TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الاحتراف حلقة مفقودة

الاحتراف حلقة مفقودة

نشر في: 23 مايو, 2016: 09:01 م

مع اختتام دوري النخبة الكروي وتتويج فريق الزوراء باللقب لم تكن الصورة مقنعة أبداً عن التوقعات والنتائج للفرق الثمانية التي بلغت المراكز المتقدمة ، فقد عزز اثنان او ثلاثة من الاندية مكانتهم التي يستحقونها بالمقابل انهارت الاندية الأخرى بطريقة تبعث على الأسى !
السؤال الأكثر تداولاً اليوم حول الانهيار أو الظهور بمستويات غير مقنعة لأندية الشرطة والجوية وبغداد والميناء والنفط والطلبة ايضاً الى حدود بعيدة يبحث عن تبريرات وإجابات لهذا التواضع في الأداء، ويجتهد المحللون على صدر الفضائيات في الاجابة او التعليل الذي كان في الغالب موضوعي تناول تغيير المدربين والاضطرابات الادارية والمشاكل الكبيرة التي تخص التقشف والبُنى التحتية وطريقة تصرف الاتحاد المركزي في ايقاف المنافسات واستدعاء اللاعبين الى المنتخبات الوطنية لكن الأكثر تركيزاً كان ينصب حول احتراف الأندية في التعامل مع البطولات الكبيرة أو التأثير الضعيف للاعب المحترف الأجنبي في الدوري العراقي الذي يفترض أن يكون هو شخصياً نقلة نوعية لفريقه اضافة كبرى لهم في المباريات الحساسة لكن الواقع شيء والمطلوب شيء آخر حيث لم يظهر المحترف الأجنبي في العراق بالمستوى المقبول، بل إن البعض منهم كان وبالاً على فريقه ولم يحمل أية إضافة بما يعكس سوء الاختيار وعشوائية التصرّف في المتابعة للأفضل كون الاحتراف ليس مجرد عملية استيراد للاعب جاهز بمواصفات مقبولة على أقل تقدير، بل هو فلسفة وفكر تدريبي محترف باستخدام الموجودات داخل الملعب والتحكّم بها في الأوقات الضرورية مع معرفة دقيقة بما يملكه اللاعب المحترف كيما يتم الاستفادة منه بما يوازي الانفاق الهائل لاستقدامه وتوفير الأجواء المناسبة لتواجده وهو ما لم يحصل لدينا بالمرّة وكانت العملية الخاصة باحتراف اللاعبين حسابية بالمجمل تخص الأندية وحجم الانفاق وتوفير ما يمكن توفيره وإن كان على حساب النادي وسمعته.
يذكّرني الحديث عن المحترفين بلقاء سابق مع أحد رؤساء الأندية وكان يومها يروم إبرام عقود مع لاعبين أفارقة لم يطلع على سيرهم جيداً وأكتفى بالتزكية من أحد الصيادين المختص بمتابعة الأفارقة من القاهرة فقد وصفهم الرجل بدقة متناهية وحسب قناعته بأنهم من لاعبي ( البالات ) حسب المصطلح الدارج للملابس القديمة المستعملة أي أنه يعلم يقيناً انهم مستهلكون الى الحد الأخير ولكنه يبرر التعاقد معهم ويصفه بالمجدي لأن العقد مع ثلاثة لاعبين من الأفارقة يساوي مبلغ التعاقد مع لاعب عراقي واحد وهنا تسكن العبرات واعتقد ان المثل يعطينا تصوراً كافياً عن آلية التفكير ويدعونا لأن نتوجه الى اتحاد الكرة بوضع ضوابط احتراف إن لم يتمكن من صياغة قانون خاص به تضمن عدم الاعتماد على اللاعبين غير المؤهلين ومن تقادم بهم العمر والمصابين والتركيز في العمل الاحترافي على النوعية وليس الكمية فالاحتراف يخص أيضاً سمعة الكرة العراقية بصورة عامة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

كيف يمكننا الاستفادة من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟

العمودالثامن: أين اختفوا؟

العمودالثامن: متى يعتذر العراقيون لنور زهير؟

العمودالثامن: لماذا يكرهون السعادة؟

العمودالثامن: حين يقول لنا نور زهير "خلوها بيناتنه"!!

العمودالثامن: نظرية "كل من هب ودب"

 علي حسين يريد تحالف "قوى الدولة " أن يبدأ مرحلة جديدة في خدمة الوطن والمواطنين مثلما أخبرنا بيانه الأخير الذي قال فيه إن أعضاء التحالف طالبوا بضرورة تشريع تعديلات قانون الأحوال الشخصية، التي...
علي حسين

قناديل: انت ما تفهم سياسة..!!

 لطفية الدليمي كلُّ من عشق الحضارة الرافدينية بكلّ تلاوينها الرائعة لا بدّ أن يتذكّر كتاباً نشرته (دار الرشيد) العراقية أوائل ثمانينيات القرن الماضي. عنوان الكتاب (الفكر السياسي في العراق القديم)، وهو في الاصل...
لطفية الدليمي

قناطر: كنتُ في بغدادَ ولم أكنِ

طالب عبدالعزيز هل أقول بأنَّ بغداد مدينةٌ طاردةً لزائرها؟ كأني بها كذلك اليوم! فالمدينة التي كنتُ أقصدها عاشقاً، متلهفاً لرؤيتها لم تعد، ولا أتبع الاخيلة والاوهام التي كنتُ أحملها عنها، لكنَّ المنعطفَ الخطير والمتغيرَ...
طالب عبد العزيز

الزواج رابطة عقدية تنشأ من دون وسيط كهنوتي

هادي عزيز علي يقول الدكتور جواد علي في مفصله لتاريخ العرب قبل الاسلام ان الزواج قبل الاسلام قائم على: (الخطبة والمهر وعلى الايجاب والقبول وهو زواج منظم رتب الحياة العائلية وعين واجبات الوالدين والبنوة...
هادي عزيز علي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram