اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > هيبة البرلمان = موت الأبرياء

هيبة البرلمان = موت الأبرياء

نشر في: 17 مايو, 2016: 07:12 م

منذ حادثة قنفة البرلمان واختفاء النائبة حنان الفتلاوي عن الأنظار ، اكتشفتُ أنّ ولعي بمتابعة أخبار السياسيين  قد تغيّر . انخفضت قراءتي لتحركات عالية نصيف  ، وقلّت متابعتي  لتصريحات صالح المطلك ،  واستبدلتُ بأخبار محمد  الصيهود كتباً كنتُ أضعها على قائمة الانتظار، وألغيتُ تماماً الإصغاء إلى " رشّاشات " محمود الحسن .
ووسط يوميات القتل والمذابح التي يتعرّض لها الفقراء ممن لم يحظوا بمنطقة خضراء تحميهم ، أيقنتُ جيداً أنّ صراع جبهة الإصلاح الثورية مع سليم الجبوري يمكن أن يؤدي الى تفجير البلد  ، وأن تطبيق الإصلاح الذي نادى به شباب التظاهرات يُهدّد  لعراقيين بحريق كبير ، بلد ينزلق بإرادة وعناد السادة النواب  نحو الخراب، ولا مكان لصوت العقل ولا لكلمة طيبة للذين تهدمت بيوتهم وضاع مستقبلهم ،  لا شيء سوى الوعيد بثورة حتى النصر المؤزر ، الجعفري يخبرنا أننا نواجه إرهاب مئة دولة ، ونسيَ  أو تناسى أننا نواجه معها أيضا صبيانية ونزق سياسيين ومسؤولين يريدون أن ندخل معهم عالم المجهول ،  العبادي يطمئن الساسة ان هناك خير كثير سيتقاسمونه يالتساوي فلم العجلة  ؟ قوى سياسية وأحزاب تقرر حرق البلاد لأنّ الشعب تجرّأ وخرج في تظاهرات تطالب بالإصلاح ، ولأنّ " نفراً ضالّاً " دخل المنطقة الخضراء وأفقدها عذريتها ، كلّ سياسي يبحث عن كذبة جديدة ، بلد بلا برلمان وبلا حكومة فاعلة وبلا قانون  وفية خمسة ملايين نازح ، وأهلة يبحثون عن الأمان خارج مفخخات " العملية السياسية " التي يتحدث أصحابها ضد السلم الوطني وضدّ القانون ، ونراهم كل دقيقة ، ينتظرون إشارة الانطلاق نحو الخراب الأكبر .
ملايين الفقراء يدفعون ضرائب  يومية عن فقرهم  بينما لصوص اليوم  يصنعون الثروات الضخمة ولايجرؤ أحد حتى على سؤالهم من أين لكم هذا؟ ، دائرة النزاهة عندنا إذا ضبطت موظفا صغيرا مرتشيا تسارع بتقديمه للمحاكمة، أما إذا كان المرتشي  مسؤولا كبيرا فإن الأجهزة الرقابية تكتفي بأن تقدم تقريرا بانحرافه إلى مجلس النواب الذي يضع  التقرير في أقرب درج للنسيان..
أينما ولّيتَ وجهك  ستجد ظلما فاحشا، ستجد من يأخذ شيئا لايستحقه وآخرين محرومين من أبسط حقوقهم. أينما نظرت ستجد محسوبية ووساطة ورشاوى  واستثناءات.
مشكلتنا اليوم ليست في  هيبة البرلمان ولا في تحصين المنطقة الخضراء ، مشكلتنا تتلخص في كلمتين: غياب الضمير .
هل سيعرف العراق  فترات استراحة  آمنة، ربما  ، لكن بعد ان نأخذ لقنفة البرلمان حقها  ، وقد تميز الحق بانفجارات يراد منها قتل اخر امل لاستقرار العراق ، حيث يتحول الموت والقتل إلى تجارة لها اسماء وعناوين كثيرة ،  وإلى اللقاء في برامج دموية مقبلة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

وظيفة القرن: مدير أعمال الشهرة والانتشار

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

 علي حسين مرت قبل أيام الذكرى السابعة والعشرين لرحيل شاعر العراق الأكبر محمد مهدي الجواهري، الرمز الوطني الذي أرخ للبلاد وأحداثها فكان هو العراق لساناً ودماً وكياناً.. صاحب يوم الشهيد وآمنت بالحسين وقلبي...
علي حسين

قناديل: عالَمٌ من غير أحزاب

 لطفية الدليمي ما يحصلُ بين الحزبين العتيديْن في الولايات المتحدة مع اقتراب الانتخابات الامريكية 2024 أمرٌ أبعد من فنتازيا جامحة. هل كنّا نتوقّعُ قبل عقدين مثلاً أن يخاطب رئيسٌ أمريكي رئيساً امريكياً سابقاً...
لطفية الدليمي

قناطر: العراقيون لا يتظاهرون!!

طالب عبد العزيز أمرٌ غريبٌ جداً، هو خلو شوارع البلدان العربية كالعراق وسوريا ومصر وليبيا وغيرها من التظاهرات المنددة بما يجري في غزة ولبنان والمنطقة بعامة، من انتهاكات، وتجاوزات، صهيونية وأمريكية، فيما شوارع العالم...
طالب عبد العزيز

تعديل قانون الأحوال الشخصية.. من منظور سيكولوجي

د. قاسم حسين صالح تذكير(في 23 تشرين الثاني 2013 انجز وزير العدل السيد حسن الشمري مشروع قانون الأحوال الشخصية الجعفري الذي جاء امتثالاً لمرجعه السياسي والفقهي السيد اليعقوبي المحترم، مع ان المسؤولية تفرض عليه...
د.قاسم حسين صالح
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram