TOP

جريدة المدى > عام > وجهة نظر: نحب الروايات الأجنبية أكثر

وجهة نظر: نحب الروايات الأجنبية أكثر

نشر في: 25 مايو, 2016: 12:01 ص

من النادر أن تقع بين أيدينا رواية اجنبية سواء أكانت مترجمة أو بلغتها الاصلية دون ان تستهوينا وتشدنا حتى لو كانت صعبة ومعقدة وبالمقابل من النادر جدا أن تجذبنا رواية عراقية وتجعلنا نمضي مع كاتبها في القراءة الى الصفحة الاخيرة.من السذاجة بمكان وضع مقارن

من النادر أن تقع بين أيدينا رواية اجنبية سواء أكانت مترجمة أو بلغتها الاصلية دون ان تستهوينا وتشدنا حتى لو كانت صعبة ومعقدة وبالمقابل من النادر جدا أن تجذبنا رواية عراقية وتجعلنا نمضي مع كاتبها في القراءة الى الصفحة الاخيرة.
من السذاجة بمكان وضع مقارنة بين الفن الروائي الغربي بغزارته وجودته وبين الرواية العراقية بكل تاريخها القريب والبعيد فاغلب ما يطلق عليه الان تسمية ما بعد التغيير لا تتوفر فيه المغايرة بل هو اقل جودة من روايات كتبت قبل عقود لكتّاب من امثال فؤاد التكرلي وغائب طعمة فرمان وعبد الرحمن مجيد الربيعي فاغلب الروايات الجديدة ماعدا بعض التجارب المميزة وقعت في السطحية والتعقيد والدموية التي تطالعنا يوميا هنا وهناك بل ان معظم هذه الروايات يصعب التفاعل معها والوصول بقراءتها الى فصلين او ثلاثة.
من المعروف ان فن الرواية هو فن يصنع المتعة والمعرفة ويحتوي على جماليات كثيرة كما ان متعة القراءة تتحدد بحسب قوة اسلوب الكاتب وسعة خياله وتعددية عوالمه واذا ما وضعنا الرواية العراقية في هذا الميزان فسنجد ان الكاتب المحلي فشل في اضافة اي شيء لما نعرفه عن حياتنا وتجربتنا تحت ظل الاحتلال والارهاب بل نجده يخطئ في كثير من الاشياء ويحاول من خلال روايته اثبات وطنيته وتفانيه في معارضة الديكتاتورية وهذا ما يضعف العمل ويجعله غير مستساغ ويخلو من المتعة والجمال.
ان اغلب الروايات العراقية تفتقر الى العمق ، والروائي لا يختلف بشيء عن المحللين السياسيين الجدد الذين يظهرون في التلفزيون ويعطونا كما هائلا من الكلمات لكن بلا معنى. وهنا من حقنا ان نتساءل مثلا لماذا لاتوجد لدينا رواية تشبه "ليلة لشبونة" لايريك ماريا ريمارك ونحن الذين عشنا لأكثر من ثلاثة عقود ننتقل من حرب الى اخرى بلا اي فاصل استراحة؟
ان من اهم اسباب التردي في الرواية العراقية هي سهولة النشر وسهولة الادعاء بالتفرد فغياب النقد الادبي سمح بظهور كتابات اخوانية تمجد بهذا وذاك كما ان مؤسساتنا الثقافية تعقد الكثير من الندوات بعد يوم واحد من صدور الرواية ونراها تمجد وتشيد بهذه الاعمال الروائية مع العلم ان لا احد امتلك الوقت لقراءتها أو رؤيتها حتى.
سكوت النقد العراقي هو جزء من التراجع الذي نشهده في القيمة الادبية وهذا معناه ان دور النشر المحلية الجديدة التي يزدحم بها شارع المتنبي اوجدت لنا كما هائلا من الروائيين والنقاد الفاشلين الامر الذي جعلنا نرى بوضوح هذا التراجع في القيمة والمستوى وبالتالي عزوف القارئ عن هكذا انتاج لا تتوفر فيه الشروط الصحيحة.
نحن نقرأ بنهم الروايات الاجنبية لأنها جيدة وغنية العوالم وسلسة وتدل على الجودة وبالمقابل على الذين دخلوا مجال الرواية من باب التحقيقات الصحفية التريث قليلا والانتباه الى الجوانب الفنية مع التفكير بالقارئ الذي ينفر منهم ويذهب لقراءة رواية مترجمة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

"مُخْتَارَات": <العِمَارَةُ عند "الآخر": تَصْمِيماً وتَعبِيرًاً> "كِينْزُو تَانْغَا"

الذكاء الاصطناعي والتدمير الإبداعي

موسيقى الاحد: "معركة" المغنيات

السينما والأدب.. فضاءات العلاقة والتأثير والتلقي

كلمة في أنطون تشيخوف بمناسبة مرور 165 عاما على ميلاده

مقالات ذات صلة

الصدفة والحظ.. الحظ الوجودي والحظ التكويني في حياتنا
عام

الصدفة والحظ.. الحظ الوجودي والحظ التكويني في حياتنا

ديفيد سبيغنهولتر*ترجمة: لطفية الدليميقريباً من منتصف نهار التاسع عشر من آب (أغسطس) عام 1949، وفي محيط من الضباب الكثيف، عندما كانت طائرة من طراز DC-3 العائدة لشركة الخطوط الجوية البريطانية في طريقها من بلفاست...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram