TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > تحت خط الفقر

تحت خط الفقر

نشر في: 22 مايو, 2016: 09:01 م

( لو كان الفقرُ رجلاً لقتلته) قول يُنسب لأمير المؤمنين علي بن آبي طالب. فما هو ذاك الغول الذي يدفع الإمام ليجهز بسيفه عليه؟
………
الفقرُ في اللغة هو ما يكسر به فقار الظهر — وعلى هذا — فالفقير هو المكسور الظهر، وما أكثر مكسوري الظهر في عراق اليوم؟
الفقرُ أنواع: منه المادي ومنه المعنوي، منه ما هو تحت الخط المرئي، منه ما هو فوق الخط، ومنه ما هو بمسار الخط غير المنظور!
الفقيرُ هو الذي لا يملك قوت يومه له او لعياله. الفقيرُ هو العاطل عن العمل برغم قدرته وكفاءته، الفقيرُ هو الذي سُدَّت بوجهه ابواب الرزق برغم سعيه وطول لهاثه.
……
يمكن تعريف الدول الفقيرة، بانها تلك الشحيحة الموارد البشرية والطبيعية، تلك التي تعاني من مستويات منخفضة في التعليم والتوظيف والرعاية الصحية. تلك التي تشح او تنعدم فيها المياه النقية الصالحة للشرب او الإستخدام البشري، وتعجز عن توفير الغذاء الصحي، و… و..…..
الفقر في قواميس المنظمات الدولية: الحرمان من الحياة الرضية:: الأمن المعيشي، الأمان الوظيفي، الغذاء الصحي،  الانتزاع القسري من التعليم والعمل. الافتقار لوسائل العلاج ونقص الدواء وشحة الكادر الطبي المتخصص، نقص او إنعدام الحريات الأساسية: السياسية والمدنية و،،،عدم القدرة على إسماع الصوت الضاج بالشكوى او الإحتجاج او الاعتراض.
………
الفقرُ المتعاظمُ في العراق وأعدادُ الفقراء، لم يعد سراً يمكن التستر عليه، — تفضحه أعداد النازحين والمهجرين التائهين في البراري والعشوائيات، رجال تركوا أعمالهم ووظائفهم، النساء تركن البيوت، الطلاب عافوا مقاعد الدراسة وسلكوا تقاطعات الطرق يبيعون العلكة وقناني الماء ومحارم الورق، وربما أشياء أخرى!
الفقرُ والبطالة عوامل معوِّقة للتنمية، كيف نرتجي تنمية ونسبة الفقر والعطالة تجاوزت نسبة  الثمانية والثلاثين بالماية ( 38 %) في بلد يُقدّر عدد نفوسه بـ— إثنين وثلاثين مليون نسمة؟ وثروته النفطية التي تشكّل أكثر من 95 % من صادراته الحالية مسلوبة منهوبة!
بعد إنكفآء الصناعة وضمور الزراعة وتقلص الثروة الحيوانية

والآن.هل يكفي التفجع والتوجع والتسلي بعرض الحال؟ لالابدَّ من عمل ناجز، نزيه، لوجه الوطن الوضاء،لا لإرضاء كتلة او كيان او مسمى، فمتى، وكيف؟ وعلى يـد مَن؟
هذا هو السؤال العويص، العصيّ على الإجابة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram