الكتب ونشرها ومشاكل توزيعها والتسويق لها ، جميعها باتت متراكمة ومركونة قيد الإهمال ، إضافة إلى نوع الكتاب الذي تُصدرهُ دور النشر العراقية متغاضية عن قيمته الثقافية ومراعية في ذلك الجانب التجاري فقط ، كل هذا أدى إلى تراجع الجانب الثقافي العراقي محلياً

الكتب ونشرها ومشاكل توزيعها والتسويق لها ، جميعها باتت متراكمة ومركونة قيد الإهمال ، إضافة إلى نوع الكتاب الذي تُصدرهُ دور النشر العراقية متغاضية عن قيمته الثقافية ومراعية في ذلك الجانب التجاري فقط ، كل هذا أدى إلى تراجع الجانب الثقافي العراقي محلياً وعالمياً ، هذه المعوقات أدت إلى تهديد الجانب الثقافي في العراق ، لهذا توجبت دراسة أسباب هذا التراجع والانحدار ووضع نقاط حل لهذه المشكلات .

ومن أجل تسليط الضوء على هذا الموضوع أقامت الجمعية العراقية لدعم الثقافة ندوة حوارية بعنوان " الكتاب العراقي بين مشكلات النشر ومعضلات التصدير " مساء يوم السبت الفائت على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد العام للكتاب والأدباء العراقيين ، حيث تحدث خلالها عدد من المتخصصين في مجال نشر وتوزيع وتسويق الكتب .

وخلال جلسة أدارها الكاتب والناقد علي الفواز ذكر فيها أن " هذه الجلسة تحاول تسليط الضوء على بعض المخرجات والتصورات الخاصة بمجالات نشر وتوزيع وتصدير الكتب ، حيث نحاول من خلالها الوصول إلى نقاط التفاعل مع الجهات المعنية من أجل الوصول إلى رؤى مشتركة للمشكلات التي يواجهها النشر العراقي ."

في بلدٍ مشبع بالأزمات ، فإن أزمة الثقافة هي أزمة دولة وأزمة الكتب هي أزمة معرفة ، يرى الفواز أن " اليوم الكتاب هو الهم والشجن لدى المثقفين فبات همهم معرفة كيفية العمل مع السياقات والأُطر التي تتفاعل بها الثقافات . " مؤكداً وجوب " إجراء تنسيق بين الجهات الرسمية والمدنية المسؤولة عن مجال توزيع ونشر وتصدير الكتب ."

صناعة الكتب ، وكيفية تسويقها موضوعة مهمة يعدها البعض متعلقة بهوية الشعوب ، حيث يذكر معاون المدير العام لدائرة الشؤون الثقافية السيد قاسم خضير عباس " لما لهذا الموضوع من ملامسة واضحة لهوية الشعوب وعلاقة بتطور الثقافة حيث أن في جميع دول العالم هنالك مؤسسات تاخذ على عاتقها تأسيس الثقافة وترويجها وهذه المؤسسات تسمى مؤسسات ثقافية ، وهذا ما يجب أن يطبق بدوره على العراق ،إلا أن هذه المؤسسات في العراق عاجزه عن أداء دورها بالشكل المطلوب لأنها تفتقر للكثير من الخبرات في مجال الأداء الوظيفي والتقنية ."

في حديث لعباس عن دور النشر ، ذكر أن دار الشؤون الثقافية كانت مؤلفة من ثلاث دور فرعية وهي دار الجاحظ المتخصصة بطباعة ونشر المجلات ودار الرشيد المتخصصة بطباعة ونشر الكتب إضافة إلى دار آفاق عربية إلا أن هذه الدور توحدت فيما بعد وأصبحت تحت مسمى دار الشؤون الثقافية . ويضيف عباس " حاليا دار الشؤون الثقافية هويتها ثقافية انتاجية ، ففي عام 2015 طبعت الدار 50 عنوانا ثقافيا ، بـ 25 الف نسخة بمعنى انه تم تسويق 12 الف نسخة خلال العام المنصرم وهذا ما لا يسد حاجة جزء من مركز العراق ."

ويذكر عباس أن التسويق في هذه الدور هو من تخصص دائرة العلاقات العامة والثقافية في دار الشؤون الثقافية ويعتمد على أدائها الوظيفي ، مُبينا أن تراجع التسويق يعود إلى عدة نقاط منها " ضعف أداء قسم العلاقات في مجال التسويق ، ضعف توطيد العلاقات مع خارج وداخل الوزارة ، إضافة إلى خلل في جانب عقد الفعاليات وإقامة المهرجانات والبحوث وغيرها ."

مُبيناً :"أننا لا نمتلك سياسة تسويق تعكس الجانب الثقافي العراقي لباقي الدور ، كما أننا عاجزون عن التبادل الثقافي مع باقي الدول ."

وفي إلفاته من عباس بخصوص الحلول يذكر " أننا بحاجة إلى تخصيص نسبة محددة من الميزانية السنوية للدولة ، كما نحتاج لإنشاء دار توزيع حكومية تعمل بالتنسيق مع مؤسسات خاصة وتأخذ على عاتقها عمليات النشر والتوزيع والتسويق وتصدير الكتب ، أيضاً يجب الإهتمام بالجانب الاعلامي من اجل تسويق المنتوج ." مؤكداً أن " للجانب السياحي دورا كبيرا ايضاً في هذا المجال ."

الكتاب وسيلة مهمة للمعرفة العلمية والعملية الابداعية الثقافية ، والتواصل الحضاري بين شعوب العالم والامم المختلفة ، وهو أحد وسائل التعريف بمستوى التطور بين الشعوب ومستويات ادبائها وكتابها ، هذا ما يراه الدكتور عبد الوهاب الراضي رئيس اتحاد الناشرين العراقيين ، ذاكراً أن " كل دول العالم اهتمت كل بمستوى ونوع الكتاب ، فمن أجل نشر المعرفة واظهار المستوى الثقافي والعلمي في بلاد الرافين والتي تُعدّ من اهم الحضارات التي افرزت بهذا الجانب الكثير من الرقع الكتبية ، يجب أن نضع حلولا جذرية لموضوعة نشر وتسويق وتصدير الكتب ."

مُضيفاً "أننا إذ ما عرفنا كيفية صناعة الكتاب بكل جوانبه سنكون بذلك حققنا هدفنا العلمي والإعلامي والثقافي ، وسيصل حينها الكتاب إلى مرحلة مهمة خارج وداخل العراق ."