أقام الملتقى الفلسفي في مدينة كربلاء أمسية للدكتور علي طارق قدم فيها محاضرة عن مفهوم البرادايم وثقافته وأهميته وافتراضاته المسبقة وتأثيره في الواقع الافتراضي والحقيقي في عالم اليوم.المحاضرة التي حملت عنوان( تحولات الأطر الذهنية ( البارادايم) :مدخل فن
أقام الملتقى الفلسفي في مدينة كربلاء أمسية للدكتور علي طارق قدم فيها محاضرة عن مفهوم البرادايم وثقافته وأهميته وافتراضاته المسبقة وتأثيره في الواقع الافتراضي والحقيقي في عالم اليوم.
المحاضرة التي حملت عنوان( تحولات الأطر الذهنية ( البارادايم) :مدخل فنومنولوجي) قدمها رئيس الملتقى الدكتور سليم جوهر قال فيها ان البراديم هو النموذج اﻻرشادي أو المحمول الثقافي او الأطر الذهنية التي تتكون من الإفتراضات المسبقة والنظريات والمفاهيم الحاكمة والتي تحدد الطريقة التي تتعامل بها ما يحيطنا..واضاف ان هذا المصطلح استخدم بشكل أساسي من قبل العالم توماس كوهين في كتابه "بنية الثورات العلمية". فقد وضح في كتابه كيف تتحول النظرية العلمية الى نموذج حاكم بحكم شيوعها ومقبوليتها وما تحققه هذه النظريات من سلطة لمن يتبناها فيتم رفض النظريات التي تعارضها حتى لو كانت اصح منها. لذا ﻻ يمكن مغادرة النموذج العلمي الحاكم دون ثورة علمية. .واشار الى ان التعليم يعاني من نموذج حاكم يتمثل في مركزية الأستاذ وتابعية التلميذ فيعطى التلميذ المعلومات لغرض الحفظ ﻻ الفهم ولغرض الحصول على الشهادة ﻻ من اجل التعلم .مركزية المعلم ﻻ تسمح له بأن يفرق بين مستويات الطلبة ومدى تفاوت مستواهم. مشيرا الى ان النظريات العلمية الحديثة في فلسفة التعليم تعتمد على مركزية الطالب وان الأستاذ هو موجّه ومرشد ومدرب ويجعل الطالب في عمليات تعليم مستمرة وباحث عن المعلومة طوال حياته وﻻ يتعامل معها كوسيلة للنجاح متى ما نجح فقدها ولم يعد بحاجة لها.
المحاضر الدكتور علي طارق قال معرفاً ( البارادايم) من انه كلمة اغريقية مكونة من كلمتين para وتعني بجانب وديغما ( Deigma) وتعني نور،وينير فبالتالي تمثل هذه الكلمة كل مصداق ينور ويظهر الاشياء والاشخاص المعاني والمفاهيم والتصورات الذهنية هي نظارات وعدسات من خلالها نرى الاشياء والاشخاص كمصاديق.. ويوضح :أما بخصوص التداول الاصطلاحي المعنى لهذه المفردة فقد تم استخدامه على يد توماس كون، عالم الفيزياء وتاريخ العلم في كتابه بنية الثورة العلمية (1962) ، الذي اوضح خلاله التحول البارادايمي في فلسفة العلم حيث توسع مفهوم العلم والموضوعية لتشمل العلوم الانسانية التي كانت تابعه وغير مستقله لأنها بحاجة الى السير في قفا المنهج الوضعي الكمي حتى تحصل على موضوعيتها.
بفضل هذا التحول في البارادايم ( النموذج الارشادي) دخل المجتمع العلمي مرحلة ما بعد الحداثة التي تؤمن بوجود قراءات متعددة للواقع والنص والتي لا يمكن اختزالها بتأويل وقراءة واحدة.. ويمضي بقوله ان الانسان عبارة عن إرادة وبارادايم لأنه هو التصورات والتمثلات الذهنية للواقع والاخرين فالإنسان كما وصفه الامام علي (ع ) ينضح بما فيه ، الذي فيه هو هذا البارادايم الذي اشترط الله إرادته في تغير حالتنا الخارجية سواء منها الاجتماعية أو الاقتصادية أو الدينية بتغيير ما في انفسنا اي البارادايم.. ويبين ان جهود كل الفلاسفة وعلماء النفس والاجتماع تنصب في اما صناعة وانتاج باراديمات جديده او نقد وتغيير ما موجود منها عجز عن الاستجابة لما يطرحه العصر من اسئلة .ويوضح الدكتور طارق ان ما يحدث اثناء العلاج النفسي هو عباره تحولات في البارادايم ويسمى بالعلاج الادراكي والسلوكي لأن الانسان عقل متجسد وليس جسدا وعقلا منفصلين.. مبينا ان عقل الانسان الذي يحمل افكاره وتصوراته التي تتجمع كبارادايم هي متجسده في صفحات وجهه وفلتات لسانه ، لذلك المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين ، فمن خلال تجربتنا الاولى مع اي انسان او موقف يجب علينا استخلاص البارادايمم وتجريده وتسميته وهذا الامر يعرف بالتعلم فالتعلم هو نتيجة تأمل وتدبر يؤدي الى اكتشاف المفاهيم الجوهرية ( البارادايم ) وبالتالي اكتشاف المنطق الذي يتحكم بالشخص وهذا يجعلنا على حذر منه.. ويمضي بقوله.. أن سلوكنا النفسي والحركي هو تجسد لهذا البارادايم الذي يعمل كنور ، كمصباح كنظارات كعدسات تظهر من خلاله الاشياء والاشخاص لذلك تجد الرسول (ص) كان يدعو الله ( رب ارني الاشياء كما هي) اي من دون بارادايم شخصي بل من خلالها هي ذاتها فهي تملك معانيها الموضوعية المستقلة عن تلويناتنا الذاتية .
كانت هناك مداخلات عديدة بداها الدكتور حسين السدي بتساؤل: هل يمكن فلسفة الفطرة ؟ ثم تساءل مرة أخرى.. هل تعد الفطرة برادايم وايضا هل الحقائق غير موضوعية وهي دائما نسبية؟
الباحث حسن عبيد عيسى أثنى على المحاضرة التي كانت قد دعمت بمقاطع فيلمية من افلام تعالج البرادايم .. وضاف ان المحاضريعرض تفاصيل هذا الموضوع على شريعتنا السمحاء سواء القرآن الكريم أو السنة النبوية اضافة الى ما قدم من اقوال لأئمة المسلمين وعلمائهم في مختلف الأزمنة....ولفت الى انه كان يريد الا طلاع على تفاصيل البارادايم فضولا وعن امور تخص هوسرل والظاهراتية فقادني احد البحوث الى الانطولوجيا وهنا تعرفت على البارادايم وتفاصيله وعالمه الرحب.
الاديب علي لفته سعيد قال من جهته : البرادايم الذي يعد كونه مجموعة من الافتراضات التي تعنى بالأفكار المسبقة والمفاهيم وظهور الاشياء وكيفية رؤيتها بعين اخرى دون التعميم او الاختصار او الاعتماد على الظاهرياتية وهي تؤدي الى سلوك وطريقة بحث عن سلوك جديد غير جامد في التفكير وانها تعتمد على ثقافة الشعوب فهي تختلف من شعب الى اخر ومن امة مثقفة وواعية الى أمة جاهلة وكذلك هي تعتمد على العقل لا العاطفة والانفتاح لا الانغلاق ولذلك فهي ثابت كسلوك وهي تتبع لثقافة المجتمع.. وأثنى سعيد عل الباحث كونه عدّ الفن احد اهم اوجه البارادايم في التفكير ووضع الحلول والمعالجات امام المواطن الذي لا يرى الاشياء التي يكتشفها الفنان ومنهم الاديب.
الدكتور وليد خالد ذكر ان اهمية البرادايم بالنسبة له هي علاقتها بالتعليم لأننا نعاني كثيرا من طرق التدريس القديمة وعدم ملاءمتها لثقافة العصر والعالم يحاول ان يجعل من هذه الطرق الجدية بدائل لشحن العقل.. وقال : يبدو اننا لا نغادر الطرق القديمة في الوعي والثقافة.
الكاتب فاضل المعموري قال : اننا نريد من هذا المبحث ان يعمم على منظمات المجتمع المدني لأننا نريد ان نصل الى ان المعالجة الفكرية تتطلب حسابات مسبقة لمفهوم ما يراد مناقشته وان يفهم المفهوم الذي يمارسه على انه فكرة وثقافة.
وتساءل الدكتور عدنان المسعودي عن ماهية المعيارية بين البرادايم الخاطئ والصحيح وما هي الانساق الثابتة سواء ماكنت منها دينية أو اجتماعية وهل هي لحظات التحرر وهل هي مختصة بالثورات فقط.