّظ " كلّ شيء ، مع الاعتذار للراحلة فاتن حمامة لانني حشرتها في موضوع لاناقة لها ولا جمل فيه .
مشكلة العبادي إنه " يبوّظ "
[post-views]
نشر في: 15 مايو, 2016: 07:12 م