TOP

جريدة المدى > عام > قصة قصيرة: بائع السكائر

قصة قصيرة: بائع السكائر

نشر في: 23 مايو, 2016: 12:01 ص

تشتم أُمها دائماً.. لا تطيق ذكرها.. على خلاف معها لأتفه الأمور.. لا تقبل بمن يقوم بإصلاح ذات البين.. أُمها تكرهها هي الأخرى ولا تحدثها إلا نادراً.. إذا التقتا معاً في البيت تندلع المشاجرات بينهما..كثيراً ما سافرت إلى مدن أخرى لتقيم بمفردها بعيداً عن

تشتم أُمها دائماً.. لا تطيق ذكرها.. على خلاف معها لأتفه الأمور.. لا تقبل بمن يقوم بإصلاح ذات البين.. أُمها تكرهها هي الأخرى ولا تحدثها إلا نادراً.. إذا التقتا معاً في البيت تندلع المشاجرات بينهما..
كثيراً ما سافرت إلى مدن أخرى لتقيم بمفردها بعيداً عن أمها.. الكثيرون نقموا عليها لسوء خلقها مع والدتها.. تعرضت للتبكيت والتأنيب.. لكنها تردّ أن هذا شأنها ولا ترغب أن يتدخل أحداً فيه.. قيل: أن سبب نقمتها على أمها بقاؤها بلا زواج..
ذات يوم.. جاءتني في زيارة.. سلمتني ورقة فشرعت بقراءتها:
"في إحدى الليالي لم تنتبه الأم المدمنة على التدخين إلى نفاد سكائرها في البيت فأرسلت أبنتها الصغيرة ذات السنوات السّت للبحث عن محل لبيع السكائر..
لم ترفض الصغيرة لخشيتها من العقاب.. خرجت تبحث عن محلٍ.. وجدت واحداً في السوق البعيد نسبياً عن البيت..
كان البائع في حالة مريبة.. يشرب من زجاجة ملونة وينفث الدخان بعيداً... كأنه في عالم آخر.. صوت الصغيرة أعاد إليه وعيه.. نظر إليها.. توسعت حدقتا عينيه.. ارتعبت الطفلة قالت له بخوف: أريد سكائر ؟!
قال لها تعالي.. أدخلي وخذي السكائر.. دخلت الصغيرة .. هجم عليها كالوحش الكاسر...
لم تعِ ما يحدث.
رجعت للبيت بالسكائر وببقعة حمراء على ملابسها.. استقبلتها الأُم بالسؤال: وجدتِ سكائر؟!
أومأت الصغيرة برأسها، وهي ترتجف، أخذت الأم السكائر وانصرفت.. بقيت الطفلة تنظر وتنتظر من يسألها أو ينتبه لحالها.. عاشت أياماً طريحة الفراش دون أدنى سؤال من الأم..
مرّت الأيام والسنون وصورة الأُم في تلك اللحظات هي الماثلة في ذهنها وليس ذلك الرجل".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

"مُخْتَارَات": <العِمَارَةُ عند "الآخر": تَصْمِيماً وتَعبِيرًاً> "كِينْزُو تَانْغَا"

موسيقى الاحد: "معركة" المغنيات

الذكاء الاصطناعي والتدمير الإبداعي

السينما والأدب.. فضاءات العلاقة والتأثير والتلقي

كلمة في أنطون تشيخوف بمناسبة مرور 165 عاما على ميلاده

مقالات ذات صلة

الصدفة والحظ.. الحظ الوجودي والحظ التكويني في حياتنا
عام

الصدفة والحظ.. الحظ الوجودي والحظ التكويني في حياتنا

ديفيد سبيغنهولتر*ترجمة: لطفية الدليميقريباً من منتصف نهار التاسع عشر من آب (أغسطس) عام 1949، وفي محيط من الضباب الكثيف، عندما كانت طائرة من طراز DC-3 العائدة لشركة الخطوط الجوية البريطانية في طريقها من بلفاست...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram