TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > مأزق البرلمان أم حَرَج العبادي وحيرته ؟

مأزق البرلمان أم حَرَج العبادي وحيرته ؟

نشر في: 23 مايو, 2016: 06:25 م

تنشغل الرئاسات الثلاث منذ اقتحام البرلمان و"تلويث قنفة " رئيس مجلس النواب بالتحرّك على الكتل البرلمانية ورئاساتها لدعوة البرلمانيين إلى حضور اجتماع المجلس المنتظر. وإذا اعتبرنا أنّ رئيس الجمهورية لا ينال بياناته ومناشداته ونشاطاته البروتوكولية نصيبٌ من العرقلة، فإن رئيس البرلمان هو جزء من المشكلة،  يظلّ مُعلّقاً بين قرار"الحلّ" وتأكيد الشرعية من المحكمة الاتحادية يوم غدٍ، الأربعاء، لكنّ العبادي يعاني، بالاضافة إلى معاناة الرئيسين الآخرين، من حيرة ومن مأزقٍ دستوري هو من خلقهما لنفسه الأمّارة بـ"الإصلاح الملتوي" ولحكومته منتهية الولاية، ولكابينته الوزارية المستقلة التكنوقراطية التي طال مخاضها. ولو توقف الأمر عند هذه الحدود من معاناة الرئاسات الثلاث لما اكتسب الوضع الناشئ عنها أهمية تُذكر، فالأمر سيّان عند العراقيين بعد ما حصدوه من الخيبات مع ولاية العبادي. لم يذقِ العراقيون طعم "معجون المحبّة" ولا ثمار حِزَم الإصلاح أو ميثاق الشرف، فقد تبدّدت كلها في غمرة غضب الشارع وفقدان توازن السلطة، بإظهارها الحِزَم في غير مكانها ولا أوانها ، بدلاً من "سحب بساط الغضب" من تحت أقدام المتظاهرين عبرالاستجابة لمطالبهم الملحّة، بإيقاف مسلسل التفجيرات الانتحارية ونزيف الدم الطاهر البريء، وإعلان حِزَمٍ عاجلة لتأمين صيفٍ رحيمٍ وسلّة غذاءٍ مأمون وماءٍ صالحٍ للشرب..
ويتوهّم مَن يعتقد أنّ المتظاهرين الذين اقتحموا خطأً للمرة الثانية "ستار الفضائح" الرخوة المُسمّاة بـ "الخضراء المغبرّة" يُولونَ كبير اهتمامٍ بكابينة العبادي التكنوقراطية المُهلهَلة، إذ يرفعون شعارها في تظاهراتهم لاعتقادٍ منهم إنها سبيلٌ لنيل رضا العبادي وشركائه  الطامحين لتشكيل حكومته  على وفق معايير خبراء اصطفاهم لما يُفترض أنه تحقيق  لمطالب المتظاهرين.
المأزق الحقيقي يتمثل في أنّ العبادي والطبقة السياسية لا يريدان أن يعرفا ما يطالب به الشعب، أو أنهما يعرفانِ ويُحرّفان ما صار مطلباً يومياً للناس، يرافقهم كظلّهم طوال كدحهم اليومي المَهدَّد بالبطالة والعجز عن تأمين خبز أسرهم، والخوف من عدم عودتهم بها آمنين قبل أن يغتالهم موت "السونارات الغبيّة" ومصائد الإرهاب المُنفلت.
المأزق الحقيقي يتمثل في أنّ العبادي لا يعرف أننا نعرف أنَّ إمرار المطالب المشروعة السالفة، لا يحتاج إلى انعقاد البرلمان، وليس من قوّةٍ قادرةٍ على معارضتها إذا ما ضمَّنها حزمةً عاجلةً يُداري بها نشيج المتظاهرين وغضبهم. وعليه أنْ يعرف أن التظاهرات لن تتوقّف قبل أن تنتزع منه ما تُريد ..
فهلْ سيعرِفُ، ويتوكّل؟!   

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram