TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الإصلاحُ المستباحُ بِلَيِّ الأذرع والتمكينِ بالقُوّة ..

الإصلاحُ المستباحُ بِلَيِّ الأذرع والتمكينِ بالقُوّة ..

نشر في: 20 مايو, 2016: 08:07 م

حصلَ ما كان يُثير القلق والمخاوف من تطور التجاذب عبر أساليب ليّ الأذرع وفرض الإرادات حول مفهوم الإصلاح وآليات تطبيقه، والموقف المراوغ للسلطة السياسية من مشروع الإصلاح وتخبّطها في طرح صيغ مبهمة لحكومة لم يفهم الناس من مضامينها ودورها ما يستجيب لتطلعها الحقيقي وفهمها للإصلاح. وما أثار المزيد من القلق الانحراف عن السبل الكفيلة بتحقيق المطالب الشعبية التي لم تنقطع منذ سنوات لوضع حدٍّ للانحدار السياسي والاقتصادي والأمني واستشراء الفساد وتفاقم العمليات الإرهابية المميتة ، بدلاً من تحقيق أي تقدمٍ على صعيد تحسين الخدمات والحياة المعيشية والاستقرار الأمني والتضييق على المفسدين.

كان واضحاً لمن يريد أن يفهم، لكي يحول دون تطور التجاذب الى مستوى الصدام بين المتظاهرين والقوات الأمنية، أنّ الاحتقان السياسي والصراع الخفي على السلطة داخل الكتلة البرلمانية الحاكمة "الشيعية" وبين أطرافها يتطلب حسماً باتجاه اتخاذ تدابير عملية عاجلة لوقف التدهور والشروع بخطوات ملموسة تشيع الاطمئنان والثقة في نفوس المواطنين من أنَّ ما تعلنه الحكومة ورئيسها حول حُزم الإصلاح، حقيقي وليس التفافاً وتخديراً وإجهاضاً للإصلاح المطلوب، وأنّ مرور سنة ونصف على تشكيل حكومة العبادي كان كافياً لوضع قاعدة متينة لعملية إصلاحٍ متدرجٍ يفضي الى إشاعة مناخٍ إيجابي بين صفوف المواطنين الذين هدّهم الفساد والتسويف وضعف الإرادة السياسية .

إنّ التلكؤ والتردد وعدم الوضوح في نهج الحكومة، وما قابله من محاولة اعتماد أساليب خارج السياقات الديمقراطية، رغم تشوّهاتها، وفرض إرادة سياسية من طرفٍ واحد، كان من شأنه تصعيد الصراع بين الفرقاء المعنيين بتقاسم السلطة وتخندق كلّ طرفٍ للدفاع عن مواقعه بكل ما في حوزته من وسائل مواجهة بما في ذلك استخدام السلاح. والتنابز بالمفاهيم والوسائل المتناقضة للإصلاح والتغيير لم تغيّب عن وعي المواطنين المطالبين بالإصلاح الحقيقي أنّ ذلك كله ليس سوى ذرّ الرماد ومحاولة لإجهاض ما يُراد من إصلاحٍ حقيقي يتطلع لإنجازه العراقيون الملوّعون بصراعات أصحاب الحول والنفوذ والقوة في حكم البلاد المأسورة.

إنَّ استخدام السلاح بوجه المواطنين خصوصاً إذا كانوا متظاهرين سلميين، ليس دليل قوّة السلطة ولا عافيتها بل انعكاسٌ لضعفها وعجزها عن معالجة الأزمة المتفاقمة التي تشهدها البلاد.

ولم يبقَ أمام فريق السلطة ورئيس حكومتها غير مكاشفة الشعب بما ستطرحه عاجلاً للحلّ لوضع حدٍ لإراقة المزيد من دم العراقيين ووقف معاناتهم، أو الرحيل غير مأسوف عليها..

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram