الناشطون في العاصمة بغداد يتداولون معلومات تفيد ، بان الاجهزة الامنية ومنذ اقتحام المنطقة الخضراء يوم الجمعة الماضي ، اعتقلت 90 شخصا من اتباع التيار الصدري، معظمهم من شباب مدينة الصدر بعضهم مصاب جراء تعرضه لإطلاق نار ، على الرغم من نفي الحكومة استخدام الرصاص الحي في تفريق المتظاهرين .
في اجتماع لجنة الامن والدفاع النيابية الاخير مع القادة العسكريين طالب رئيس اللجنة النائب عن كتلة الاحرار حاكم الزاملي بإطلاق سراح المعتقلين ، مع تعويض اسر ضحايا الحادث ، وتزامنا مع عقد الاجتماع للتوصل الى تفاهمات بين الطرفين ، انتشرت في احياء متفرقة من العاصمة نقاط تفتيش للبحث عمّن ورد في قائمة اعدتها الاجهزة الاستخبارية تضم 40 ناشطا من المشاركين في التظاهرات الاحتجاجية منذ تموز الماضي .
حملة الاعتقالات لم تصل بعد الى صفحتها الاخيرة، ربما تنتهي حين يصل صاحب القرار الى قناعة ، بانه استطاع ان يقص اجنحة جميع الناشطين، ليواصل طريق الاصلاح بوجود برلمان معطل وكتل نيابية تركز نشاطها السياسي على إصدار بيانات استنكار حادث الاقتحام ، متجاهلة اسباب انتفاضة المهمشين من متن الزمن الديمقراطي ابرز مظاهره القضاء على ما تبقى من مظاهر الدولة بعد الغزو الاميركي ، وسوء الاداء الحكومي ، وغياب برامج التنمية طيلة السنوات الماضية ، نتيجة ذلك توسع الهامش العراقي ، فضم العاطلين عن العمل اغلبهم حملة شهادات جامعية ، إلغاء نشاط القطاع الخاص ، ملايين الايتام والارامل جراء اعمال العنف وتصاعد نشاط الجماعات الارهابية ، كل هذه العوامل جعلت المهمشين يحتلون مساحة كبيرة من الواقع الاجتماعي .
التظاهرات هي الخيار الوحيد المتاح لإيقاظ ضمائر الطبقة السياسية لغرض تصحيح معادلة مضطربة بإجراءات سياسية واقتصادية تدعمها تشريعات تلبي مطالب شريحة واسعة من المجتمع ، انتهى بها المطاف ان تكون في ذيل قائمة اهتمام المسؤولين والقادة السياسيين متصدري المشهد العراقي .
في الحكايات الشعبية هناك قصة بطلها ملك سأل كاتم أسراره كيف يلفت انتباه شعبه فنصحه الاخير بارتداء القبقاب ثم التجوال في ازقة المدينة في ساعة متأخرة من الليل ، لتنتبه الرعية لمصدر الصوت فتخرج من خرائبها لاستقباله بالاهازيج والادعية ، مع تمنيات بالنصر المؤزر على الاعداء ، والعمر المديد حتى تتويج ولي العهد، استجاب صاحب الجلالة لنصيحة كاتم أسراره ، لكنه خلال ليلتين لخوض التجربة لم يشاهد سوى الكلاب السائبة تطارد موكبه من رجال البلاط والحاشية ، فأجبرهم في الليلة الثالثة على ارتداء القباقيب لمضاعفة الصوت بحيث يجعل الموتى يخرجون من قبورهم ، فشلت خطة كسب ولاء الرعية بالقباقيب فأمر جلالته قواته الامنية بشن حملة اعتقالات، تستهدف من ينام مبكرا من النساء والرجال، لرفضهم ترك مخادعهم واستقبال مليكهم بالزغاريد ، نموذج صاحب الجلالة له اكثر من نسخة عراقية، باركت حملة اعتقال الناشطين ، وتبرعت بتقديم مالديها من معلومات عن قادتهم، لكي يسمع الشعب أصوات القباقيب .
قبقاب عالي الجناب
[post-views]
نشر في: 24 مايو, 2016: 09:01 م