الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك أول زعيم عربي استخدم البعران لمواجهة التظاهرات الاحتجاجية ، لكنه فشل في الاحتفاظ بمنصبه ، تحقق شعار "الشعب يريد إسقاط النظام "،الاوساط الشعبية العراقية مستاءة من أداء النخب السياسية المشاركة في الحكومات المتعاقبة ، ماعادت تستطيع تحمل رؤية اصحاب وجوه كالحة سيطرت على المشهد السياسي بعد الغزو الاميركي ، لفشلهم في إرساء قواعد دولة المؤسسات ، فثبت بالدليل القاطع عجزهم عن قيادة الستوتة.
الوجوه الكالحة سيطرت على مقدارت البلاد والعباد ، حتى وصل عدد الفقراء في العراق الى 8 ملايين شخص بحسب المستشار الاقتصادي مظهر محمد صالح في لقاء متلفز كاد يذرف الدموع تعبيرا عن اسفه لتراجع المستوى المعيشي لشرائح واسعة من المجتمع ، تضررت جراء تداعيات الازمة المالية وانعكاساتها الخطيرة على الاوضاع الاقتصادية ، مأساة العراقيين بكل فصولها ومشاهدها ، لم تحرك ضمائر كبار المسؤولين والساسة احتفظوا بأقنعتهم للظهور بملامح نضرة لاعتقادهم بانها تسر الناظرين من قواعدهم الشعبية ، مع استمرار عرض المشاهد اليومية للتراجيديا العراقية ، يتجاهل قادة الاحزاب ورؤساء الكتل الرغبة الشعبية في توفير فرص العمل لملايين العاطلين ، صوت الشارع العراقي اليوم تجاوز الاصطفاف المذهبي ، وحد المشاعر والتطلعات نحو دولة مؤسسات تعالج اخطاء السنوات السابقة ، الشعب يريد اصلاح النظام ، يطالب بتوفير الخدمات الاساسية ، وهي حقوق طبيعية ، من يعترض عليها يعطي دليلا واضحا على ارتداء قناع كاذب، الفرصة الوحيدة للتخلي عن الاقنعة واثبات تأييد الاصلاح بالوقوف مع الارادة الشعبية ، مع الابتعاد عن محاولات اثارة حرب جديدة للتغطية على الفشل السياسي طيلة السنوات الماضية ، نداء الى جميع الاطراف المشاركة في الحكومة ، دعوا الشارع العراقي يقول كلمته بتظاهرات سلمية راجعوا مواقفكم السابقة حفاظا على مستقبلكم السياسي .
المنطقة العربية ربما تكون الوحيدة في العالم شهدت اكثر من غيرها حوادث اغتيال شخصيات سياسية وتنفيذ انقلابات عسكرية وعائلية ، المرحلة الجديدة تزيح القديمة بالسلاح والقتل والحكم بالإعدام ، في هذه الاوضاع الساخنة يضطر الحكام والمسؤولون والزعماء السياسيون الى تحصين امنهم الشخصي بأفواج عسكرية ، وارتداء الدروع لتفادي التعرض لرصاصة يطلقها قناص من مكان مرتفع على موكب صاحب الفخامة ، أما المنصة المخصصة لإلقاء خطاب في العيد الوطني فتكون محاطة بزجاج ضد الرصاص ، مع كل هذه التحوطات الامنية ، عزرائيل قادر على خطف أرواح من ورد اسمه في سجلاته سواء كان ذا وجه كالح او يشبه الراحل رشدي أباظة .
ماجرى يوم الجمعة الماضي اثناء قيام اشخاص باقتحام المنطقة الخضراء وسط العاصمة لايمنح للاجهزة الامنية حق استخدام الرصاص الحي لتفريق المتظاهرين ، في كل دول العالم هناك اساليب لمواجهة المحتجين ،للحفاظ على مؤسسات الدولة ، رئيس الوزراء حيدر العبادي بوصفه القائد العام للقوات المسلحة ، يبدو انه استجاب لمطالب الوجوه الكالحة باستخدام القوة لتفريق المتظاهرين ليبعث برسالة واضحة بأن الإصلاح آتٍ وليخسأ الخاسئون .