TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > هل يمكن إصلاح دولة فاسدة من دون تطهير القضاء..؟

هل يمكن إصلاح دولة فاسدة من دون تطهير القضاء..؟

نشر في: 16 مايو, 2016: 06:43 م

لم يتنبّه المتظاهرون منذ شباط ٢٠١١ إلى أنّ شعاراتهم حول الإصلاح ظلّت تدور حول نفسها من دون أن يتحقّق واحد منها ، حتى ولو كان يتعلّق بردم بالوعة قتلت آدميّاً بالصدفة. ونقطة ضعف الحركة الاحتجاجيّة منذ بدايتها أنّها لم تحاول مراجعة شعاراتها وتقييم فعالية كلّ منها وتحديد الجهة المسؤولة عن كل شعارٍ ومطلب، ومَنِ  هو المتلكّئ ولماذا ومَنْ يقف وراء تسويف المطالب بشكل عام؟
كما ظلّت الحركة الاحتجاجيّة تدور حول ذات الشعارات والمطالب، ولم تعمد لإعادة النظر في أولويات المطالب، وتحديدها على أساس مفكّات الإصلاح وإمكانية تحقيق أيٍّ من المطالب ومدى ارتباط الأولويّات بمصالح الناس الحيويّة والمُلحّة .
لكنَّ الأهمّ من كلّ ذلك، هو تشخيص المفتاح الرئيسي الذي من دونه يستحيل فكّ شفرة الإصلاح وفتح أبوابه الموصدة .
ومن كبائر ما يعانيه العراق منذ الإطاحة بنظام البعث، إخفاق النظام الجديد في إصلاح القضاء وتطهيره. ولم تحاول  الحركة الاحتجاجيّة المطالِبة بإسقاط قرارٍ برلمانيّ خطير إعادة الاعتبار لعشرات القضاة مِمّن ثبت عليهم بالدليل القاطع التورّط بالفساد والرِّشى وانعدام الثقافة المهنيّة وحسّ العدالة من قبل لجنة شُكّلت لهذا الغرض، وجرى طردهم من الجهاز القضائي استناداً الى تقرير اللجنة المدعم بالوثائق والأسانيد،  واستطاع  النائب السابق بهاء الأعرجي إعادتهم إلى القضاء بقرار برلمانيّ، وكان على مجلس القضاء الأعلى وهو الجهة المعنيّة بتطهير القضاء ، أنْ يتوقّف عند القرار ويسعى لفحصه وحيثيات القرار البرلمانيّ ومدى خدمته لهدف إعلاء شأن السلطة القضائيّة وسويّتها المهنيّة وانسجامها مع هدف تكريس عدالة انتقالية تُسهم في بناء عراق جديد .
الحراك المدنيّ مطالب بفتح هذا الملفّ الخطير، والتأكيد على تشكيل لجنة محايدة نزيهة من خارج المحاصصة الطائفية وامتداداتها في الجهاز القضائيّ، لفحص وتدقيق ملفّات منتسبي القضاء وسِيَرهم الذاتية وسويّتهم المهنيّة وانحيازاتهم الطائفيّة ومدى تبعيّتهم واستقوائهم بمنظّماتٍ أو ميليشيّات مسلّحة خارج الدولة، إذ لا يمكن لقضاءٍ مُنقسم إلى مثل هذه الولاءات أن يكون نزيهاً وعادلاً ومُعتدّاً بسلطته في مواجهة الفساد وضياع العدالة.
إنَّ إصلاح الدولة وتطهير أجهزتها لا سبيل إلى تحقيقه  من دون أنْ يتلازم مع إصلاحٍ فوريٍّ للسلطة القضائيّة ، وربّما يكون التعرّض للقضاء الأولويّة الأُولى لتجفيف مصادر الفساد والإرهاب وضياع العدالة .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

(المدى) تنشر نص قرارات مجلس الوزراء

لغياب البدلاء.. الحكم ينهي مباراة القاسم والكهرباء بعد 17 دقيقة من انطلاقها

العراق يعطل الدوام الرسمي يوم الخميس المقبل

البيئة: العراق يتحرك دولياً لتمويل مشاريع التصحر ومواجهة التغير المناخي

التخطيط: قبول 14 براءة اختراع خلال تشرين الثاني وفق معايير دولية

ملحق منارات

الأكثر قراءة

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

العمود الثامن: صنع في العراق

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

العمود الثامن: المستقبل لا يُبنى بالغرف المغلقة!!

 علي حسين منذ أن اعلنت نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة، والطاولات الشيعية والسنية تعقد وتنفض ليس باعتبارها اجتماعات لوضع تصور للسنوات الاربعة القادمة تغير في واقع المواطن العراقي، وإنما تقام بوصفها اجتماعات مغلقة لتقاسم...
علي حسين

إيران في استراتيجية الأمن القومي الأمريكي الجديدة

د. فالح الحمـــراني تمثل استراتيجية الأمن القومي الأمريكي الجديدة، الصادرة في تشرين الثاني تحولاً جوهرياً عن السياسات السابقة لإدارتي ترامب وبايدن. فخلافاً للتركيز السابق على التنافس بين القوى العظمى، تتخذ الاستراتيجية الجديدة موقفاً أكثر...
د. فالح الحمراني

ماذا وراء الدعوة للشعوب الأوربية بالتأهب للحرب ؟!

د.كاظم المقدادي الحرب فعل عنفي بشري مُدان مهما كانت دوافعها، لأنها تجسد بالدرجة الأولى الخراب، والدمار،والقتل، والأعاقات البدنية، والترمل، والتيتم،والنزوح، وغيرها من الماَسي والفواجع. وتشمل الإدانة البادئ بالحرب والساعي لأدامة أمدها. وهذا ينطبق تماماً...
د. كاظم المقدادي

شرعية غائبة وتوازنات هشة.. قراءة نقدية في المشهد العراقي

محمد حسن الساعدي بعد إكتمال العملية الانتخابية الاخيرة والتي أجريت في الحادي عشر من الشهر الماضي والتي تكللت بمشاركة نوعية فاقت 56% واكتمال إعلان النتائج النهائية لها، بدأت مرحلة جديدة ويمكن القول انها حساسة...
محمد حسن الساعدي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram